يتحسر المهندس محمد حسن درغام أحد رجال الأعمال في محافظة شمال سيناء على ضياع مصانعه الثلاثة، بعد بدء القوات المسلحة الخاصة بإزالة معاصر الزيتون والمزارع والمصانع المتواجدة بمحيط مطار العريش الواقع شمال شرق المدينة التي تعد عاصمة محافظة شمال سيناء وفق ما قاله مستدركا بحزن "عوضي على الله في المزارع والمصانع والأراضي و250 موظف من خيرة شباب العريش".
وتتنوع مصانع درغام الثلاثة الواقعة على مسافة كيلو متر واحد من مطار العريش بمساحة 80 ألف متر مربع، ما بين مصنع الرخام الذي يعمل منذ عام 1992، ويصدر إنتاجه عالميا، ومصنع ثان لزيت الزيتون وثالث للمخللات، ويتم تصدير إنتاجها للخارج، ويعمل بها نحو 250 عاملا من أرباب الأسر بمدينة العريش كما يقول، بينما سيفقد النائب حسام الرفاعي عضو مجلس النواب عن دائرة العريش مصنعه هو الآخر والذي يبعد عن جنوب مطار العريش ثلاثة كيلومترات ويضم معصرة ومعمل لتخليل الزيتون، ومطحنة لمخلفات عصر الزيتون، وعمل في تلك المشاريع 180 فردا بشكل مباشر وقرابة 50 آخرين بشكل غير مباشر.
وبدأت القوات المسلحة المصرية بإزالة 6 مصانع ومعاصر زيت زيتون يعمل بها قرابة 1700 عامل غالبيتهم سيدات وفتيات وشباب من أبناء شمال سيناء، بالإضافة إلى حملة تجريف لنحو 150 ألف شجرة من محيط مطار العريش مملوكة لمزارعين بحسب تأكيد عبد الهادي حجازي نقيب الفلاحين بمحافظة شمال سيناء.
اقــرأ أيضاً
مزارع بانتظار التجريف
ينتظر مصطفى الجبور بدء تجريف مزرعتيه الواقعتين على مساحة 28 فدانا في محيط مطار العريش واللتين وضع فيهما كل مدخراته كما يقول، مضيفا بحزن شديد "الزراعة مصدر دخلي الوحيد، ولا نعرف إلى أين نذهب؟ كلما عرضنا شكوانا على محافظ شمال سيناء ووكيل وزارة الزراعة والأجهزة الأمنية يأتي الرد، بأن هذا قرار جمهوري لدواعٍ أمنية".
ويعلق أستاذ علم النبات بكلية العلوم الزراعية البيئية بجامعة العريش الدكتور صلاح صقر قائلا إن منطقة جنوبي شرق العريش، مخصصة للأنشطة الزراعية وهي سلة غذاء بالنسبة لشمال سيناء، إذ تنتشر فيها مزارع الزيتون خاصة على جانبي وادي العريش، المنطقة الأكثر خصوبة، والتي تعد مصدر دخل رئيسيا لمئات الأسر بالعريش، إلى جانب مزرعة سمكية خاصة بكلية الزراعة جامعة العريش ستتم إزالتها في إطار الحرم المقرر للمطار.
وستؤدي إقامة حرم آمن لمطار العريش من جهة الجنوب الغربي إلى تجريف 25 كيلومترا من الأراضي الزراعية، وغالبيتها مزارع زيتون بحسب تأكيد مدير عام الإسكان والمرافق بمحافظة شمال سيناء المهندس محمد رضوان، لكن مدير إدارة أملاك الدولة بديوان عام محافظة شمال سيناء المهندس حسام الشريف يبرر ما يحدث بأن فكرة إنشاء حرم آمن لمطار العريش ليست جديدة، بل تعود إلى بداية عام 2017 عندما وجه محافظ شمال سيناء الإدارة الهندسية في الديوان العام بتنفيذ مخططات الإزالة للمنطقة المستهدفة، لكن لم يصدر توجيه بالتنفيذ على الأرض طوال العام، قائلا "قبل استهداف طائرة وزير الدفاع في 19 ديسمبر/كانون الأول بشهرين تقريبًا تم التوجيه مرة أخرى بإخراج الخرائط والمخططات لقرب التنفيذ على الأرض، حتى جاء إعلان الرئيس عن التنفيذ بعد استهداف الطائرة داخل المطار"، مضيفا أن أخطر ما في تلك الخطة كان الاتجاه الشمالي، والذي يخترق الكتلة السكنية لمدينة العريش، وأن الحَرم وصل إلى وسط المدينة عند مبنى مجلس مدينة العريش ومبنى كلية التربية وبنك مصر وشارعي 23 و26 يوليو الرئيسيين بالمدينة.
