08 نوفمبر 2024
حديث المعادلات
جرى، في العاشر من فبراير/ شباط الماضي، إسقاط طائرة أف 16 إسرائيلية، كانت تنفذ غارة على مواقع في سورية، قيل حينها إنها تابعة لإيران وحزب الله. سيقت تحليلات كثيرة بعد الحادثة إن معادلة جديدة أرسيت في الأجواء السورية، وإن الاعتداء الإسرائيلي هذا سيكون الأخير بعدما أثبت السوريون أن لديهم القدرات على تهديد مقاتلات الاحتلال، سواء امتلكوا صواريخ إس 300 أو بالدفاعات الجوية التقليدية الموجودة في حوزة النظام السوري وحلفائه، وذلك على الرغم من الحديث الإسرائيلي المضاد الذي قال إن إسقاط الطائرة جاء بشكل أساسي بسبب خطأ من الطيار نفسه الذي فشل في تشغيل أنظمة الحماية.
لم يمر وقت طويل، قبل أن يظهر إسقاط المعادلة الافتراضية هذه، بعدما استباحت الطائرات الإسرائيلية أكثر من مرة الأجواء السورية، وهو ما ترسّخ في هجمات الاحتلال التي استهدفت أخيرا أكثر من 20 موقعاً في الداخل السوري، بعد قصف من سورية استهدف الجولان المحتل. هنا أيضاً بات يجري الحديث عن معادلةٍ جديدةٍ قائمةٍ على حربٍ بالوكالة بين إيران وسورية على الأراضي السورية، وأن أي فعل إسرائيلي سيقابل برد مماثل، ضمن الأراضي السورية، من دون الانزلاق إلى حربٍ إقليميةٍ واسعةٍ تفتح معها الجبهات السورية واللبنانية، وربما الفلسطينية من قطاع غزة.
غير أن هذه المعادلة أيضاً سرعان ما تراجعت مع التمسّك الإيراني بإنكار تعرّض المواقع الإيرانية في سورية للهجمات، وتشديد أكثر من مسؤول إيراني، وفي مقدمتهم الرئيس حسن روحاني، على عدم الرغبة في التصعيد مع إسرائيل، خصوصاً في الظرف الحرج الذي تمر به طهران حالياً بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، والمساعي الحثيثة التي تقودها للحفاظ على ما تبقى من الاتفاق، وعدم العودة إلى دائرة العقوبات الموسعة. إلى الآن، لا تزال طهران قادرة على فعل ذلك، عبر استقطاب الأوروبيين، ووضعهم في وجه المحاولات الأميركية لتعميم الانسحاب أو إلغاء الاتفاق. وعلى هذا الأساس، هي غير معنية مطلقاً بالتصعيد، أو الدخول في حرب تستنزف مزيدا من خزانتها المستنزفة أساساً، أو الالتزام في تكريس معادلةًٍ على الأرض السورية في الوقت الحالي.
مسار الاتصالات في ما يتعلق بالملف النووي ستكون لا شك مؤثرةً على وضع المواجهة الميدانية الإسرائيلية الإيرانية في سورية، فنجاح الاتصالات، وإعادة جزء من الاتفاق إلى مساره الصحيح، خصوصاً في ما يتعلق بالتجارة الإيرانية، سينعكس على الساحة السورية تحديداً، ولا سيما أن الجزء الأساسي من المفاوضات سيكون متصلاً بالقدرات الصاروخية التقليدية الإيرانية، وتصديرها إلى الخارج، وتحديداً في سورية واليمن. أما الفشل، فسيكون له تداعيات ميدانية أيضاً، من دون أن يؤدي ذلك بالمطلق إلى اندلاع حربٍ أو ضربٍ وضربٍ مضاد، لاعتباراتٍ اقتصادية بحتة، مرتبطة بالأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني، وأثمرت احتجاجاتٍ في أكثر من مناسبة.
