وأكد عضو بالاتحاد الوطني الكردستاني، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تصويت البرلمان على اختيار رئيسه يوم السبت دفع باتجاه الإسراع بحسم مسألة اختيار رئيس جديد للعراق، مبيناً أن القوى الكردية تعمل بشكل جدي لحسم هذه المسألة، قبل يوم الثلاثاء المقبل الذي حدده رئيس البرلمان موعداً لاختيار رئيس الجمهورية.
ولفت إلى أن الدستور العراقي يؤكّد أن الخطوة التي تلي انتخاب رئيس البرلمان، هي انتخاب رئيس للعراق، موضحاً أن هذا الأمر لن يكون سهلاً، لأنه يجب أن يتم بأغلبية ثلثي عدد أعضاء البرلمان.
وأشار إلى وجود محاولات لتوحيد الصف الكردي من أجل اختيار مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، كي لا نقع في المطب الذي وقع فيه مرشحو رئاسة البرلمان، مبيناً أن القوى الكردية قلصت خياراتها لضمان حصول مرشحها على الأغلبية البرلمانية.
وبين أن القبول الذي يتمتع به نائب رئيس الوزراء العراقي السابق برهم صالح من قبل الأطياف العراقية رفع حظوظه ليكون أحد المرشحين الأكراد للرئاسة، على الرغم من وجود مرشحين آخرين للمنصب، لافتاً إلى أن "الاتحاد الوطني اشترط على صالح عودته للحزب إذا كان يريد الترشح للحزب".
يشار إلى أن برهم صالح كان قد انشق من الاتحاد الوطني الكردستاني في وقت سابق، وخاض الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مايو/أيار الماضي بحزب مستقل سماه "تحالف من أجل الديمقراطية"، إلا أنه لم يحصل على نتائج تذكر في الانتخابات.
وفي السياق، قال حزب "تحالف من أجل الديمقراطية"، في بيان، إن زعيمه برهم صالح على وشك إبرام اتفاق سياسي مع الاتحاد الوطني الكردستاني، مؤكداً أن الحوارات والنقاشات واسعة ومتعددة الجهات والأطراف من أجل إنهاء الأزمات.
ولفت إلى أن حزبي تحالف من أجل الديمقراطية، والاتحاد الوطني الكردستاني يعملان على إبرام اتفاق سياسي لحل المشاكل، وتحسين الوضع المعيشي لسكان إقليم كردستان.
وأضاف البيان "من المنتظر أن تتسع اتفاقات التحالف لتشمل قوى سياسية أخرى بعد الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان".
وانطلقت قبل أيام حوارات بين الاتحاد الوطني الكردستاني، وتحالف من أجل الديمقراطية من أجل إقناع حزب برهم صالح بالعودة إلى الاتحاد الذي انشق منه في وقت سابق.
إلى ذلك، لفت القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني شوان داوودي، في تصريح صحافي، إلى وجود مباحثات مكثفة داخل الحزب من أجل الاتفاق على مرشح واحد لرئاسة العراق، مؤكداً أن منصب رئاسة الجمهورية حسم للاتحاد الوطني الكردستاني. وأوضح أنه لا يشترط أن يكون رئيس الجمهورية من الفائزين بعضوية البرلمان.
يأتي ذلك في وقت يجري فيه مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي بريت ماكغورك لقاءات في إقليم كردستان من أجل حسم مسألة رئيس الجمهورية.
وناقش ماكغورك مع مستشار مجلس أمن إقليم شمال العراق مسرور بارزاني، مساعي تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ومسألة الرئيس.
وجاء ذلك خلال لقاء جمع بارزاني مع كل من ماكغورك وسفير الولايات المتحدة الأميركية في العراق دوغلاس سيليمان وقنصلها في أربيل ستيفن فاكن.
وبحسب بيان صادر عن مكتب بارزاني، جرى خلال اللقاء في أربيل "بحث المساعي الحثيثة لتشكيل الحكومة الوطنية المقبلة في العراق الفدرالي ودور حكومة الإقليم".
وأوضح البيان أن بارزاني كرر خلال الاجتماع التأكيد على "أهمية التعاون العسكري والأمني طويل الأمد" بين الإقليم وواشنطن.
يشار إلى أن الرئيس الذي يجري التحضير لاختياره يعد الرابع بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، إذا أصبح غازي عجيل الياور، وهو أحد مشايخ قبيلة شمر أول رئيس للعراق في العهد الجديد، قبل أن ينتقل المنصب إلى الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني عام 2005، واستمر فيه حتى عام 2014، بعدما أصبح فؤاد معصوم رئيساً لغاية الان، إذ توشك ولايته على الانتهاء.