أعلن "حزب الدعوة الإسلامية" في العراق، بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، نيته مقاضاة قناة "الجزيرة" الفضائية، على خلفية عرضها برنامج "الصندوق الأسود" مؤخراً، معتبراً أنَّ البرنامج يحمل "إساءة متعمّدة لأبرز رموز الحزب السياسية" في العراق.
وزعم الحزب، في بيان، أن "الفيلم الوثائقي، الذي حمل عنوان "الصندوق الأسود"، تضمن إساءة متعمدة لأمين عام الحزب وأحد أبرز رموزه في العراق، نوري المالكي". وأضاف البيان "الحزب يحتفظ بحق مقاضاة قناة الجزيرة الفضائية على ما ورد في برنامج "الصندوق الأسود"، بما يمس تاريخ حزب الدعوة الإسلامية، ويحتفظ الحزب بحق رفع دعوى قضائية ضد القناة والقائمين على إعداد الفيلم الوثائقي الذي تناول أمين عام الحزب، نوري المالكي".
واتهم الحزب، في بيانه، قناة الجزيرة بالوقوف مع التنظيمات المسلحة وحزب البعث المنحل، معتبراً أن "إعداد وإنتاج برنامج "الصندوق الأسود" كان بطريقة "بعثية"، بوجود بصمات لحزب البعث خلف هذا البرنامج"، على حد وصف البيان.
واستمر الحزب في كيل الاتهامات لقناة الجزيرة الفضائية في بيانه، مضيفاً أن "قناة الجزيرة تتخذ نهجاً تحريضياً ضد العملية السياسية في العراق، والانتصارات التي تحققت ضد التنظيمات المسلحة التي أصبحت الجزيرة ظهيراً لها"، متهماً الجزيرة بعرض "وثائق مزورة عن المالكي".
وقال المحلل السياسي مختار عبدالودود "ما عرضه الصندوق الأسود الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية كان جزءاً يسيراً جداً مما ارتكبه نوري المالكي بحق العراقيين والمنطقة من جرائم عظمى، وهو يظن أنَّ تكميم الأفواه الذي يمارسه في العراق ضد الكتاب والصحافيين والإعلاميين يمكن أن يمارسه على قناة لها حضورها الكبير لدى العراقيين كقناة الجزيرة".
وأضاف عبدالودود، لـ"العربي الجديد"، "كان وقع "الصندوق الأسود" كالصاعقة على حزب الدعوة وأمينه العام نوري المالكي، وسبب لهم فضيحة تاريخية، بعرضه وثائق وشهادات لا يمكن نفيها مطلقاً عن جرائم المالكي منذ الثمانينيات وحتى اليوم".
ويعتقد عبدالودود أنَّ "الصندوق الأسود" إذا عرض بجزء آخر قد يسبب تقديم نوري المالكي لمحكمة العدل الدولية كمجرم حرب، وهذا ما يطمح ويطالب به العراقيون جميعاً، على حد وصفه.
ويعتقد عبدالودود أنَّ "الصندوق الأسود" إذا عرض بجزء آخر قد يسبب تقديم نوري المالكي لمحكمة العدل الدولية كمجرم حرب، وهذا ما يطمح ويطالب به العراقيون جميعاً، على حد وصفه.
وانشغل الشارع العراقي قبيل عرض برنامج "الصندوق الأسود" بعدة أيام وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بعد بثه بمقاطع تسجيلية ووثائق وصور تدين المالكي وحزبه، بثها ناشطون وكتاب وإعلاميون لما وصفوها "بالجرائم الكبرى"، مطالبين بمحاكمة المالكي، واصفين ما تعرض له في "الصندوق الأسود" بالفضيحة التاريخية.
وقال الكاتب زين الصميدعي "لم تبادر قناة عربية، طيلة السنوات الماضية، بفتح ملفات حزب الدعوة وأمينه العام نوري المالكي وما ارتكبه من جرائم بشعة، ليس في العراق فحسب، بل في المنطقة، سوى قناة الجزيرة الفضائية، التي عرضت ما لا يمكن دحضه من وثائق وتسجيلات وشهادات دامغة وقطعية الدلالة والثبوت تدين المالكي تماماً".
وأضاف الصميدعي لـ"العربي الجديد": "عضَّد "الصندوق الأسود" جهود الحقوقيين والناشطين والمواطنين العراقيين المطالبين باعتقال المالكي وتقديمه لمحاكمة دولية كمجرم حرب، وشجع آخرين على تداول جرائم المالكي وفضحها، وستظهر وثائق لجرائم أخرى ارتكبها المالكي".
Twitter Post
|
وكان حقوقيون وناشطون عراقيون قدموا عريضة للإدارة الأميركية، في نهاية 2014 قبيل انتهاء الولاية الثانية لنوري المالكي، طالبوا خلالها بمحاكمته كمجرم حرب لما ارتكبه من جرائم بحق العراقيين.
ونشر البيت الأبيض حينها العريضة على موقعه الرسمي، والتي جاء فيها "الشعب العراقي يطالب بمحاكمة المالكي كمجرم حرب، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية بقتله وتشريده لأكثر من مليون عراقي "سُني" بدوافع طائفية".
وكان القائمون على هذه العريضة طالبوا بجمع مائة ألف توقيع لمحاكمة المالكي، والذي كان شرطاً لإدراج الطلب ضمن جدول أعمال الرئيس أوباما، وما زالت المحاولات مستمرة من قبل الحقوقيين العراقيين لتقديمه لمحاكمة دولية.