انتقدت حركة النهضة التونسية، اليوم، بشدة وزير الشؤون الدينية لعزله عدداً من الأئمة، من بينهم نور الدين الخادمي، الذي كان شغل المنصب نفسه في حكومة سابقة، بالإضافة إلى بعض الأئمة الآخرين.
واعتبرت الحركة، في بيان لها اليوم، أن هذه القرارات تعتبر "طرداً تعسفياً قام بها السيد وزير الشؤون الدينية واستهدفت عشرات الأئمة من الذين عرفوا باعتدالهم"، ما خلفت "انطباعاً بأن الأمر يؤشر إلى عودة التصفيات الأيديولوجية، في تعارض تام مع مصلحة البلاد وما تقتضيه من وحدة وتجميع للصفوف، خاصة على المستوى الديني الذي يعتبر عنوان الصراع الرئيسي مع الإرهاب الذي يهدد بلادنا".
وعبّرت الحركة عن رفضها لما سمته "سياسة الانتقام والطرد العشوائي التي ينتهجها السيد وزير الشؤون الدينية"، لافتة إلى أن هذه السياسة إذا تواصلت ستتحول أداة الاستقطاب الرئيسية للإرهاب ومغذيا لآلة الدعاية الإرهابية، التي تعتمد على إقناع الشباب أنهم في مواجهة دولة معادية للإسلام والدين.
اقرأ أيضاً: مكافحة الإرهاب وتدفق المقاتلين الأجانب محور ملتقى دولي بتونس
وذهبت النهضة إلى حد اعتبار هذه السياسة "موروثة عن الديكتاتورية، في توتير الأجواء في أماكن العبادة وزرع العداوة بين المواطنين".
وقال قيادي بارز من الحركة لـ"العربي الجديد" إن ما يقوم به وزير الشؤون الدينية سيشعل الوضع في عديد المدن، وخصوصاً في مدينة صفاقس التي تعيش منذ مدة أجواء مشحونة جداً، وصل بها الأمر إلى مقاطعة صلاة الجمعة وأداء صلاة الظهر عوضاً عنها، وهو أمر لم يحدث منذ قرون في تونس، ملمحاً إلى إمكانية أن ينفد الصبر ويزيد من حالة الاحتقان.
اقرأ أيضاً: كابوس العنف يلاحق مدارس تونس
وجاء بيان النهضة بمناسبة بداية السنة السياسية والمدرسية الجديدة، وتعرض، أيضاً، إلى العديد من المسائل المطروحة على الساحة الوطنية، معتبراً أن التقدم الذي تحرزه تونس لا يخلو من إرباكات، من بينها تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية والدينية، على غرار الأزمة المتواصلة بين وزارة التربية ونقابات القطاع، ما أورث حيرة لدى الأولياء، وغموضاً حول الظروف التي سيعود فيها تلاميذنا إلى مقاعد الدراسة، داعية إلى تغليب مصلحة أبنائنا.
اقرأ أيضاً: لجنة مرتقبة في تونس لمتابعة المقاتلين العائدين