وينظم أعضاء داخل التحالف الوطني الحاكم في بغداد، وسياسيون بارزون، جهودهم لإثارة الموضوع داخل البرلمان، وتحريك دعاوى قضائية ضد حكومة كردستان، بتهمة انتهاك الدستور، وهو ما تعتبره شخصيات كردية بارزة دعاية انتخابية مبكرة من الجناح الموالي لإيران في التحالف الحاكم، بقيادة نوري المالكي.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإنه "من المرجح أن تبدأ التحركات البرلمانيةــ القانونية بعد عودة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، من واشنطن، إذ تم تحضير عدد من الملفات لذلك".
وينفي مسؤولون حكوميون في الإقليم، الذي يتمتع بحكم شبه مستقل منذ احتلال العراق عام 2003، وبشكل متكرر، الاتهامات الموجهة لهم من بغداد لناحية التطبيع مع الدولة العبرية، من خلال فتح أراضي كردستان العراق لشخصيات إسرائيلية.
وقد نُظم مؤتمر، قبل أشهر في الجامعة الأميركية بمحافظة دهوك، ثالث مدن الإقليم، شارك فيه وفد أكاديمي إسرائيلي بصفته الرسمية، على رأسهم عوفرا بنجو، الأستاذة بجامعة تل أبيب، كما سمح للقناة الثانية الإسرائيلية بتغطية معارك البشمركة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في نينوى نهاية العام الماضي.
وقال عضو بارز في التحالف الوطني الحاكم، فضّل عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "دولة الاحتلال الإسرائيلي تدفع إلى تمزيق العراق وتحويله إلى دويلات ضعيفة لخدمة مستقبلها في البقاء أكبر فترة ممكنة كقوة احتلال لفلسطين"، مضيفاً: "هناك فقرة بالدستور تمنع التعامل أو التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، وحكومة كردستان خرقتها، وسيكون هناك ملف قضائي ونقاش سياسي في البرلمان قريباً جداً"، وفقاً لقوله.
ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية، في وقت سابق، عن القيادي بالتحالف الكردستاني، جمال أحمد، قوله إن "الإقليم لم يجر أي تعاون مع إسرائيل". وطالب أحمد "من يدعي هذا (تهم التطبيع) بتقديم أدلة وإثباتات، أما إذا كانت فقط شكوكاً وتصريحاتٍ يجتهد بها فمن الأفضل ألا تطلق مثل هذه الاتهامات الخطيرة، التي من شأنها أن تضر بمصلحة البلد وتؤثر على اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب".
بدوره، رأى عضو الحزب الديمقراطي الحاكم في أربيل، كاميران أحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "بعض السياسيين في بغداد يخلطون بين اليهود والإسرائيليين بشكل واضح"، مبيناً أن "هناك يهوداً أميركيين، وأن هناك أوروبيين من مختلف الجهات، بينهم فرنسيون، يصلون للمشاركة في فعاليات أو مؤتمرات، لكن بجوازات سفر دولهم، لا بجواز سفر إسرائيلي، وكردستان لا تتعامل مع الوافدين وفقاً لدينهم".
واعتبر أحمد أن "هناك لوبياً إيرانياً في بغداد يحاول النيل من حكومة كردستان، وإيقاع فتنة بينها وبين حكومة العبادي، من خلال إثارة مواضيع باتت مستهلكة ولا يلتفت إليها أحد".