يمثل ملف الحج من دون تصريح هاجساً أمنياً وتنظيمياً للسلطات السعودية كلّ عام، إذ يحاول حجاج من مختلف الدول بما فيها السعودية ودول الخليج، فشلوا في الحصول على تصريح حج، دخول المشاعر المقدسة بطريقة غير نظامية لأداء الفريضة.
تتنوع أسباب الحجاج هؤلاء، فبعضهم فشل في الحصول على مقعد من مقاعد الحج المخصصة لدولته فيما فشل آخرون في جمع تكاليف الحج عبر الحملات الرسمية المرخصة من الدولة بسبب ثمنها الباهظ ما اضطرهم إلى الدخول بطريقة غير نظامية وبمبالغ بخسة جداً.
بحسب إحصائيات وزارة الحج السعودية، فإنّ السلطات تعيد سنوياً نحو 220 ألف حاج تعتقلهم أثناء محاولتهم عبور الدرع الأمني الذي تفرضه إدارة الأمن العام على المشاعر المقدسة. عن ذلك، يقول المدير العام في شرطة مكة المكرمة خالد الغامدي: "تتنوع طرق التحايل على أنظمة الحج من قبل الحجاج غير المرخصين بالإضافة إلى المهربين والسماسرة الذين يستغلون حاجة الناس للحج فيتولون تهريبهم عبر طرقات جبلية وعرة وغير معبدة بعد أن يتقاضوا منهم مبالغ تصل إلى 1000 ريال سعودي (267 دولاراً) نظير نقلهم.
يشرح الغامدي عملية التهريب: "بحسب معلوماتنا، فإنّ الحجاج الآتين من خارج المملكة إما من دول الخليج ممن يدخلون بلا تأشيرة، أو من الدول العربية الذين يدخل بعضهم بتأشيرة مرور أو يكون مقيماً في السعودية، أو من المواطنين السعوديين يذهبون إلى مناطق جنوب السعودية، ومن هناك يتفقون مع سمسار يتولى تهريبهم في رحلة شاقة لاختراق الأراضي المقدسة، وهذا أمر خطير جداً على سلامتهم".
تحاول السلطات السعودية القضاء على ظاهرة الحج من دون تصريح خصوصاً أنّ زيادة أعداد الحجاج عن العدد المسموح به قد تتسبب في حوادث تدافع وفي ازدحام لا تستوعبه المنشآت الخدمية. وقد أصدرت هيئة كبار العلماء، وهي أكبر جهة دينية رسمية في البلاد، فتوى تنص على عدم جواز الحج من دون تصريح. وفي هذا الإطار، أعلن مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز آل الشيخ أنّ "الحج بلا تصريح هو أمر محرم كونه مدعاة لسفك الدماء الناتجة عن الفوضى والتدافع وزيادة العدد عن المقرر له، ومن قام بتهريب حاج بلا تصريح ومعاونته فهو آثم معه".
اقــرأ أيضاً
يقول أبو محمد، وهو إمام وخطيب كويتي: "أحج منذ 25 عاماً بلا تصريح، وهذه السنة سيكون فيها عامي السادس والعشرون والأمور ميسرة رغم التشديدات الأمنية التي تزداد سنة بعد أخرى من قبل الشرطة والأمن العام هناك". وعن الطريقة يقول: "نسافر إلى السعودية عن طريق البر عبر سيارتنا الخاصة مخترقين الحدود الكويتية بقصد زيارة بعض الأقارب في مدينة الرياض أو القرى المحيطة بها فنخلع ملابس الإحرام مضطرين بسبب نقاط التفتيش المنتشرة التي توقف أي شخص يلبسها ولا يحمل تصريح حج. ثم نعبر إلى منطقة الطائف، جنوب السعودية، ومن هناك ندخل بسيارتنا عبر طرق مختصرة نعرفها جيداً إلى الأراضي المقدسة، فنؤدي مراسم الحج مثل غيرنا".