ويؤكد المزارع محمد أبو شيته صاحب مزرعة زيتون، أنه بعد مرور يومين من حديث السيسي عن إنشاء حرم آمن للمطار، وصلت قوات من الجيش على متن عربات مدرعة وأخبرت المزارعين بعدم العمل في مزارعهم، لأنها ستزال خلال الفترة القريبة القادمة، وحذروهم من العودة لمزارعهم مرة أخرى.
قرى داخل المنطقة المقررة إزالتها
يؤكد مدير العلاقات العامة والإعلام بمحافظة شمال سيناء علاء عطوة أن المنطقة المقررة إزالتها عبارة عن دائرة حول المطار بمساحة 78.5 كيلومترا مربعا، من المساحة الكلية لمدينة العريش البالغة 762 كيلومترا مربعا حسب الموقع الرسمي لمحافظة شمال سيناء، وتضم 218 كيلومترا مربعا من هذه المساحة منطقة مأهولة بالسكان وأنشطة زراعية واقتصادية وفقا لدراسة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عن محافظة شمال سيناء الصادرة في مايو/أيار من عام 2017، وهو ما يؤكده المهندس رضوان، والذي قال إن إقامة حرم آمن للمطار سيتسبب في إزالة قريتين كاملتين هما قرية السلام التي يسكنها قرابة 5070 نسمة وقرية الكرامة التي يسكنها قرابة 2490 نسمة، كونهما تقعان على مسافة 1250 مترا تقريبا من المطار، مضيفا أن قرار الإزالة صدر بالفعل ولكن لم يحدد موعد البدء فيهـا ويبعد مطار العريش الدولي عن الكتلة السكنية بقريتي الكرامة والسلام نحو كيلومتر ونصف الكيلو متر بحسب مركز معلومات محافظة شمال سيناء.
ويتساءل المزارع حسن سمري صاحب معصرة زيتون بالقرب من المطار: "لماذا برز الحديث عن مطار العريش هذه الأيام؟ وطوال مدة الحرب بين الدولة والإرهابيين في سيناء خلال الخمسة أعوام الماضية لم يبرز مطار العريش نهائيًا كمسرح للمواجهة، حتى استهداف طائرة وزيري الدفاع والداخلية، وتبني تنظيم "ولاية سيناء" للهجوم، الحرم الآمن المزعوم سيدمر أكل عيشنا وسيؤدي إلى خراب ديارنا".
وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في بيان نشرته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك " في 20 من ديسمبر/كانون الأول 2017، أن عناصر من التنظيم نفذت هجوما استهدف مطار العريش بمحافظة شمال سيناء يوم الثلاثاء 19ديسمبر/كانون الأول من ذات العام أثناء تفقد وزيري الدفاع والداخلية للأوضاع الأمنية في المدينة، بينما كشف المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية العقيد تامر محمد الرفاعي أن الهجوم الصاروخي على الطائرة التي كان من المقرر أن يستقلها وزيرا الدفاع والداخلية أسفر عن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين.
مبررات يرفضها أهالي العريش
ضمن فعاليات مؤتمر "حكاية وطن" التي جرت في 19 يناير/كانون الثاني الماضي ذكر عبدالفتاح السيسي، أن الحرم الآمن لمطار العريش سيمتد على مسافة 5 كيلومترات من كافة الاتجاهات، بعد إطلاق صاروخ بواسطة الإرهابيين على طائرة وزيري الدفاع والداخلية من مزارع الزيتون المحيطة بالمطار.
وفي الاجتماع التنفيذي لمحافظة شمال سيناء في 23 يناير/كانون الثاني الماضي قال المحافظ اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، إن الخمسة كيلومترات سوف تتم إزالتها في الغرب والشرق والجنوب من المطار، أما في الاتجاه الشمالي، فسوف يتم إزالة كيلو ونصف فقط حتى الطريق الدائري الجنوبي لمدينة العريش، لتلافي إزالة الكتلة السكنية، لكن وكيل وزارة الزراعة بمحافظة شمال سيناء المهندس عاطف مطر قال إن حرم المطار في الاتجاه الشمالي، سيضم الأحياء السكنية باستثناء جنوب المدينة، ويضم الاتجاهان الغربي والجنوبي للمطار آلاف الأفدنة المزروعة بالزيتون على جانبي وادي العريش وهي منطقة تعتبر عَصب النشاط الزراعي داخل المدينة، أما الاتجاه الشرقي فيضم مساحات من مزارع الزيتون وأراضي صحراوية كبيرة، لكن هذا الإجراء سيؤدي إلى تضرر أهالي المدينة من قرار حرم المطار، كونه يعد تهديدا بمحو عاصمة شمال سيناء التي يسكنها قرابة 200 ألف فرد في حال تجدد مد الحرم باتجاه الكتلة السكنية بحسب عضو مجلس النواب رحمي بكير النائب عن محافظة شمال سيناء.
