27 ابريل 2016
حتى أنت يا صابر الرباعي
محمد بوكوم (تونس)
في ظل التغيّرات الكبرى التي كانت تمرّ بها المنطقة العربية، ظهر الفنان التونسي صابر الرباعي، مطالباً الناس بالكف عن "الثورة"، حتى يستطيع هو وغيره العمل والغناء في المهرجانات! هي مواقف منقطعة عن الواقع الذي يعيشه المواطن، يظهر بها صابر الرباعي في كل مرة، سامحاً لنفسه بأن يأمر وينهي. وآخرها تعليقه الساخر على مهرجان في أحد المناطق الداخلية، لم يستطع القائمون عليه دفع أجره، فردّ ساخراً "إن كانوا لا يستطيعون توفير المال، فلم يدعون كبار الفنانين" في إشارة إلى نفسه، كونه فنان من الحجم الكبير.
غير أنّ الفن عند صابر الرباعي لا يتجاوز الحنجرة، ويكفي أن يكون لك صوت حسن (وهذا لا ننكر وجوده عند الرجل) حتى تكون فناناً كبيراً تسخر حتى من تطلعات الشعب للحرية والكرامة، بل وتنشد بيانات الأنظمة الديكتاتورية، كالأغنية التي تغنّت ببيان السابع من نوفمبر قبل زمن.
لكن ما أفاض الكأس، هذه المرّة، هو صورة صابر الرباعي مع أحد عناصر الأمن الإسرائيلي على المعبر الفلسطيني المحتل في الضفة الغربية، صورة يظهر فيها "أمير الطرب"، كما يسمي نفسه، بابتسامة عريضة تختزل كل الموقف العربي المتخاذل من القضية.
لا أحد يطلب من صابر الرباعي تحرير فلسطين، ولا أحد يحمّله مسؤولية احتلالها، لكننا نحمله وزر الفرصة التاريخية التي وفرها للاحتلال لتلميع صورته، كون أنّ كل القصص التي تروى عن التضييق على المعابر كاذبة، والدليل في تلك الابتسامات الودية التي يتبادلها فنان عربي كبير مع حارس معبر محتل.
أضف أنّ الاحتفال كان تحت سلطة عميلة، غير منتخبة، تدين بالولاء للمشاريع الإسرائيلية، ومتورطة بدم المقاومين الفلسطينيين، وتعتمد استراتجية التنسيق الأمني لحصار ما تبقى من روح رافضة للاستيطان والاحتلال.
مقاومة الاحتلال لا يمكن أن تكون من بوابته هو، وعلى مسارح عملائه، وإنما تكون من منطلق رفض صبغ الشرعية على أكاذيبه.
غير أنّ الفن عند صابر الرباعي لا يتجاوز الحنجرة، ويكفي أن يكون لك صوت حسن (وهذا لا ننكر وجوده عند الرجل) حتى تكون فناناً كبيراً تسخر حتى من تطلعات الشعب للحرية والكرامة، بل وتنشد بيانات الأنظمة الديكتاتورية، كالأغنية التي تغنّت ببيان السابع من نوفمبر قبل زمن.
لكن ما أفاض الكأس، هذه المرّة، هو صورة صابر الرباعي مع أحد عناصر الأمن الإسرائيلي على المعبر الفلسطيني المحتل في الضفة الغربية، صورة يظهر فيها "أمير الطرب"، كما يسمي نفسه، بابتسامة عريضة تختزل كل الموقف العربي المتخاذل من القضية.
لا أحد يطلب من صابر الرباعي تحرير فلسطين، ولا أحد يحمّله مسؤولية احتلالها، لكننا نحمله وزر الفرصة التاريخية التي وفرها للاحتلال لتلميع صورته، كون أنّ كل القصص التي تروى عن التضييق على المعابر كاذبة، والدليل في تلك الابتسامات الودية التي يتبادلها فنان عربي كبير مع حارس معبر محتل.
أضف أنّ الاحتفال كان تحت سلطة عميلة، غير منتخبة، تدين بالولاء للمشاريع الإسرائيلية، ومتورطة بدم المقاومين الفلسطينيين، وتعتمد استراتجية التنسيق الأمني لحصار ما تبقى من روح رافضة للاستيطان والاحتلال.
مقاومة الاحتلال لا يمكن أن تكون من بوابته هو، وعلى مسارح عملائه، وإنما تكون من منطلق رفض صبغ الشرعية على أكاذيبه.