وطيلة 20 عاماً كرس جوبيه جهوده لبوردو التي أصبحت من أهم مدن فرنسا، ما جعل كثيرين يتصورون أنه لن يغادر كرسي العمدة.
غير أن ما مر به الرجل، الذي كان يعتبره الرئيس السابق جاك شيراك، في الفترة الماضية، خصوصاً خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة وكل ما شابَهَا من انقسام وخذلان اليمين التقليدي، إلى جانب الانتقادات الجارحة له ولشخصه، والتي وصلت إلى درجة اتهامه باعتناق الإسلام، أثرت عليه بقوة.
ثم جاءت محطات أخرى، منها تشجيعه لرئيس الوزراء إدوار فيليب على العمل مع الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، وتشجيعه لآخَرين على الانفتاح على ماكرون، ثم قراره الانسحاب النهائي من حزب "الجمهوريون"، ويبدو أن لذلك أثر على خروجه من رئاسة البلدية.
وأمام هذه المعطيات، وحقيقة أن جوبيه لم يعد قادراً على الترشح لانتخابات 2022، يبدو أن الرجل تلقف الدعوة للحاق بالمجلس الدستوري، في بداية مارس/آذار المقبل، باعتباره الأفضل قبل التقاعد النهائي، حيث سيجالس رؤساء حكومة سابقين ورؤساء جمهورية سابقين، أي مجموعة "الحكماء".
من الصعب عدم اعتبار تعيين ألان جوبيه في هذا المجلس هدية كبيرة من الرئيس ماكرون، فالأخير لطالما وجد ألان جوبيه إلى جانبه في معظم الفترات الصعبة التي مرّ بها، خاصة "أزمة السترات الصفراء".
ومن هنا فتعيين جوبيه باقتراح من رئيس مجلس النواب، ريشار فيران، وهو من الأوفياء النادرين لماكرون، هو شكر مستَحَقٌّ على الخدمات الجليلة التي أسداها ألان جوبيه للرئيس ولرئيس حكومته وللأغلبية.
"لا يمكن للمرء أن يغادر مدينته التي يعشق إلا وينفطر قلبه أو يكاد. فراقي للمدينة التي عشقتها بمثابة اقتلاع"، هذا ما قاله جوبيه، صباح يوم الخميس، معبراً في الوقت نفسه عن سعادته لوجوده في المجلس الدستوري بين "الحكماء".
وحتى يمنح جوبيه بعض الهالة لمغادرته، لم يعين من يخلفه، تاركاً مسؤولية ذلك للأغلبية البلدية.