في ظلّ المشاكل التي تعاني منها تونس في ما يتعلق بالنفايات وانتشار الروائح الكريهة في الشوارع نتيجة تكرّر إضراب عمّال النظافة، والتي يشتكي منها المواطنون، فكّر أسعد الزواري في اختراع حاويات جديدة للفضلات تستوعب كميّات كبيرة وتراعي محدودية إمكانيّات البلديات. وقبل نحو ثلاث سنوات، أطلق مشروعه الذي يشغّل نحو 20 شاباً، لتصنيع هذه الحاويات الجديدة.
تتميز الحاويات التي صمّمها الزواري بخصائص عدة وتستوعب نحو طنّين من الفضلات، وذلك تحسّباً لإضراب عمال النظافة الذي يتكرّر كثيراً. يُذكر أنّ الإضراب قد يستمر أكثر من أسبوعين أحياناً. كذلك، صنّعت تلك الحاويات بطريقة تراعي حاجة أولئك الذين يقتاتون من القمامة، ويعيشون من خلال بيع المواد القابلة لإعادة التدوير على غرار البلاستيك. وقد قسّمت تلك الحاويات إلى ثلاث. واحدة مخصصة للمواد البلاستيكية، وأخرى للأطعمة والخبز، الذي كثيراً ما ترميه العائلات التونسية في وقت يحتاجه آخرون على غرار الفلاحين الذين يحوّلونه إلى علف للمواشي. وخصّصت الثالثة للملابس والمواد الأخرى. هكذا، يستطيع أولئك الذين يبيعون الفضلات أن يجدوا ما يبحثون عنه من دون عناء، ومن دون نبش القمامة وتركها ملقاة في الشارع. كذلك، جُهّزت الحاويات بلوحات للإعلانات.
هكذا، بات جمع النفايات سهلاً. ومن خلال كبسة زر، تفرّغ الحاوية الفضلات في الناقلة بطريقة لا تسمح بنبشها أو انبعاث روائح كريهة منها، الأمر الذي يساهم في الحد من انتشار الحشرات.
إعلانات
في هذا السياق، يقول الزواري لـ "العربي الجديد" إنّ تجهيز حاويات الفضلات لن تكلّف الدولة شيئاً، خصوصاً أنّها جُهّزت بلوحات للإعلانات. في بداية المشروع، صنع حاويات في ورشته في منطقة المروج في العاصمة، ووضع ثلاثاً منها في مدينة العلوم ومستشفى الرابطة ومحافظة الكاف، بهدف التسويق لاختراعه وتعريف الناس بالمشروع الجديد علّهم يقتنعون بأهميته.
اقــرأ أيضاً
في يونيو/حزيران من عام 2015، أشرف كاتب الدولة لدى وزير الداخلية والمكلف بالجماعات المحلية عبد الرزاق بن خليفة، بحضور والي محافظة بن عروس والكاتب العام للولاية اللطيف الميساوي، على الابتكار الجديد. وقد أعرب بن خليفة عن إعجابه بفعالية هذا الابتكار ومساهمته في حلّ مشكلة تراكم الفضلات، خصوصاً في المدن الكبرى والعاصمة. ووعد بالاهتمام بهذا الإنجاز والعمل على تعميمه في جهات عدّة، نظراً لما يقدّمه من خدمات للمواطن، بالإضافة إلى مساعدة البلدية وأولئك الذين يقتاتون من القمامة.
ويشير الزواري إلى أنّ هذا المشروع لقي استحسان الناس وتشجيع كاتب الدولة المكلف بالبيئة منير مجدوب. لكنّ البلديّات لم تتقدّم بطلبات لاقتناء هذه الحاويات على الرغم من أهميّتها. في هذا السياق، يقول مصدر في وزارة البيئة لـ "العربي الجديد" إنّ كاتب الدولة رحّب كثيراً بالمشروع، الذي لقي استحسان غالبية البلديات. لكنّ المشروع تعطل نتيجة انتظار اتخاذ القرار من الحكومة الجديدة.
فضاء ثقافي
تجدر الإشارة إلى أنّ الزواري الذي درس الفنون والتصميم في فرنسا يميل إلى الاختراعات الجديدة، ويرى أنّها قادرة على حلّ مشاكل كثيرة. وقد أنشأ فضاء ثقافياً ترفيهياً يمتد على مساحة 700 متر مربع، زيّنه بزخرفات من التراث التونسي والصناعات التقليدية التونسية التي صمّمها بنفسه. واختار إطلاق هذا الفضاء في عام 2004 في منطقة تفتقر إلى فضاءات للترفيه، في مكان كان مخصصاً لإلقاء النفايات. يشير إلى أنّ الناس في البداية رفضوا التخلي عن تلك الأرض التي تمثّل المكان الوحيد الذين يلقون فيه الفضلات، الأمر الذي دفعه إلى التفكير في حل يخلّص السكان من أزمة الفضلات وغياب الحاويات.
ويتألّف الفضاء الثقافي الذي أسّسه الزواري من مسرح يتضمّن مدارج متحرّكة تستوعب نحو 180 شخصاً، ويقدّم عروضاً سنيمائية وأخرى فنيّة مختلفة كالرقص وغيرها، بالإضافة إلى قاعة موسيقى وقاعة محاضرات ومقهى ثقافي. هكذا، حوّل مكاناً كان مخصصاً للفضلات إلى مكان للإبداع والفن، على حدّ قوله. ويُعدّ هذا المركز الثقافي الأول الخاص في تونس، والذي يساهم في تنشيط الحياة الثقافية في حيّ شعبي. يحلم المخترع التونسي بالجمال، وقد أنفق على حلمه هذا الملايين من دون تشجيع يُذكر من المسؤولين.