وعقب حديث السيسي عن حرم مطار العريش وتلويحه باستخدام "القوة الغاشمة الحقيقية"، أصيب أصحاب المزارع المحيطة بالمطار بحالة من القلق والفزع، ولم يجد أبناء العريش، سوى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن قلقهم ورفضهم لحديث الرئيس، بعد أن أُغلقت جميع المنابر الإعلامية ووسائل الإعلام أمام الحديث عن أي شيء يخص شمال سيناء ومعاناة أهلها بعد أحداث 30 يونيو/حزيران 2013، غير أن اللجنة الشعبية للدفاع عن العريش، (وهي لجنة مكونة من 12 عضوا يمثلون عائلات العريش)، أصدرت بيانًا في 22 يناير/كانون الثاني الماضي ترفض فيه تصريحات الرئيس وتعتبرها تهديدًا للمواطنين، وقالوا في البيان: "كأننا لم يستشهد أبناؤنا مثل أبناء الجيش والشرطة، ولم نفقد مئات الضحايا في قرية الروضة بخلاف ما نعانيه من حياة شبه معدومة".
التعويض في علم الغيب
يطمئن وكيل وزارة الزراعة بمحافظة شمال سيناء المهندس عاطف مطر أصحاب المزارع بأنه سيجري تعويضهم عبر وزارة الزراعة بعد الانتهاء من معاينة وحصر زراعتهم"، لكن خبرات مزارعي المنطقة مع تلك اللجان ليست إيجابية كما يقول المزارع عياد سليمان الذي ذكر أن محافظ شمال سيناء شكل لجنة لمعاينة وحصر مزارع زيتون غرب مدينة رفح قبل إزالتها خلال العامين 2016 و2017، غير أن لجنة مديرية الزراعة لحصر الأشجار وقياس المزارع لتحديد التعويض المادي المناسب لم تحضر حتى الآن، مضيفا أن أحدهم ذكر أنه توجه إلى مديرية الزراعة للاستفسار عن التعويض، فأجابوه: "لسه ما جتش تعليمات بالمعاينة".
وتتنوع مصانع درغام الثلاثة الواقعة على مسافة كيلو متر واحد من مطار العريش بمساحة 80 ألف متر مربع، ما بين مصنع الرخام الذي يعمل منذ عام 1992، ويصدر إنتاجه عالميا، ومصنع ثان لزيت الزيتون وثالث للمخللات، ويتم تصدير إنتاجها للخارج، ويعمل بها نحو 250 عاملا من أرباب الأسر بمدينة العريش كما يقول، بينما سيفقد النائب حسام الرفاعي عضو مجلس النواب عن دائرة العريش مصنعه هو الآخر والذي يبعد عن جنوب مطار العريش ثلاثة كيلومترات ويضم معصرة ومعمل لتخليل الزيتون، ومطحنة لمخلفات عصر الزيتون، وعمل في تلك المشاريع 180 فردا بشكل مباشر وقرابة 50 آخرين بشكل غير مباشر.
وبدأت القوات المسلحة المصرية بإزالة 6 مصانع ومعاصر زيت زيتون يعمل بها قرابة 1700 عامل غالبيتهم سيدات وفتيات وشباب من أبناء شمال سيناء، بالإضافة إلى حملة تجريف لنحو 150 ألف شجرة من محيط مطار العريش مملوكة لمزارعين بحسب تأكيد عبد الهادي حجازي نقيب الفلاحين بمحافظة شمال سيناء.
مزارع بانتظار التجريف
ينتظر مصطفى الجبور بدء تجريف مزرعتيه الواقعتين على مساحة 28 فدانا في محيط مطار العريش واللتين وضع فيهما كل مدخراته كما يقول، مضيفا بحزن شديد "الزراعة مصدر دخلي الوحيد، ولا نعرف إلى أين نذهب؟ كلما عرضنا شكوانا على محافظ شمال سيناء ووكيل وزارة الزراعة والأجهزة الأمنية يأتي الرد، بأن هذا قرار جمهوري لدواعٍ أمنية".
