ظل رئيس اتحاد طلاب كلية الهندسة في جامعة المنصورة، أحمد شقير مطارداً أمنياً ومحروماً من رؤية أهله، بسبب نشاطه كأحد أبرز قيادات حركة "طلاب ضد الانقلاب"، ويوم الأحد وصل جثمانه بالكفن الأبيض إلى منزله في مدينة المنصورة، الذي لم يدخله منذ عام.
وصلّت عليه أسرته صلاة الجنازة، إثر حادثة سير تعرّض لها أثناء انتقاله من القاهرة إلى مسقط رأسه، ليدفن هناك وسط دموع المشيعين الذين توقعوا وفاته في كل لحظة، لمشاركته في أغلب التظاهرات المناهضة لحكم العسكر.
وعرف شقير، الطالب في السنة النهائية، نتيجة امتحاناته يوم الخميس الماضي، إذ كان تقديره "امتياز". ويقول صديق له فضّل عدم ذكر اسمه: "كنا نفطر معا يوم الأربعاء الماضي. كان قلقا من النتيجة، خاصة أنه تعوّد أن يكون الأول على دفعته طيلة السنوات الثلاث. لكن مطاردة الشرطة له العام الماضي، ومنعه من أحد الامتحانات، جعلته يتراجع من الترتيب الأول إلى الترتيب الثاني على دفعته".
وقف شقير ضد اقتحام الشرطة للكلية، ورفض اعتقال زملائه من الطلاب بشكل عشوائي بسبب آرائهم السياسية، واتهم بالشغب في قضية نظرت فيها المحاكم. ورغم نشاطه إلا أنه دوما كان يبحث عن الاستقرار. يتابع الصديق: "كانت خطبته يوم الجمعة الماضي، حيث كان يفكر بالانتقال للقاهرة والزواج والاستقرار هناك". ويضيف: "كان بصدد إقناع والديه بالانتقال لعلهما يجدان حياة جديدة بعيدا عن المطاردة والترصد في المنصورة".
وتؤكد أعداد المشيعين ما يرويه الصديق من أنه كان ودودا، حيث كان ضمن المتقدمين في الصفوف الأولى لمعظم المجازر التي ارتكبت بحق أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي منذ أول أحداث الحرس الجمهوري حتى فض الاعتصام. ويشرح الصديق أنه كانت أمامه فرص كثيرة للسفر بعيدا عن المطاردات، لكنه ظل متمسكا بالبقاء في البلد.
كتب شقير على صفحته على "فيسبوك" عن مجزرة الحرس الجمهوري الأولى "نرى دماء الأحباب تراق في آخر الشارع، ولا نملك إلا أن ننتظر دورنا تماما كالفراخ، أو أقل درجة". وكتبت خطيبته على "فيسبوك" أن آخر حديث دار بينهما ختمه متمنيا الشهادة.