يضيف: "بالنسبة للفتوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء، فإنّني أحترمها وأقدّرها، لكن لديّ وجهة نظر أخرى وهي أنّه لا يجوز منع أي شخص من حجّ بيت الله، وتصريحات الحج الممنوحة للكويت قد لا تشملني نظراً لأنها تستبعد في بعض السنوات الأشخاص الذين أدوا الفريضة سنتين متتاليتين، بالإضافة إلى أنّ تكاليف الحج القانوني لا يمكن تحملها كلّ سنة إذ يضطر الفرد في الكويت لدفع 2000 دينار (6623 دولاراً) إذا ما أراد الحج كلّ سنة وهو مبلغ كبير، مقابل 300 دينار (994 دولاراً) فقط هي كلفة الحج بلا تصريح، وهي غالباً كلفة الأكل والشرب وتعبئة الوقود والنوم في الفنادق الرخيصة".
في المقابل، يقول الداعية السعودي أنس القحطاني: "هناك حملات وهمية للحج تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة هذه الأيام وتغري الحجاج السعوديين خصوصاً بالحج بلا تصريح، وبأسعار منخفضة. لكنّها في الوقت عينه تورطهم في مخالفة الأنظمة، وتعرض حياتهم للخطر لا سيما أنّ طرقات مكة المكرمة جبلية خطيرة جداً وقد وقعت عليها عدة حوادث أدت إلى وفاة كثيرين أثناء محاولتهم الدخول خلسة لها في مواسم الحج السابقة".
تفرض السلطات السعودية غرامات مشددة على الحجاج من دون تصريح حال الإمساك بهم بالإضافة إلى غرامات أخرى تجاه مهربيهم. يقول المحامي والخبير القانوني السعودي عبد العزيز الخالدي: "تحتجز السلطات هؤلاء الذين يحجون من دون تصريح في مراكز الشرطة حتى انتهاء موسم الحج ثم تفرزهم، فتفرض على السعوديين غرامة وتمنعهم من الحج لمدة سنتين أو أكثر، لكنّها ترحّل الوافدين وتمنعهم من دخول المملكة والحج مدة خمس سنوات".
يضيف: "العقوبات الأكثر شدة وصرامة هي التي تكون تجاه المهربين والسماسرة فمن ينقل حجاجاً لا يحملون تصاريح حج يعاقب بالحبس لمدة 15 يوماً وبغرامة مالية 10 آلاف ريال (2667 دولاراً) عن كلّ حاج ومن يكرر مخالفته مرتين فإنّه يسجن لمدة 25 يوماً ويغرّم بمبلغ 25 ألف ريال (6665 دولاراً) عن كلّ حاج، ومن يكرر مخالفته لأكثر من مرتين فإنّه يعاقب بالسجن مدة 6 أشهر وبغرامة مالية مقدارها 50 ألف ريال (13.330 دولاراً) عن كلّ حاج بالإضافة إلى مصادرة وسيلة النقل المستخدمة في نقل الحجاج".
اقــرأ أيضاً
تتنوع أسباب الحجاج هؤلاء، فبعضهم فشل في الحصول على مقعد من مقاعد الحج المخصصة لدولته فيما فشل آخرون في جمع تكاليف الحج عبر الحملات الرسمية المرخصة من الدولة بسبب ثمنها الباهظ ما اضطرهم إلى الدخول بطريقة غير نظامية وبمبالغ بخسة جداً.
بحسب إحصائيات وزارة الحج السعودية، فإنّ السلطات تعيد سنوياً نحو 220 ألف حاج تعتقلهم أثناء محاولتهم عبور الدرع الأمني الذي تفرضه إدارة الأمن العام على المشاعر المقدسة. عن ذلك، يقول المدير العام في شرطة مكة المكرمة خالد الغامدي: "تتنوع طرق التحايل على أنظمة الحج من قبل الحجاج غير المرخصين بالإضافة إلى المهربين والسماسرة الذين يستغلون حاجة الناس للحج فيتولون تهريبهم عبر طرقات جبلية وعرة وغير معبدة بعد أن يتقاضوا منهم مبالغ تصل إلى 1000 ريال سعودي (267 دولاراً) نظير نقلهم.