حتى تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في الاتفاق النووي، فإن الحديث عن معادلات ردع سابق جداً لأوانه، لكن من الواضح أن هناك معادلة قائمة، لا بد للإيرانيين أن يأخذوها في عين الاعتبار، ومن المرجح أنهم يفعلون ذلك فعلياً، وهي أن الغارات الإسرائيلية تتم بتنسيق كامل مع "الحليف الروسي" الذي يبدو أنه غير راضٍ تماماً عن التمدد الإيراني في الداخل السوري، وحتى في غيره من المناطق، وهو بالتالي يعطي ضوءاً أخضر لتحجيم نفوذ "الحليف الإيراني"، طالما أنه ضامن أن الأمور لن تنزلق إلى ما هو أبعد من ذلك. هي معادلة قوامها: ضرب إسرائيلي، موافقة روسية، وإنكار إيراني، إلى حين.
لم يمر وقت طويل، قبل أن يظهر إسقاط المعادلة الافتراضية هذه، بعدما استباحت الطائرات الإسرائيلية أكثر من مرة الأجواء السورية، وهو ما ترسّخ في هجمات الاحتلال التي استهدفت أخيرا أكثر من 20 موقعاً في الداخل السوري، بعد قصف من سورية استهدف الجولان المحتل. هنا أيضاً بات يجري الحديث عن معادلةٍ جديدةٍ قائمةٍ على حربٍ بالوكالة بين إيران وسورية على الأراضي السورية، وأن أي فعل إسرائيلي سيقابل برد مماثل، ضمن الأراضي السورية، من دون الانزلاق إلى حربٍ إقليميةٍ واسعةٍ تفتح معها الجبهات السورية واللبنانية، وربما الفلسطينية من قطاع غزة.
غير أن هذه المعادلة أيضاً سرعان ما تراجعت مع التمسّك الإيراني بإنكار تعرّض المواقع الإيرانية في سورية للهجمات، وتشديد أكثر من مسؤول إيراني، وفي مقدمتهم الرئيس حسن روحاني، على عدم الرغبة في التصعيد مع إسرائيل، خصوصاً في الظرف الحرج الذي تمر به طهران حالياً بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، والمساعي الحثيثة التي تقودها للحفاظ على ما تبقى من الاتفاق، وعدم العودة إلى دائرة العقوبات الموسعة. إلى الآن، لا تزال طهران قادرة على فعل ذلك، عبر استقطاب الأوروبيين، ووضعهم في وجه المحاولات الأميركية لتعميم الانسحاب أو إلغاء الاتفاق. وعلى هذا الأساس، هي غير معنية مطلقاً بالتصعيد، أو الدخول في حرب تستنزف مزيدا من خزانتها المستنزفة أساساً، أو الالتزام في تكريس معادلةًٍ على الأرض السورية في الوقت الحالي.
مسار الاتصالات في ما يتعلق بالملف النووي ستكون لا شك مؤثرةً على وضع المواجهة الميدانية الإسرائيلية الإيرانية في سورية، فنجاح الاتصالات، وإعادة جزء من الاتفاق إلى مساره الصحيح، خصوصاً في ما يتعلق بالتجارة الإيرانية، سينعكس على الساحة السورية تحديداً، ولا سيما أن الجزء الأساسي من المفاوضات سيكون متصلاً بالقدرات الصاروخية التقليدية الإيرانية، وتصديرها إلى الخارج، وتحديداً في سورية واليمن. أما الفشل، فسيكون له تداعيات ميدانية أيضاً، من دون أن يؤدي ذلك بالمطلق إلى اندلاع حربٍ أو ضربٍ وضربٍ مضاد، لاعتباراتٍ اقتصادية بحتة، مرتبطة بالأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني، وأثمرت احتجاجاتٍ في أكثر من مناسبة.
حتى تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في الاتفاق النووي، فإن الحديث عن معادلات ردع سابق جداً لأوانه، لكن من الواضح أن هناك معادلة قائمة، لا بد للإيرانيين أن يأخذوها في عين الاعتبار، ومن المرجح أنهم يفعلون ذلك فعلياً، وهي أن الغارات الإسرائيلية تتم بتنسيق كامل مع "الحليف الروسي" الذي يبدو أنه غير راضٍ تماماً عن التمدد الإيراني في الداخل السوري، وحتى في غيره من المناطق، وهو بالتالي يعطي ضوءاً أخضر لتحجيم نفوذ "الحليف الإيراني"، طالما أنه ضامن أن الأمور لن تنزلق إلى ما هو أبعد من ذلك. هي معادلة قوامها: ضرب إسرائيلي، موافقة روسية، وإنكار إيراني، إلى حين.