تشهد العاصمة السعودية الرياض تحركات يمنيّة مكثّفة، على ضوء التطورات الأخيرة، ويجري التنسيق والتواصل بين القيادات والشخصيات السياسية والقبلية في الرياض، لـ"إذابة" الخلافات وتوحيد الصف الرافض للانقلاب، بما من شأنه تعزيز الانتصارات الميدانية وترتيب الأوضاع في المدن على جميع الأصعدة.
وبحسب مصادر سياسية يمنية لـ"العربي الجديد"، فإنّ السعودية، وعبر شخصيات حكومية، ترعى مثل هذه التنسيقات وتدعم تنظيم لقاءات مصالحة ومصارحة خرجت بنتائج إيجابية. وتشير المصادر إلى أنّه تم توزيع الشخصيات السياسية اليمنية الموجودة في المملكة إلى مجموعات عمل بأهداف محدّدة ومزمنة.
فعلى الصعيد العسكري، يواصل رئيس هيئة الأركان اليمنية، اللواء محمد علي المقدشي، إدارة العمليات من معسكر قرب الحدود بين البلدين، وتحديداً قرب منفذ "الوديعة"، التابع للمنطقة العسكرية الأولى التي تسيطر عليها القوات الموالية للشرعية في محافظة حضرموت. ويستقبل معسكر "العبر" القريب من الحدود، آلاف المتطوعين لتدريبهم، ويجري العمل على فتح خطوط إمداد لإسناد جبهة "المقاومة الشعبية" في مأرب بالآليات اللازمة. وفي هذا السياق، علمت "العربي الجديد" أن هناك مشاورات لتزويد الجيش الوطني اليمني بصفقات أسلحة تشمل زوارق بحرية وآليات تدفع كلفتها دول التحالف العربي.
من جهتها، تقوم الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بعقد لقاءات أسبوعية مع عدد من الهيئات السياسية اليمنية في مقرها في الرياض. وتوضح مصادر رفيعة في الأمانة لـ"العربي الجديد"، أن اللقاءات تشمل اللجنة الإشرافية على مخرجات "مؤتمر الرياض" ومجموعة ممثلي دول التحالف بالإضافة إلى اجتماعات اللجنة الفنية التابعة للمجلس مع خبراء الاقتصاد لبحث عملية إعادة الإعمار ما بعد الحرب.
وتؤكد مصادر رئاسية لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس هادي قام بتوزيع الملفات الكبيرة بينه وبين نائبه خالد بحاح، بحيث يتركز العمل العسكري على هادي، ويتولى بحاح الجهود الدبلوماسية بالتنسيق مع الرئيس، بالإضافة إلى كونه رئيساً للحكومة. وعلى الصعيد الإغاثي، ألقت الحكومة اليمنية عبء الأعمال الإغاثية على مركز "الملك سلمان للأعمال الإنسانية"، الذي زاره هادي الأسبوع الماضي وأعلن أنّ المركز سيكون له فرع في عدن.
وتؤكد مصادر رئاسية لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس هادي قام بتوزيع الملفات الكبيرة بينه وبين نائبه خالد بحاح، بحيث يتركز العمل العسكري على هادي، ويتولى بحاح الجهود الدبلوماسية بالتنسيق مع الرئيس، بالإضافة إلى كونه رئيساً للحكومة. وعلى الصعيد الإغاثي، ألقت الحكومة اليمنية عبء الأعمال الإغاثية على مركز "الملك سلمان للأعمال الإنسانية"، الذي زاره هادي الأسبوع الماضي وأعلن أنّ المركز سيكون له فرع في عدن.
في المقابل، وبحسب معلومات لـ"العربي الجديد"، تقوم فرق فنية متخصصة بوضع اللمسات الأخيرة على تقرير يرصد كل جرائم الحرب التي ارتكبتها مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بحق المدنيين، ليتم ترجمة ذلك التقرير وإرساله إلى المنظمات الدولية المعنيّة.
وتركت التحركات الأخيرة لترتيب البيت ورص الصفوف حالة ارتياح في أوساط الفئات السياسية اليمنية الموجودة حالياً في السعودية. وقد عزا البعض نجاح هذه التحركات إلى عوامل عدة، منها ما يتعلق بالتقدم على الأرض الذي أعطى دفعاً معنوياً كبيراً للفرق السياسية والعسكرية لتسريع الخطى وحرق المراحل المتبقية.
كذلك، يُرجع البعض نجاح هذه التحركات إلى عامل الوقت، إذ بعد مرور فترة زمنية كافية، استفاق الصف السياسي من صدمة الانقلاب. وكذلك يعود سبب النجاح إلى الجهود التي تبذلها السعودية ودول التحالف العربي من أجل تمتين جبهة الشرعية. ويضاف إلى ذلك، عامل ثالث يتمثل في سد العجز البشري إلى حد ما، الذي كان يعيق أداء حكومة تعمل خارج أرضها.
ويقيم الرئيس اليمني وعدد كبير من قيادات الدولة والأحزاب السياسية المؤيدة له في العاصمة السعودية، منذ أشهر. وقد غادرت بعض هذه القيادات على أثر تحركات الانقلابيين باتجاه مدينة عدن، وما تبع ذلك من عمليات عسكرية واعتقالات وأوضاع أمنية متدهورة. وقبل ذلك، تواجدت بعض القيادات السياسية اليمنية في الرياض بدعوة من مجلس التعاون الخليجي الذي كان يحضّر قبل تدشين العمليات العسكرية لـ"مؤتمر الرياض"، ورفض الحوثيون وحزب المؤتمر التجاوب معه. ثم انطلقت "عاصفة الحزم"، ولاحقاً انعقد المؤتمر في الفترة ما بين 17 و19 مايو/ أيار، بمشاركة القوى والشخصيات المؤيدة للشرعية في ظلّ غياب الانقلابيين.
اقرأ أيضاً: عشرات الآليات العسكرية تعبر الحدود من السعودية إلى اليمن