رفض الشيخ حسين فرعون، الذي فقد بصره مذ كان طفلاً، الاستسلام. عرف أن عليه أن يكون قوياً حتى يحجز لنفسه مكاناً في الحياة. استطاع أن يكسب ثقة أهالي قريته العيزرية الواقعة إلى الجنوب الشرقي من القدس المحتلة، بخاصة أنه أثبت قدرة ومهارة في تصليح الأجهزة الكهربائية. لذلك يقصده الجميع.
ولد الشيخ حسين فرعون عام 1960 في القدس المحتلة. لديه عشرة أشقاء. التحق بمدرسة العيزرية الأساسية وهو في السابعة من عمره. بعدها، انتقل إلى أخرى في منطقة الشياح القريبة من البلدة. كان يذهب إليها سيراً على الأقدام. بدأ نظره يضعف شيئاً فشيئاً.
هُنا بدأت الحكاية. ترك المدرسة حين كان في الصف الثالث ابتدائي. صار ينتقل من مستشفى إلى آخر للعلاج. في ذلك الوقت، لم يكن الطب متقدماً. وبسبب خطأ طبي، فقد بصره عام 1970، وذلك بعد عامين من العلاج. تغيرت حياته تماماً. فجأة، لم يعد قادراً على رؤية الأشياء حوله. كان الأمر مؤلماً بطبيعة الحال لكنه لم يستسلم. صار يعتمد على حاسة السمع. في البيت، كان يستمع كثيراَ إلى جهاز الراديو القديم. اعتاد تصليحه حتى بات قادراً على تصليح مختلف الأجهزة الكهربائية. مع الوقت، امتهن الأمر، وبات قادراً على تأمين دخل جيد.
يقول لـ "العربي الجديد" إن تعطّل جهاز الراديو الذي كان يملكه حين كان طفلاً أمر ساعده على اكتشاف موهبته التي عمل على تنميتها، بعدما حاول إصلاحه مراراً. شيئاً فشيئاً، بدأ يعمل على تطوير عمله من خلال تصليح أجهزة كهربائية أخرى. يضيف أنه عانى كثيراً بسبب عدم قدرته على الإندماج. بعدها، انتقل إلى مدرسة لتأهيل المكفوفين في قلنديا شمالي القدس. وبعد ثلاث سنوات، انتقل إلى المدرسة العلائية في رام الله وأنهى فيها المرحلة الإعدادية، ثم إلى المدرسة الشرعية في المسجد الأقصى. أنهى مرحلته الثانوية وحصل على شهادتين في الثانوية العامة، الأولى شرعية والثانية أكاديمية، قبل أن يلتحق بكلية العلوم الإسلامية عام 1983 التي درس فيها لمدة ثلاث سنوات وحصل على شهادة بتقدير جيد في الإمامة والعظة.
يعود للحديث عن موهبته التي اكتشفها في بداية السبعينيات، وتحديداً حين بدأ بإصلاح جهاز الراديو الخاص به. وبعدما أنهى دراسته، احترف تصليح الأدوات الكهربائية. استطاع الحصول على جهاز فحص يصدر أصواتاً تمكنه من فحص التيار الكهربائي في الأجهزة، بالإضافة إلى أدوات أخرى. يقول فرعون إنه تمكن من تصليح أجهزة الراديو، والأجهزة الكهربائية الأخرى التي تستخدم في البناء والثلاجات والغسالات وغيرها.
وعن كيفية تحديد العطل، يشير فرعون إلى أنه يعتمد بشكل كبير على لمس الجهاز المعطل، بالإضافة إلى جهاز الفحص، كما أنه يسأل صاحب الجهاز عن كيفية حدوث العطل. يشرح: "في حال كنت أصلح غسالة على سبيل المثال، أضع يدي عليها، وأقوم بتحديد مكان العطل، قبل أن أبدأ بتصليحها".
لدى سؤاله عما يستطيع القيام به، يوضح: "أستطيع تفكيك الغسالة وتحديد مكان المشكلة، ثم أستخدم القليل من المفكات بعد التفكير بطريقة الإصلاح. بعدها أباشر بعملية التصليح من خلال اللمس ومعالجة المشكلة"، مشيراً إلى أن بعض الأجهزة تحتاج إلى قطع غيار يقوم بشرائها وتبديلها بنفسه.
يذكر فرعون بعض الأعطال التي يقوم بإصلاحها، كتوصيل الكهرباء في حال قطعت عن الجهاز، أو وصل الأسلاك المقطعة، بالإضافة إلى إصلاح القطع الداخلية في حال تعطلت، لافتاً إلى أن هناك مشاكل يمكن معالجتها بالتنظيف أو زيادة بعض الأسلاك أو القطع الصغيرة.
اليوم، بات حسني فرعون معروفاً بمهارته في تصليح الأجهزة الكهربائية في قرية العيزرية والقرى المجاورة. كذلك، يقوم بتصليح أجهزة الصوت والسماعات في عدد من المساجد القريبة، وقد حصل على أول وظيفة في حياته في مسجد في حي جبل المكبر في القدس المحتلة، فكان يذهب سيراً على الأقدام من قريته إلى المسجد طيلة شهر رمضان.
عمل أيضاً مع رابطة العالم الإسلامي كإمام مسجد، وكمؤذن مع وزارة الأوقاف الأردنية. تزوج عام 1991 من امرأة "وقفت إلى جانبي"، كما يقول، وساعدته على مواجهة ظروفه الصعبة. لديه ثمانية أبناء، تخرج اثنان منهم من الجامعة.