ويعلق أستاذ علم النبات بكلية العلوم الزراعية البيئية بجامعة العريش الدكتور صلاح صقر قائلا إن منطقة جنوبي شرق العريش، مخصصة للأنشطة الزراعية وهي سلة غذاء بالنسبة لشمال سيناء، إذ تنتشر فيها مزارع الزيتون خاصة على جانبي وادي العريش، المنطقة الأكثر خصوبة، والتي تعد مصدر دخل رئيسيا لمئات الأسر بالعريش، إلى جانب مزرعة سمكية خاصة بكلية الزراعة جامعة العريش ستتم إزالتها في إطار الحرم المقرر للمطار.
وستؤدي إقامة حرم آمن لمطار العريش من جهة الجنوب الغربي إلى تجريف 25 كيلومترا من الأراضي الزراعية، وغالبيتها مزارع زيتون بحسب تأكيد مدير عام الإسكان والمرافق بمحافظة شمال سيناء المهندس محمد رضوان، لكن مدير إدارة أملاك الدولة بديوان عام محافظة شمال سيناء المهندس حسام الشريف يبرر ما يحدث بأن فكرة إنشاء حرم آمن لمطار العريش ليست جديدة، بل تعود إلى بداية عام 2017 عندما وجه محافظ شمال سيناء الإدارة الهندسية في الديوان العام بتنفيذ مخططات الإزالة للمنطقة المستهدفة، لكن لم يصدر توجيه بالتنفيذ على الأرض طوال العام، قائلا "قبل استهداف طائرة وزير الدفاع في 19 ديسمبر/كانون الأول بشهرين تقريبًا تم التوجيه مرة أخرى بإخراج الخرائط والمخططات لقرب التنفيذ على الأرض، حتى جاء إعلان الرئيس عن التنفيذ بعد استهداف الطائرة داخل المطار"، مضيفا أن أخطر ما في تلك الخطة كان الاتجاه الشمالي، والذي يخترق الكتلة السكنية لمدينة العريش، وأن الحَرم وصل إلى وسط المدينة عند مبنى مجلس مدينة العريش ومبنى كلية التربية وبنك مصر وشارعي 23 و26 يوليو الرئيسيين بالمدينة.
ويؤكد المزارع محمد أبو شيته صاحب مزرعة زيتون، أنه بعد مرور يومين من حديث السيسي عن إنشاء حرم آمن للمطار، وصلت قوات من الجيش على متن عربات مدرعة وأخبرت المزارعين بعدم العمل في مزارعهم، لأنها ستزال خلال الفترة القريبة القادمة، وحذروهم من العودة لمزارعهم مرة أخرى.
قرى داخل المنطقة المقررة إزالتها
يؤكد مدير العلاقات العامة والإعلام بمحافظة شمال سيناء علاء عطوة أن المنطقة المقررة إزالتها عبارة عن دائرة حول المطار بمساحة 78.5 كيلومترا مربعا، من المساحة الكلية لمدينة العريش البالغة 762 كيلومترا مربعا حسب الموقع الرسمي لمحافظة شمال سيناء، وتضم 218 كيلومترا مربعا من هذه المساحة منطقة مأهولة بالسكان وأنشطة زراعية واقتصادية وفقا لدراسة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عن محافظة شمال سيناء الصادرة في مايو/أيار من عام 2017، وهو ما يؤكده المهندس رضوان، والذي قال إن إقامة حرم آمن للمطار سيتسبب في إزالة قريتين كاملتين هما قرية السلام التي يسكنها قرابة 5070 نسمة وقرية الكرامة التي يسكنها قرابة 2490 نسمة، كونهما تقعان على مسافة 1250 مترا تقريبا من المطار، مضيفا أن قرار الإزالة صدر بالفعل ولكن لم يحدد موعد البدء فيهـا ويبعد مطار العريش الدولي عن الكتلة السكنية بقريتي الكرامة والسلام نحو كيلومتر ونصف الكيلو متر بحسب مركز معلومات محافظة شمال سيناء.
ويتساءل المزارع حسن سمري صاحب معصرة زيتون بالقرب من المطار: "لماذا برز الحديث عن مطار العريش هذه الأيام؟ وطوال مدة الحرب بين الدولة والإرهابيين في سيناء خلال الخمسة أعوام الماضية لم يبرز مطار العريش نهائيًا كمسرح للمواجهة، حتى استهداف طائرة وزيري الدفاع والداخلية، وتبني تنظيم "ولاية سيناء" للهجوم، الحرم الآمن المزعوم سيدمر أكل عيشنا وسيؤدي إلى خراب ديارنا".
وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في بيان نشرته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك " في 20 من ديسمبر/كانون الأول 2017، أن عناصر من التنظيم نفذت هجوما استهدف مطار العريش بمحافظة شمال سيناء يوم الثلاثاء 19ديسمبر/كانون الأول من ذات العام أثناء تفقد وزيري الدفاع والداخلية للأوضاع الأمنية في المدينة، بينما كشف المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية العقيد تامر محمد الرفاعي أن الهجوم الصاروخي على الطائرة التي كان من المقرر أن يستقلها وزيرا الدفاع والداخلية أسفر عن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين.
مبررات يرفضها أهالي العريش
ضمن فعاليات مؤتمر "حكاية وطن" التي جرت في 19 يناير/كانون الثاني الماضي ذكر عبدالفتاح السيسي، أن الحرم الآمن لمطار العريش سيمتد على مسافة 5 كيلومترات من كافة الاتجاهات، بعد إطلاق صاروخ بواسطة الإرهابيين على طائرة وزيري الدفاع والداخلية من مزارع الزيتون المحيطة بالمطار.
وفي الاجتماع التنفيذي لمحافظة شمال سيناء في 23 يناير/كانون الثاني الماضي قال المحافظ اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، إن الخمسة كيلومترات سوف تتم إزالتها في الغرب والشرق والجنوب من المطار، أما في الاتجاه الشمالي، فسوف يتم إزالة كيلو ونصف فقط حتى الطريق الدائري الجنوبي لمدينة العريش، لتلافي إزالة الكتلة السكنية، لكن وكيل وزارة الزراعة بمحافظة شمال سيناء المهندس عاطف مطر قال إن حرم المطار في الاتجاه الشمالي، سيضم الأحياء السكنية باستثناء جنوب المدينة، ويضم الاتجاهان الغربي والجنوبي للمطار آلاف الأفدنة المزروعة بالزيتون على جانبي وادي العريش وهي منطقة تعتبر عَصب النشاط الزراعي داخل المدينة، أما الاتجاه الشرقي فيضم مساحات من مزارع الزيتون وأراضي صحراوية كبيرة، لكن هذا الإجراء سيؤدي إلى تضرر أهالي المدينة من قرار حرم المطار، كونه يعد تهديدا بمحو عاصمة شمال سيناء التي يسكنها قرابة 200 ألف فرد في حال تجدد مد الحرم باتجاه الكتلة السكنية بحسب عضو مجلس النواب رحمي بكير النائب عن محافظة شمال سيناء.
وعقب حديث السيسي عن حرم مطار العريش وتلويحه باستخدام "القوة الغاشمة الحقيقية"، أصيب أصحاب المزارع المحيطة بالمطار بحالة من القلق والفزع، ولم يجد أبناء العريش، سوى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن قلقهم ورفضهم لحديث الرئيس، بعد أن أُغلقت جميع المنابر الإعلامية ووسائل الإعلام أمام الحديث عن أي شيء يخص شمال سيناء ومعاناة أهلها بعد أحداث 30 يونيو/حزيران 2013، غير أن اللجنة الشعبية للدفاع عن العريش، (وهي لجنة مكونة من 12 عضوا يمثلون عائلات العريش)، أصدرت بيانًا في 22 يناير/كانون الثاني الماضي ترفض فيه تصريحات الرئيس وتعتبرها تهديدًا للمواطنين، وقالوا في البيان: "كأننا لم يستشهد أبناؤنا مثل أبناء الجيش والشرطة، ولم نفقد مئات الضحايا في قرية الروضة بخلاف ما نعانيه من حياة شبه معدومة".
التعويض في علم الغيب
يطمئن وكيل وزارة الزراعة بمحافظة شمال سيناء المهندس عاطف مطر أصحاب المزارع بأنه سيجري تعويضهم عبر وزارة الزراعة بعد الانتهاء من معاينة وحصر زراعتهم"، لكن خبرات مزارعي المنطقة مع تلك اللجان ليست إيجابية كما يقول المزارع عياد سليمان الذي ذكر أن محافظ شمال سيناء شكل لجنة لمعاينة وحصر مزارع زيتون غرب مدينة رفح قبل إزالتها خلال العامين 2016 و2017، غير أن لجنة مديرية الزراعة لحصر الأشجار وقياس المزارع لتحديد التعويض المادي المناسب لم تحضر حتى الآن، مضيفا أن أحدهم ذكر أنه توجه إلى مديرية الزراعة للاستفسار عن التعويض، فأجابوه: "لسه ما جتش تعليمات بالمعاينة".