حازم الشريف لـ"العربي الجديد": أرقام المشاهدات مجرّد كذبة

29 يونيو 2020
"سورية لها حق علي تماماً كما والدتي" (فيسبوك)
+ الخط -
بعدما شقّ طريقه إلى قلب الجمهور العربي من بوّابة "آراب أيدول" حاصداً لقب محبوب العرب لعام 2014، يستمرّ الفنان السوري حازم شريف باستمالة قلوب محبّيه من خلال خياراته الغنائية التي يسعى من خلالها إلى محاكة ذائقة الجيل الجديد مع الحفاظ على أصالة الكلمة وجمالية اللحن، بحسب ما يؤكّد في حوار خاص أجرته معه "العربي الجديد". ومن أغنيات أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وملحم بركات وسواهم من أصحاب القامات الطربية العالية، قدّم حازم شريف في بداية مشواره الفنّي روائع من كلاسيكيات الأغنية الطربية العربية ليكتسب شهرته. وبعد ستة أعوام على إطلالته التلفزيونية الأولى في برنامج المواهب الشهير "آراب أيدول"، يبدو حازم شريف ماضياً في شقّ طريقه الفنّي بدروب توصله إلى قلوب الشباب، ولكنها لا تتوانى من التوقّف على مفارق الحنين الطربي بين الفينة والأخرى، لتستقي منها جرعات من الجمال ومن الأصالة. 
يقول حازم في هذا الخصوص: "إن المسألة هي بالدرجة الأولى مسألة وقت. وجيل اليوم مختلف بتوجّهاته وميوله عن جيل الماضي. والفنان عليه أن يجاري زمنه، ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد جمهور ما زال يستمتع بأغنيات الكبار، ويعشق أن يستمع إليها، وأنا شخصياً أحبّ دائماً أن أستعيدها وأستزيد منها. وأجد في أدائها متعة خاصة، كما أنني أسعى لأن أوفّق أيضاً في أغنياتي الخاصة ما بين روح العصر، وما بين المستوى الفنّي المطلوب على صعيد الكلمة واللحن". هكذا نوّع الفنان الشاب في أحدث إصدارته الغنائية ما بين الطرب الشعبي في أغنيتي "ندم" و"في شي غلط" وبين الأغنية الإيقاعية السريعة في أغنيته الأخيرة "إذا بتحبّيني".
وعن الأغنية التي يفضّلها شخصياً بصوته بين أعماله الصادرة حديثاً، يقول: "أنا شخصياً أشعر بأن أغنية (ندم) كانت مميزة أكثر بقليل عن سواها من الأعمال الغنائية الثلاثة التي طرحتها في الفترة الأخيرة. ولكن في موازاة ذلك، يمكنني القول إنَّ الجمهور أحبّني أيضاً في الأغنية الإيقاعية السريعة، كما هو الحال في أغنية (إذا بتحبيني)، إذْ قدَّمت هذا اللون للمرة الأولى. والحمد الله أن الناس أحبّت هذه الأغنية وتقبلتها مني، وهذا يشجعني على طرح عمل جديد من هذا القبيل في الفترة المقبلة".
الأغنية التي حصدت أكثر من مليون ومئتي ألف مشاهدة على موقع "يوتيوب" تحظى بالفعل بأصداء إيجابية بين صفوف جمهور الفنان الشاب. وعند سؤاله عن مدى استناده إلى أرقام المشاهدات على المنصات الرقمية لتحديد نسبة نجاح الأعمال الفنية، يقول: "صراحة أشعر بأن الأرقام مجرّد كذبة. فأحياناً هناك أغنيات أراها من أهم من أغنيات أخرى، وأعتبرها ضاربة. ولكن عند معاينة حضورها على المنصات الرقمية قد أجد أنها لا تتمتع بمشاهدات كثيرة. والعكس أحياناً يحصل فتحصد أغنية ما أرقاماً عالية، ولكن لا أجد أنها تستحق ذلك". أمّا عن نزاهة أرقام المشاهدات، يقول: "لا أعرف إن كان هناك تلاعُب، فأنا بعيد عن هذا الموضوع. برأيي وبكل صراحة، كل الدنيا تطوّرت، وكل شيء أصبح ممكناً في هذا الزمن. وشراء المتابعين من قبل البعض ليس خافياً على أحد، وأنا شخصياً يُعرض عليّ ذلك كثيراً، ولكنني أرفض لأنني لا أبحث عن الأرقام والأعداد، بل عن نوعية المتابعين الأوفياء الذين يتفاعلون معي بصدق".

