عبرت مجموعة حافلات تُقل مسلحي "جبهة النصرة "وأُسرهم الجرود اللبنانية في منطقة عرسال باتجاه المناطق السورية، بعد ظهر اليوم الأربعاء، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق التبادل بين "النصرة" و"حزب الله" برعاية المدير العام لجهاز الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم.
ورافقت سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني تُقل جرحى من "النصرة" 66 حافلة سياحية كبيرة، وتقدم الموكب سيارات تابعة للأمن العام اللبناني، وعبر الجميع في المسار الجردي الذي يشرف عليه عناصر من "حزب الله".
وتشكل هذه الدفعة واحدة من دفعات أُخرى ستعبر من عرسال إلى إدلب عبر محافظات حمص وحماة وحلب، قبل أن تنضم إليها الحافلات التي تقل لاجئين سوريين اختاروا مغادرة لبنان إلى إدلب، ويقدر عددهم بحوالي 10 آلاف شخص.
سياسياً، انضمت الحكومة اللبنانية إلى قائمة الجهات التي أعلنت الانتصار، بعد "الحزب" و"النصرة" اللذين اعتبرا أن التسوية التي تمت تُشكل انتصاراً لكل منهما على حدة.
وقال رئيس الحكومة، سعد الحريري، بعد لقاء اللواء، عباس إبراهيم، بعد ظهر اليوم، إن "لبنان وصل إلى إنجاز كبير".
واعتبر الحريري الذي سبق أن منح الجيش إجازة لإطلاق عملية عسكرية في جرد عرسال قبل أن يقوم الحزب بهذه العملية إن "المهم هي النتيجة، وإن كان حزب الله هو من أنجز شيئاً ما".
ونفى الحريري، أن يكون أي من الموقوفين الذين أُطلق سراحهم من السجون اللبنانية في إطار الصفقة محكومين بأي جرائم "إرهابية كبيرة"، وأكد موقف الحكومة التي تعمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وهي عملية تجاوز فيها التنسيق بين الأمن العام والنظام السوري مواقف سابقة للحريري برفض التنسيق مع النظام.
كما شهد اليوم انتقاد وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، لتغييب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن عملية تسجيل ونقل اللاجئين في إطار صفقة النصرة - حزب الله.
وتطرق رئيس الحكومة اللبنانية إلى ملف سيطرة تنظيم "داعش" على مساحات من جرود بلدات الفاكهة ورأس بعلبك والقاع، مُعلناً أن "حماية اللبنانيين ستستمر ووجود داعش سينتهي في الأراضي اللبنانية، والجيش سيتعامل مع الوضع بالشكل المناسب".
كما أكد أن "الحكومة تعمل لإنهاء ملف الجنود المخطوفين لدى داعش بأفضل وسيلة ممكنة، وكل دول العالم تفاوض مع الإرهابيين لأجل مواطنيها". ومن المنتظر أن يطرح الحريري خلال جلسة الحكومة غداً خطة اجتماعية لبلدة عرسال.