عن 90 عاماً، رحل، مساء أمس، الكاتب الأميركي جيمس سالتر، أثناء ممارسته الرياضة في نيويورك، حسب ما أعلنه ناشره الفرنسي في بيان نشره اليوم في باريس.
يُعتبر سالتر، المولود بنيويورك من أم يهودية في 10 حزيران/ يونيو 1925، واحداً من الأصوات الروائية الأميركية المعاصرة البارزة. في عام 1940، التحق بسلاح الجو الأميركي حيث اشتغل كطيار، وشارك في الحرب الكورية عام 1952، قبل أن يستقيل في 1957، ويتفرغ للكتابة الروائية.
كان سالتر كاتباً مقلًّا، فلم ينشر سوى مجموعة قصصية يتيمة وست روايات فقط خلال ستين عاماً؛ لكنها روايات فذة لاقت استحسان النقاد المتخصصين والكُتاب، مثل روايته الأولى "القناصة" التي صدرت عام 1957، بعد أن كتبها سرّاً أثناء الحرب الكورية، وتحولت لاحقاً إلى فيلم لاقى نجاحاً باهراً بعنوان "نيران على آسيا" من إخراج ديك باول وبطولة النجم الراحل روبيرت ميتشوم. يسرد العمل قصة مجموعة من الطيارين الأميركيين في الحرب الكورية.
وله أيضاً رواية "سعادة مثالية" التي صدرت عام 1975 و"رجل العزلات العالية" (1979)، وروايته الأخيرة "حياة للحرق" (1998) التي سرد فيها فصولاً من سيرته الذاتية.
تميزت كتابة سالتر بالدقة والوضوح، ونزوعه، في غالبيّة نصوصه، نحو الاهتمام بتفاصيل الحياة الثانوية وبالصدف التي تقلب مسار حياة الشخصيات. وقال عنه أحد النقاد الفرنسيين إن "جملته النثرية تقرأ أحياناً كخارطة جغرافية أو كأرض نحدّق فيها من علو شاهق".
اشتهر سالتر بولعه بفرنسا أدباً وطعاماً ونبيذاً، واتخذها مسرحاً لأحداث روايته الثالثة "رياضة ومضيعة للوقت" الصادرة عام 1967، وهي الرواية التي منحته شهرة كبيرة في الساحة الأدبية العالمية.
وفي آخر كتاب أصدره قبل حوالي عشر سنوات تحت عنوان "كلُّ ما هنالك"، جمّع فيه مذكراته وشذرات متفرقة، اختار سالتر هذه الأبيات الشعرية كتوطئة للكتاب:
"سيأتي زمنٌ
تدرك فيه أن الحياةَ كانت حلماً
وأن وحدها الأشياء التي التقَطتْها الكتابة
لها الحظ في أن تكون حقيقية".