وحازم الذي أطلّ على جمهوره عبر المنصات الرقمية بحفلة افتراضية لكسر طوق الحجر المنزلي المفروض بفعل فيروس كورونا المستجدّ، يرى أن "الحفلات الأونلاين التي ازدهرت أخيراً هي مبادرة جميلة تتيح للفنان الوجود بين محبّيه وجمهوره، رغم الظروف الصعبة التي تمرّ على الجميع، كما أنها مهمّة بالنسبة للناس للتخفيف من عزلتهم والترفيه عنهم". ويرى أن "موضوع الحجر المنزلي جعل الناس يهتمون أكثر بالعائلة والأولاد والمنزل. ففي هذه الأزمة تعلّمنا أنه يجب ألا نضيّع الوقت. وأن نستفيد من كل لحظة تمرّ في حياتنا. وأن نكون منتجين ولا نكتفي بالانتظار. فحتى في أيام الحجر كنت أحاول طيلة الوقت أن أقوم بأمر يفيدني حتى وإن كان بسيطاً، مثل حفظ أغنية جديدة أو الاستماع إلى أخرى قديمة".
وبعدما سبق أن قدّم بصوته مجموعة من الشارات الدرامية الناجحة، ومن بينها شارة مسلسل "بانتظار الياسمين" وشارتان ضمن سلسلة "مدرسة الحب"، يرى الشريف أنه "من الجميل أن يبقى الفنان موجوداً بين جمهوره، لا سيّما خلال الشهر الفضيل، لأن شهر رمضان تزدحم فيه الأعمال الدرامية، ومن الجميل أن يكون للفنان حضور يسجّله من خلال أدائه شارة أحد الأعمال الدرامية الرمضانية". وعن أفضل من قدّم شارات مسلسلات يجيب: "أحب مروان خوري في شارات المسلسلات، وهو قدّم الكثير من الأعمال الناجحة في هذا الإطار. ولديه الكثير من الشارات وكل واحدة منها أجمل من الأخرى. ولذلك، أنا أميل إليه، واختاره من بين أفضل من قدّم الشارات الدرامية".
وابن حلب الذي غنّى مدينته وعبّر عن اعتزازه بانتمائه لبلده سورية في أكثر من مناسبة وعمل فنّي، يقول: "سورية هي أمي ولها حق علي تماماً كما والدتي. ودائماً أخص سورية بأغنياتي وأقول للشعب السوري إنه شعب صبور جداً ويتحمل الكثير، ولذلك يجب أن نكون دائماً إلى جانبه، وأن نقدم له الأعمال الجميلة التي تليق بسورية، واسمها في الداخل والخارج".
ويختم حديثه قائلاً: "أتمنى أن تكون هذه الفترة قصيرة، وأن ننتهي من الأزمة بسرعة لأن بلداننا العربية تتوق للسلام والأمان. لقد تعبنا كثيراً. ومرّ عقد من الزمن وكل البلدان العربية تعاني من المشكلات والحروب والأمراض. أدعي وأصلّي لكل الشعوب العربية أن يعمّ السلام والأمان والصحّة وهذا الأهم. وأدعو الله أن يكون لبنان بخير وسورية بخير".
دلالات
المساهمون