شكلت "لجنة التحرك السياسية"، التي أسسها جون بولتون، مستشار الأمن القومي الجديد في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول زبائن شركة "كامبريدج أناليتكا" المختصة في جمع البيانات وتحليلها، إذ طلبت خدماتها، من أجل سبر أغوار الجوانب النفسية لناخبين محتملين، من خلال بيانات حصلت عليها من عشرات ملايين الملفات الشخصية المتوفرة على موقع "فيسبوك". هذا ما توصلت إليه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، وفق شهادات موظفين سابقين في "كامبريدج أناليتكا" ووثائق تابعة لهذه الشركة.
وقد طلبت "لجنة التحرك السياسية" التابعة لبولتون، والمعروفة باسم "ذا جون بولتون سوبر باك"، خدمات "كامبريدج أناليتكا"، للمرة الأولى في أغسطس/آب 2014، وذلك بعد أشهر على تأسيس هذه الشركة، وفي ما كانت لا تزال تعمل على حصد "داتا" موقع "فيسبوك".
وفي العامين التاليين، أنفقت "ذا جون بولتون سوبر باك"، حوالي 1.2 مليون دولار، خصوصاً من أجل "أبحاث الاستطلاعات"، وهو مصطلح تستخدمه الحملات من أجل استطلاعات الرأي.
لكن العقد الموقع بين "لجنة" جون بولتون و"كامبريدج أناليتكا"، والذي حصلت "نيويورك تايمز" على نسخةٍ منه، يسلط الضوء على المزيد من التفاصيل حول الخدمات التي كان مستشار الأمن القومي الجديد في البيت الأبيض يريد أن يشتريها من الشركة المذكورة. فالعقد يذكر بشكل عام، الخدمات التي ستقدمها "كامبريدج" لبولتون، على أنها "استهداف جزيئي للسلوكيات مع رسائل ويعتمد على رسم بياني سيكولوجي".
وقال كريستوفر ويلي، وهو خبير بيانات كان من ضمن فريق المؤسسين لـ"كامبريدج أناليتكا"، بحسب ما نقلت عنه "نيويورك تايمز"، إن "البيانات التي حصل عليها بولتون كانت مستخلصة من بيانات فيسبوك"، مضيفاً "لقد أعلمناهم (أي لجنة جون بولتون) بالطريقة التي سنعمل بها، وتكلمنا في الأمر عبر المؤتمرات الهاتفية، ومن خلال اجتماعات".
ومن المعروف أن "كامبريدج أناليتكا" دخلت مؤخراً في عاصفة من الفضائح، وذلك بعدما كشفت تقارير صحافية أنها سطت على بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع "فيسبوك"، من دون موافقتهم، بهدف تطوير برنامج معلوماتي يتيح كشف النوايا الانتخابية للناخبين وكيفية التلاعب بها.
وقال كريستوفر ويلي، إن "بولتون باك" كانت مهووسة بكيفية تحول أميركا إلى دولة "عرجاء"، و"ضعيفة"، وكانت ترغب بالعمل على الأبحاث والرسائل لأغراض الأمن القومي"، مضيفاً "لقد كانوا حقاً يريدون جعل الناس أكثر عسكرية بنظرتهم إلى العالم. هذا ما قالوا إنهم يريدونه بجميع الأحوال".
ومن خلال نماذج الرسوم البيانية النفسية، ساعدت "كامبريدج أناليتكا" على تصميم أفكار لإعلانات تخص مرشحين تدعمهم "ذا جون بولتون سوبر باك"، بما فيها حملة توم تيليس، السيناتور الجمهوري في كارولينا الشمالية، في عام 2014، وذلك بحسب ما أكده ويلي وموظفون آخرون في شركة البيانات لـ"نيويورك تايمز". أحد الإعلانات ركّز على الوقت الذي أمضاه جون بولتون في العمل مع الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، وكيف جسّد توم تيليس روح ومبادئ ريغان السياسية.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن تجربة عمل "كامبريدج أناليتكا" مع بولتون، توفر نموذجاً لكيفية تسويقها لنفسها في الحملات السياسية اللاحقة، ومنها الحملة الانتخابية الرئاسية لدونالد ترامب.