وأوضح بيان الحزب أن المستوى الأول الذي جرت إيران السوريين إليه هو "وضع منطقة سورية مقابل منطقة سورية أخرى بسبب اختلاف المذهب لأهل المنطقتين"، مبدياً رفضه له لأن "كل أرض سورية سواء، وجميع مواطني سورية متساوون في القيمة والاعتبار والحقوق أياً كانت عقائدهم الدينية أو مذاهبهم أو أعراقهم أو راياتهم السياسية".
اقرأ أيضاً: اتفاق الزبداني... قوة المعارضة وضعف النظام والقرار لإيران
أما المستوى الثاني، بحسب البيان، فهو "شرعنة الوجود الإيراني في وطننا وتصوير إيران كحامٍ للشيعة في سورية"، وهو أمر رفضه الحزب كذلك، موضحاً أن "المسلمين والمسيحيين في سورية، أياً كانت مذاهبهم، هم سوريون، ولن يمثلهم إلا السوريون أنفسهم، ولن نقبل في أي لحظة أن تقوم أي دولة أو جهة إقليمية أو دولية بتمثيل أي مواطن سوري أو النيابة عنه، فالسوريون لا يمثلهم إلا سوريون، وسورية للسوريين ولن تكون لسواهم".
ونبه بيان حزب الجمهورية إلى أن المستوى الثالث الذي نجحت إيران في جر السوريين إليه هو "تحقيق سابقة خطرة قد تؤدي لاحقاً إلى بلقنة سورية عبر تحريك كتل سكانية من مكان إلى آخر، وخلق مناطق ذات تجانس مذهبي أو عرقي"، معتبراً أن "هذه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية لا يمكن قبولها".
وأكد الرئيس التنفيذي لحزب الجمهورية محمد صبرة لـ"العربي الجديد" أن قبول التفاوض مع الإيرانيين يعطي الإيرانيين شرعية بتمثيل جزء من السوريين تمهيداً للتقسيم مشاريع أخرى كالفيدرالية، مبيناً أن الذي أعلن الهدنة شخص غير سوري ينتمي إلى تنظيم عالمي لا علاقة له بالثورة السورية، وهذا أمر مرفوض لأنه تصوير للثورة وكأنها صراع بين مليشيات طائفية معولمة، أو بين القاعدة من ناحية التي يراد لها أن تكون ممثلة للسنة، وإيران والمليشيات الشيعية باعتبارها ممثلة للشيعة، وصورة هذه الهدنة تأتي في وقت يصل فيه التمدد الإيراني بشكل مرفوض ومريب إلى المنطقة بكاملها.
اقرأ أيضاً: وليد البني لـ"العربي الجديد": تقسيم سورية وتأهيل الأسد مستحيلان
وأكد صبرة أنه في موضوع الهدنة هناك ثوابت يجب التمسك بها وأهمها أن حصار المناطق مرفوض رفضاً مطلقاً أياً كانت الجهة التي تقوم بهذا الحصار وأياً كان المكون السكاني للجهة المحاصرة، موضحاً أن "إيران استخدمت عبر مليشيا حزب الله الإرهابي فائض قوة مدمراً ضد الزبداني لإجبار الفصائل في الشمال على ربط مسألتي الفوعة بالزبداني، وهذا ما يتيح لإيران تسويق نفسها بأنها هي الحامية الشيعة وربما الأقليات، كما قال حليفها الجنرال ميشيل عون منذ شهرين.
وختم الرئيس التنفيذي لحزب الجمهورية قوله "نحن لا نريد أن تعيش منطقتنا حرب المائة عام التي عاشتها أوروبا، كل ما نريده أن تتمتع شعوبنا بالحرية والعدالة ضمن دولة ديمقراطية وطنية تحمي كل مواطنيها دون تمييز".