اعتبر أول حاكم مدني على العراق عقب الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003، الجنرال جي غارنر، أنّ الحكومة العراقية "لعبة بيد إيران"، قائلاً إنّه "يجب القلق بشأن المرحلة التي ستلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مناطق عدة من العراق".
وأوضح غارنر الذي اختارته إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن، لتولّي منصب الحاكم المدني الأميركي في العراق بعد الاحتلال عام 2003، قبل أن يتم استبداله بالسفير بول بريمر، في حوار مع صحيفة ناطقة بالكردية، اليوم الأربعاء، أنّه "ينبغي القلق بشأن المرحلة التي ستلي داعش في العراق، وعلى الإدارة الأميركية أن تعمل بجدية على إعادة النازحين إلى مناطقهم".
وتوقّع أن تحدث مشكلة بين بغداد وأربيل بشأن حدود إقليم كردستان العراق، آملاً أن تساند واشنطن الإقليم، آسفاً في الوقت عينه على أنّ الولايات المتحدة تملك "سجلاً سيئاً" في وعودها للأكراد.
ودافع غارنر عما آل إليه الوضع في العراق بالقول، "باعتقادي أنّ الأكراد انفصلوا منذ زمن والحدود القديمة انتهت ولن تعود، وبقي فقط الاعتراف بحدود جديدة"، نافياً تقسيم العراق من قبل الأميركيين عام 2003.
وأشار إلى أنه "لو طبقنا النظام الفيدرالي في العراق بدلاً من رفع شعار الديمقراطية، واستحدثنا ثلاثة أقاليم للسنة وللشيعة وللأكراد، لكان الوضع أفضل الآن". وأمل غارنر أن تضع الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، سياسة جديدة حول المنطقة، لا سيما بخصوص العراق.
وقال "لا نعرف بعد ماذا ستفعل الإدارة الأميركية الجديدة، لكن ما نأمله أن تكون مختلفة عن إدارة الرئيس باراك أوباما، وتضع سياسة جديدة حول المنطقة، وأن تعي حقيقة أنّها إذا لم تقم بتغييرات فإنّ الحكومة العراقية لا وجود لها لأنّها لعبة بيد إيران".
وشدّد على ضرورة أن تتعامل الإدارة الأميركية الجديدة بحزم تجاه تمدّد إيران في المنطقة العربية، وأن تلغي الاتفاق النووي معها. وتمنى أن "تكون الإدارة الجديدة قوية وواضحة لأنّ إيران تدير العراق، وتدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سورية، وحزب الله في لبنان وكل ذلك خارج حدود إيران".
كما أمل أن "تطرد الإدارة الأميركية الجديدة إيران من كردستان العراق، وأن تضع شروطاً عليها مقابل ممارسة التأثير على سورية ولبنان، لأنّ إيران تسعى لأن تكون القوة العظمى في المنطقة ونحن لا نريد ذلك، ولا أعتقد أنّ ترامب يرغب بحصول ذلك أيضاً".