يقول فرعون إنه لم يسمح لليأس بأن يدخل حياته. رفض الاستسلام، لذلك نجح في حياته. اليوم يمارس مهنة لا يتقنها كثير من الحرفيين في العالم، وهي تصليح أجهزة كهربائية بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى كونه إمام مسجد ومدرس للقرآن والدين الإسلامي في المساجد، عدا عن معالجة الناس بالطب العربي والقرآن.
ولد الشيخ حسين فرعون عام 1960 في القدس المحتلة. لديه عشرة أشقاء. التحق بمدرسة العيزرية الأساسية وهو في السابعة من عمره. بعدها، انتقل إلى أخرى في منطقة الشياح القريبة من البلدة. كان يذهب إليها سيراً على الأقدام. بدأ نظره يضعف شيئاً فشيئاً.
هُنا بدأت الحكاية. ترك المدرسة حين كان في الصف الثالث ابتدائي. صار ينتقل من مستشفى إلى آخر للعلاج. في ذلك الوقت، لم يكن الطب متقدماً. وبسبب خطأ طبي، فقد بصره عام 1970، وذلك بعد عامين من العلاج. تغيرت حياته تماماً. فجأة، لم يعد قادراً على رؤية الأشياء حوله. كان الأمر مؤلماً بطبيعة الحال لكنه لم يستسلم. صار يعتمد على حاسة السمع. في البيت، كان يستمع كثيراَ إلى جهاز الراديو القديم. اعتاد تصليحه حتى بات قادراً على تصليح مختلف الأجهزة الكهربائية. مع الوقت، امتهن الأمر، وبات قادراً على تأمين دخل جيد.
يقول لـ "العربي الجديد" إن تعطّل جهاز الراديو الذي كان يملكه حين كان طفلاً أمر ساعده على اكتشاف موهبته التي عمل على تنميتها، بعدما حاول إصلاحه مراراً. شيئاً فشيئاً، بدأ يعمل على تطوير عمله من خلال تصليح أجهزة كهربائية أخرى. يضيف أنه عانى كثيراً بسبب عدم قدرته على الإندماج. بعدها، انتقل إلى مدرسة لتأهيل المكفوفين في قلنديا شمالي القدس. وبعد ثلاث سنوات، انتقل إلى المدرسة العلائية في رام الله وأنهى فيها المرحلة الإعدادية، ثم إلى المدرسة الشرعية في المسجد الأقصى. أنهى مرحلته الثانوية وحصل على شهادتين في الثانوية العامة، الأولى شرعية والثانية أكاديمية، قبل أن يلتحق بكلية العلوم الإسلامية عام 1983 التي درس فيها لمدة ثلاث سنوات وحصل على شهادة بتقدير جيد في الإمامة والعظة.
يعود للحديث عن موهبته التي اكتشفها في بداية السبعينيات، وتحديداً حين بدأ بإصلاح جهاز الراديو الخاص به. وبعدما أنهى دراسته، احترف تصليح الأدوات الكهربائية. استطاع الحصول على جهاز فحص يصدر أصواتاً تمكنه من فحص التيار الكهربائي في الأجهزة، بالإضافة إلى أدوات أخرى. يقول فرعون إنه تمكن من تصليح أجهزة الراديو، والأجهزة الكهربائية الأخرى التي تستخدم في البناء والثلاجات والغسالات وغيرها.
وعن كيفية تحديد العطل، يشير فرعون إلى أنه يعتمد بشكل كبير على لمس الجهاز المعطل، بالإضافة إلى جهاز الفحص، كما أنه يسأل صاحب الجهاز عن كيفية حدوث العطل. يشرح: "في حال كنت أصلح غسالة على سبيل المثال، أضع يدي عليها، وأقوم بتحديد مكان العطل، قبل أن أبدأ بتصليحها".
لدى سؤاله عما يستطيع القيام به، يوضح: "أستطيع تفكيك الغسالة وتحديد مكان المشكلة، ثم أستخدم القليل من المفكات بعد التفكير بطريقة الإصلاح. بعدها أباشر بعملية التصليح من خلال اللمس ومعالجة المشكلة"، مشيراً إلى أن بعض الأجهزة تحتاج إلى قطع غيار يقوم بشرائها وتبديلها بنفسه.
يذكر فرعون بعض الأعطال التي يقوم بإصلاحها، كتوصيل الكهرباء في حال قطعت عن الجهاز، أو وصل الأسلاك المقطعة، بالإضافة إلى إصلاح القطع الداخلية في حال تعطلت، لافتاً إلى أن هناك مشاكل يمكن معالجتها بالتنظيف أو زيادة بعض الأسلاك أو القطع الصغيرة.
اليوم، بات حسني فرعون معروفاً بمهارته في تصليح الأجهزة الكهربائية في قرية العيزرية والقرى المجاورة. كذلك، يقوم بتصليح أجهزة الصوت والسماعات في عدد من المساجد القريبة، وقد حصل على أول وظيفة في حياته في مسجد في حي جبل المكبر في القدس المحتلة، فكان يذهب سيراً على الأقدام من قريته إلى المسجد طيلة شهر رمضان.
عمل أيضاً مع رابطة العالم الإسلامي كإمام مسجد، وكمؤذن مع وزارة الأوقاف الأردنية. تزوج عام 1991 من امرأة "وقفت إلى جانبي"، كما يقول، وساعدته على مواجهة ظروفه الصعبة. لديه ثمانية أبناء، تخرج اثنان منهم من الجامعة.
يقول فرعون إنه لم يسمح لليأس بأن يدخل حياته. رفض الاستسلام، لذلك نجح في حياته. اليوم يمارس مهنة لا يتقنها كثير من الحرفيين في العالم، وهي تصليح أجهزة كهربائية بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى كونه إمام مسجد ومدرس للقرآن والدين الإسلامي في المساجد، عدا عن معالجة الناس بالطب العربي والقرآن.