يداي تكدحان جيداً. كل صباح، أرسلهما إلى الحياة، لتتعلّما القراءة واللمس. ريثما أعود للمنزل أضع جميع الصور الأسيرة في النوافذ، لتتمكن من رؤية الخارج، تارة السماء، تارة أخرى المطر.
على الحافة أترك البخور يحترق في المبخرة لإبعاد عيون السَرْو الشريرة في الساحة. "صباح الخير"؛ يصيح نور الفجر. "عاشت ابتسامتك الحديثة الولادة". "لكن كن حريصاً أن لا تنمحي". أشبِكُ أصابعي مستبشرا. أتطلع بنظرتي إلى الغرب، أتعوّذ من الشيطان ثلاث مرات، وأقبّل الفم الميت للتو. أشرب النخب في خضم اليوم الجديد. ألقي بصنارتي في الغد، ومن جديد أصطاد الأمس.
أتخفف من جسدي. ألتقط الصنارة من كلماتها المسنّنة وأغوص ملاحقاً إياها في المياه. الزمن المتهافت ينصت إليّ مرتجفاً بالكامل، منتصباً على أربع قوائم يزأر في وجهي.
حان الوقت، سأتخطى هذا، أواسي نفسي. أنتظر. لكن عبّاد شمسِ الخوف يتبعني حتى في المابعد. أركض في الماء حتى ينفد الهواء في رئتيّ. في طبيعة الأشياء المستجدة، سأتعلّم الحياة بدون تنفس.
* Pambos Kouzalis شاعر من جزيرة قبرص، نعثر في شعره على صوت شخصي، وخصوصية قبرصية تجمعه مع أقرانه الشعراء هناك، رغم انتمائهم إلى تقاليد الشعر اليوناني.
** ترجمة: ميشرافي عبد الودود