وينوي الزواري تعميم تجربة الحاويات على جميع المناطق التونسية، مضيفاً أنّه يفكّر في اقتراح دورات مياه عامة تراعي شروط الجمال.
اقــرأ أيضاً
تتميز الحاويات التي صمّمها الزواري بخصائص عدة وتستوعب نحو طنّين من الفضلات، وذلك تحسّباً لإضراب عمال النظافة الذي يتكرّر كثيراً. يُذكر أنّ الإضراب قد يستمر أكثر من أسبوعين أحياناً. كذلك، صنّعت تلك الحاويات بطريقة تراعي حاجة أولئك الذين يقتاتون من القمامة، ويعيشون من خلال بيع المواد القابلة لإعادة التدوير على غرار البلاستيك. وقد قسّمت تلك الحاويات إلى ثلاث. واحدة مخصصة للمواد البلاستيكية، وأخرى للأطعمة والخبز، الذي كثيراً ما ترميه العائلات التونسية في وقت يحتاجه آخرون على غرار الفلاحين الذين يحوّلونه إلى علف للمواشي. وخصّصت الثالثة للملابس والمواد الأخرى. هكذا، يستطيع أولئك الذين يبيعون الفضلات أن يجدوا ما يبحثون عنه من دون عناء، ومن دون نبش القمامة وتركها ملقاة في الشارع. كذلك، جُهّزت الحاويات بلوحات للإعلانات.
هكذا، بات جمع النفايات سهلاً. ومن خلال كبسة زر، تفرّغ الحاوية الفضلات في الناقلة بطريقة لا تسمح بنبشها أو انبعاث روائح كريهة منها، الأمر الذي يساهم في الحد من انتشار الحشرات.
إعلانات
في هذا السياق، يقول الزواري لـ "العربي الجديد" إنّ تجهيز حاويات الفضلات لن تكلّف الدولة شيئاً، خصوصاً أنّها جُهّزت بلوحات للإعلانات. في بداية المشروع، صنع حاويات في ورشته في منطقة المروج في العاصمة، ووضع ثلاثاً منها في مدينة العلوم ومستشفى الرابطة ومحافظة الكاف، بهدف التسويق لاختراعه وتعريف الناس بالمشروع الجديد علّهم يقتنعون بأهميته.
في يونيو/حزيران من عام 2015، أشرف كاتب الدولة لدى وزير الداخلية والمكلف بالجماعات المحلية عبد الرزاق بن خليفة، بحضور والي محافظة بن عروس والكاتب العام للولاية اللطيف الميساوي، على الابتكار الجديد. وقد أعرب بن خليفة عن إعجابه بفعالية هذا الابتكار ومساهمته في حلّ مشكلة تراكم الفضلات، خصوصاً في المدن الكبرى والعاصمة. ووعد بالاهتمام بهذا الإنجاز والعمل على تعميمه في جهات عدّة، نظراً لما يقدّمه من خدمات للمواطن، بالإضافة إلى مساعدة البلدية وأولئك الذين يقتاتون من القمامة.
ويشير الزواري إلى أنّ هذا المشروع لقي استحسان الناس وتشجيع كاتب الدولة المكلف بالبيئة منير مجدوب. لكنّ البلديّات لم تتقدّم بطلبات لاقتناء هذه الحاويات على الرغم من أهميّتها. في هذا السياق، يقول مصدر في وزارة البيئة لـ "العربي الجديد" إنّ كاتب الدولة رحّب كثيراً بالمشروع، الذي لقي استحسان غالبية البلديات. لكنّ المشروع تعطل نتيجة انتظار اتخاذ القرار من الحكومة الجديدة.
فضاء ثقافي
تجدر الإشارة إلى أنّ الزواري الذي درس الفنون والتصميم في فرنسا يميل إلى الاختراعات الجديدة، ويرى أنّها قادرة على حلّ مشاكل كثيرة. وقد أنشأ فضاء ثقافياً ترفيهياً يمتد على مساحة 700 متر مربع، زيّنه بزخرفات من التراث التونسي والصناعات التقليدية التونسية التي صمّمها بنفسه. واختار إطلاق هذا الفضاء في عام 2004 في منطقة تفتقر إلى فضاءات للترفيه، في مكان كان مخصصاً لإلقاء النفايات. يشير إلى أنّ الناس في البداية رفضوا التخلي عن تلك الأرض التي تمثّل المكان الوحيد الذين يلقون فيه الفضلات، الأمر الذي دفعه إلى التفكير في حل يخلّص السكان من أزمة الفضلات وغياب الحاويات.
ويتألّف الفضاء الثقافي الذي أسّسه الزواري من مسرح يتضمّن مدارج متحرّكة تستوعب نحو 180 شخصاً، ويقدّم عروضاً سنيمائية وأخرى فنيّة مختلفة كالرقص وغيرها، بالإضافة إلى قاعة موسيقى وقاعة محاضرات ومقهى ثقافي. هكذا، حوّل مكاناً كان مخصصاً للفضلات إلى مكان للإبداع والفن، على حدّ قوله. ويُعدّ هذا المركز الثقافي الأول الخاص في تونس، والذي يساهم في تنشيط الحياة الثقافية في حيّ شعبي. يحلم المخترع التونسي بالجمال، وقد أنفق على حلمه هذا الملايين من دون تشجيع يُذكر من المسؤولين.
وينوي الزواري تعميم تجربة الحاويات على جميع المناطق التونسية، مضيفاً أنّه يفكّر في اقتراح دورات مياه عامة تراعي شروط الجمال.