يشرح الغامدي عملية التهريب: "بحسب معلوماتنا، فإنّ الحجاج الآتين من خارج المملكة إما من دول الخليج ممن يدخلون بلا تأشيرة، أو من الدول العربية الذين يدخل بعضهم بتأشيرة مرور أو يكون مقيماً في السعودية، أو من المواطنين السعوديين يذهبون إلى مناطق جنوب السعودية، ومن هناك يتفقون مع سمسار يتولى تهريبهم في رحلة شاقة لاختراق الأراضي المقدسة، وهذا أمر خطير جداً على سلامتهم".
تحاول السلطات السعودية القضاء على ظاهرة الحج من دون تصريح خصوصاً أنّ زيادة أعداد الحجاج عن العدد المسموح به قد تتسبب في حوادث تدافع وفي ازدحام لا تستوعبه المنشآت الخدمية. وقد أصدرت هيئة كبار العلماء، وهي أكبر جهة دينية رسمية في البلاد، فتوى تنص على عدم جواز الحج من دون تصريح. وفي هذا الإطار، أعلن مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز آل الشيخ أنّ "الحج بلا تصريح هو أمر محرم كونه مدعاة لسفك الدماء الناتجة عن الفوضى والتدافع وزيادة العدد عن المقرر له، ومن قام بتهريب حاج بلا تصريح ومعاونته فهو آثم معه".
يضيف: "بالنسبة للفتوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء، فإنّني أحترمها وأقدّرها، لكن لديّ وجهة نظر أخرى وهي أنّه لا يجوز منع أي شخص من حجّ بيت الله، وتصريحات الحج الممنوحة للكويت قد لا تشملني نظراً لأنها تستبعد في بعض السنوات الأشخاص الذين أدوا الفريضة سنتين متتاليتين، بالإضافة إلى أنّ تكاليف الحج القانوني لا يمكن تحملها كلّ سنة إذ يضطر الفرد في الكويت لدفع 2000 دينار (6623 دولاراً) إذا ما أراد الحج كلّ سنة وهو مبلغ كبير، مقابل 300 دينار (994 دولاراً) فقط هي كلفة الحج بلا تصريح، وهي غالباً كلفة الأكل والشرب وتعبئة الوقود والنوم في الفنادق الرخيصة".
في المقابل، يقول الداعية السعودي أنس القحطاني: "هناك حملات وهمية للحج تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة هذه الأيام وتغري الحجاج السعوديين خصوصاً بالحج بلا تصريح، وبأسعار منخفضة. لكنّها في الوقت عينه تورطهم في مخالفة الأنظمة، وتعرض حياتهم للخطر لا سيما أنّ طرقات مكة المكرمة جبلية خطيرة جداً وقد وقعت عليها عدة حوادث أدت إلى وفاة كثيرين أثناء محاولتهم الدخول خلسة لها في مواسم الحج السابقة".
تفرض السلطات السعودية غرامات مشددة على الحجاج من دون تصريح حال الإمساك بهم بالإضافة إلى غرامات أخرى تجاه مهربيهم. يقول المحامي والخبير القانوني السعودي عبد العزيز الخالدي: "تحتجز السلطات هؤلاء الذين يحجون من دون تصريح في مراكز الشرطة حتى انتهاء موسم الحج ثم تفرزهم، فتفرض على السعوديين غرامة وتمنعهم من الحج لمدة سنتين أو أكثر، لكنّها ترحّل الوافدين وتمنعهم من دخول المملكة والحج مدة خمس سنوات".
يضيف: "العقوبات الأكثر شدة وصرامة هي التي تكون تجاه المهربين والسماسرة فمن ينقل حجاجاً لا يحملون تصاريح حج يعاقب بالحبس لمدة 15 يوماً وبغرامة مالية 10 آلاف ريال (2667 دولاراً) عن كلّ حاج ومن يكرر مخالفته مرتين فإنّه يسجن لمدة 25 يوماً ويغرّم بمبلغ 25 ألف ريال (6665 دولاراً) عن كلّ حاج، ومن يكرر مخالفته لأكثر من مرتين فإنّه يعاقب بالسجن مدة 6 أشهر وبغرامة مالية مقدارها 50 ألف ريال (13.330 دولاراً) عن كلّ حاج بالإضافة إلى مصادرة وسيلة النقل المستخدمة في نقل الحجاج".