ويقول أبو فراس، وهو أحد أهالي بلدة التاجي، شمالي بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "معاناة مناطقنا لم تنته منذ سنوات، إذ إننا في كل يوم نشهد إجراءات جديدة من قبل القوات الأمنية ومليشيات الحشد"، مبينًا أنّ "عمليات التفتيش والاعتقالات لم تتوقف منذ سنوات عدّة، وقد طاولت الكثير من أبنائنا".
وأضاف أنّ "الحياة في مناطقنا أصبحت أشبه بالجحيم، فقبل عدّة أيّام خرجنا إلى دوامنا الرسمي، ووجدنا مناطقنا مطوقة، وجمعتنا القوات الأمنية في المدارس وعطلت الدوام، وقامت بمطابقة أسمائنا وأخذ معلومات أمنية منا، ولم يطلق سراحنا حتى ساعة متأخرة من الليل".
وأشار إلى أنّ "المشكلة أنّ هذه الإجراءات تتخذ من دون أي سبب؛ فلا تفجير ولا أعمال عنف، ولا يوجد أي مسوغ قانوني لإجراءات قمعية ومهينة كهذه".
وتعد هذه الإجراءات في تلك المناطق روتينية مستمرة، إذ إن القوات الأمنية و"الحشد" تتخذانها بين فترة وأخرى، تحت مسمى "ضبط الأمن" و"تأكيد المعلومات الاستخبارية".
ويقول الشيخ عواد الزوبعي، وهو من أهالي منطقة أبو غريب، غربي بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "معاناة مناطق حزام بغداد ناجمة عن الاستهداف السياسي والطائفي لتلك المناطق"، مردفًا: "في كل يوم نسمع تصريحات من سياسيين كبار في الدولة، يصفون مناطقنا بالطائفية، وأنّها أوكار للإرهاب، وأنّها بؤر للتنظيمات المسلحة، وغيرها من التوصيفات التي ما أنزل الله بها من سلطان".
وأكد أنّ "تلك التوصيفات تطلق في حتى أوقات لا تسجل فيها أعمال عنف، بل إنّ مناطقنا باتت أكثر أمنًا من قلب بغداد، كما أن الأهالي، وغالبيتهم من ذوي الدخل البسيط، يسعون لمعيشتهم وأعمالهم البسيطة لكسب قوتهم اليومي، لكنّ الإجراءات الأمنية تشل حياة مناطقنا وتتسبب حتى بقطع أرزاق الأهالي".
ويؤكد ضابط في مركز شرطة أبو غريب، أنّ الإجراءات الأمنية في تلك المناطق "غير مبررة، ونحن نسجل أي عمل عنف ينفذ فيها، ونلاحظ منذ فترة طويلة أنّ هناك انخفاضًا كبيرًا بأعمال العنف قياسًا بداخل بغداد"، مستغربًا من "تلك الإجراءات التي ترهق الأهالي بشكل كبير".
وتعد مناطق حزام بغداد، وهي (التاجي وأبو غريب والرضوانية واليوسفية)، والتي تطوق بغداد، من أسوأ مناطق العاصمة عيشًا، إذ إنّها تشهد منذ سنوات طويلة تشديدًا أمنيًا، ومنع الدخول إلّا ببطاقة سكن، وقطعًا لأغلب الطرق، وشللًا لمرافق الحياة، حتى أصبحت مناطق يصعب العيش فيها.