حاتم بن عرفة لاعب فرنسي الجنسية، لكنه عربي الأصل، يُشبه لاعبي الشرق في الحالة المزاجية، التي تنظر إلى كرة القدم وكأنها فن رفيع المقام، تعتمد بشكل كلي على المتعة في أساسها، وفي الوقت نفسه تعاني هذه النظرة الرومانسية من حالة مزاجية تجعله يتأرجح من حالة إلى أخرى، دون أي تفسيرات حقيقية.
صانع اللعب
دفع بن عرفة الثمن غالياً، خلال السنوات الأخيرة، بعد إيقافه ومنعه من اللعب فترةً ليست قليلة، لكنه عاد هذا الموسم بشكل لائق، واستعاد أجمل أيامه مع نيس في الدوري الفرنسي، ليصبح اللاعب الأهم على الإطلاق في تشكيلة فريقه، بالإضافة إلى ترشيح كثيرين، أنه سيكون لاعب الموسم، إذا استمر على هذا المنوال في قادم المواعيد.
مركز حاتم الرئيسي في المنطقة رقم 14 في الملعب، المكان الفاصل بين وسط الخصم وخط دفاعه، والفراغ المفضل للنجوم أصحاب المهارات الخاصة، لذلك يستطيع النجم المميز شغل مركز صانع اللعب في خطة 4-2-3-1، في العمق داخل نصف ملعب المنافس، ومن الممكن، أيضاً، أن يتحول إلى الطرف، ويصبح جناحاً على الخط أثناء الهجوم.
يمتاز حاتم بن عرفة بقدرته على المراوغات، مع التسديدات من أي مكان في الملعب، لذلك يعتبر بمثابة الخيار المثالي لأي مدرب يريد التنوع في الهجوم، سواء عن طريق خلق الفرص بكثافة في الثلث الأخير، أو الوصول إلى المرمى بالاعتماد على اللعب العمودي المباشر تجاه منطقة الجزاء.
الوسط الثالث
يطمح حاتم بن عرفة إلى تمثيل منتخب فرنسا من جديد، والرهان هذه المرة على يورو 2016، البطولة التي تستضيفها الملاعب الفرنسية، ويريد منتخب الديوك تحقيق المجد من أراضيهم، مع الانطلاق نحو مونديال 2018 بطموحات عالية. ويملك المدرب ديديه ديشامب توليفة رائعة من اللاعبين الشباب، بقيادة بول بوجبا ورفاقه.
يلعب ديشامب بخطة 4-3-3، بالاعتماد على مهاجم صريح رفقة جناحين، مع ثلاثي متحرك في المنتصف، ومن العدل أن يحصل نجم نيس على فرصة أخرى، خصوصاً أنه قادر على شغل مركز الجناح المقلوب، بالتبادل مع جريزمان في الجبهة الأخرى، مع الضرب في العمق بكريم بنزيما أو فتى يونايتد الجديد، أنطوني مارسيال.
لكن هناك المركز 8 في خطة 4-3-3، لاعب الوسط الثالث الذي يلعب على مقربة من ثنائي الارتكاز، على طريقة إنييستا برشلونة، ويجيد حاتم بن عرفة لعب هذا الدور، نظراً لمهارته الشديدة بالكرة، وتمركزه المثالي أثناء الشق الهجومي، وبالتالي فإن الطريق إلى اليورو لا يزال مفتوحاً أمام الرقم 9.
التسعة ونصف
يلعب المدرب كلود بويل بخطة 4-3-1-2 هذا الموسم، ويعتمد بشكل كلي على حاتم بن عرفة، لاعبه الأهم في الحالة الهجومية، والنجم الذي سجل 7 أهداف وصنع هدفين في 11 مباراة في الدوري المحلي، والمفارقة أن كل أهدافه جاءت من داخل منطقة الجزاء، في دلالة واضحة على مركز حاتم الجديد.
نصف مهاجم داخل منطقة الجزاء، ونصف صانع لعب خارجها، إنه التسعة ونصف كما يقول الكتاب، ويستطيع المدرب بويل تطبيق أكثر من تركيب هجومي، عن طريق عودة حاتم إلى الوسط، لتتحول الخطة إلى 4-3-2-1 بتواجد ثنائي من صناع اللعب، مالمان وحاتم، مع تمركز فالير جيرمان في الأمام.
كرة القدم لعبة تعطي فقط من يعطيها، وعلى الرغم من مزاجية حاتم بن عرفة على مر تاريخه، إلا أنه يقدم موسماً للتاريخ، حتى الآن، وفي حالة حفاظه على بريقه الحالي، فإننا أمام حالة خاصة جداً، لنجم يستطيع اللعب في كل مراكز الهجوم، ويجيد بشدة كتابة اسمه بحروف من نور خلال المباريات الحاسمة، والقادم هو الرهان!