وكان المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، المستشار تامر فرجاني، قد سبق له أن أصدر أمراً بضبط وإحضار بشر، في ضوء ما كشفت عنه التحقيقات التي تباشرها النيابة من اشتراكه في ارتكاب جرائم التحريض على العنف والإرهاب ومناهضة الدولة باستخدام العنف المسلح.
وأسندت نيابة أمن الدولة العليا إلى بشر عدداً من الاتهامات، في مقدمتها الانضمام إلى جماعة مؤسسة على خلاف أحكام الدستور والقانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل القوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وتتخذ من الإرهاب وسيلة لتنفيذ أغراضها.
إدانات واسعة
في غضون ذلك، دان "المجلس الثوري المصري" القبض على بشر. وقال المتحدث باسم المجلس، خالد الشريف، في بيان له، اليوم الخميس، "نستغرب اعتقال بشر، الذي طالما نادى بالحوار والسلمية والحل السياسي للأزمة الراهنة"، لافتاً إلى أن ذلك يعني غلق كافة نوافذ الحوار والحل السياسي.
وأضاف الشريف، أن "اعتقال بشر يأتي تزامناً مع الهجمة الشرسة التي طالت طالبات جامعة الأزهر، أمس الأربعاء، إثر اقتحام قوات الأمن ساحة الجامعة، واقتياد وضرب الطالبات في صور همجية سببت صدمة للعالم والرأي العام".
وطالب الشريف، السلطات الأمنية بالكفّ عن معاداة الشعب واحترام إرادته وحريته وكرامته، وبسرعة الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وفقاً لتعبيره.
وفي سياق متصل، أرجع المحلل السياسي، علاء بيومي، اعتقال بشر إلى شعور النظام العسكري بالضعف، ونجاح المعارضة السلمية ضده، والخوف من عودة الروح إلى الحركات الاحتجاجية وامتدادها.
وتابع أنه "هذا أيضاً شهادة تقدير لبشر، الرجل التصالحي، الذي واجه نظاماً كنظام نيرون على مدى أكثر من عام، وقاد أكبر تحالف معارض ضده".
وعلق المتحدث باسم حزب "الحرية والعدالة" أحمد رامي الحوفي، على اعتقال بشر بأنه درس ورسالة لا بد أن يعيها الجميع. وقال من خلال تدوينته في موقع التواصل "فيسبوك"، إن البيان الذي وقع عليه بشر من أجل الاتحاد والاصطفاف الوطني خلف أهداف ثورة يناير، قد يكون آخر تحرك سياسي لدى بشر قبل إلقاء القبض عليه.
وأصدر تحالف دعم الشرعية بياناً، يندد فيه باعتقال بشر، واصفاً الخطوة باستمرار الهجمة المسعورة ضد مكونات التحالف وأعضائه سواء، في الجبهة السلفية أو حزب التوحيد العربي، وضد أبناء وبنات الحركة الطلابية الثائرة.
وتابع البيان، أن الانقلاب أصيب بحالة من "هيستريا الثور المذبوح" بعد تزايد الرفض الشعبي له وقوة الفعاليات الرافضة لوجوده، وأن اعتقال بشر لا شك خسارة جديدة وكبيرة للساحة السياسية المصرية، ولكنه لن يؤثر في خيارات التحالف أو مساره إلا مزيداً من الإصرار على إسقاط انقلاب الدم والعمالة.