سجل المغرب، السبت، أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا الجديد في يوم واحد، بواقع 1776 إصابة جديدة، وذلك بالتزامن مع مخاوف من فقدان السيطرة على الوضع وانهيار المنظومة الصحية، في ظل استمرار ارتفاع عدد الحالات المصابة بالفيروس بطريقة مقلقة، خلال الأيام الماضية.
وكشف منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ الصحية بوزارة الصحة، معاذ المرابط، خلال الإيجاز الصحافي اليومي حول الوضعية الوبائية بالمملكة، السبت، أن الوباء أصاب 1776 شخصاً، خلال 24 ساعة الماضية، ليصل إجمالي المصابين إلى 41017 مصاباً، منذ تسجيل أول إصابة بكورونا في المغرب، في 2 مارس / آذار الماضي.
وأعلن المسؤول المغربي عن ارتفاع عدد الحالات النشطة إلى 11819 حالة، بمعدل 32 لكل 100 ألف نسمة، فيما عرف معدل الإصابة التراكمي ارتفاعاً حيث وصل إلى 113 لكل مئة ألف نسمة، فيما تم رصد 21 حالة وفاة جديدة، ليصل مجموع الوفيات إلى 632، و 922 حالة شفاء إضافية لتبلغ حصيلة التعافي 28.566 حالة.
وبحسب المعطيات التي كشفت عنها وزارة الصحة، بلغ عدد الحالات الخطرة 154 حالة منها 71 حالة تحت التنفس الاصطناعي، وتتوزع الحالات الخطرة بين 74 حالة بجهة الدار البيضاء سطات، و30 بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ثم 29 في جهة مراكش اسفي، و17 حالة بجهة فاس مكناس، ثم 11 حالة بجهة درعة تافيلالت، و10 حالات بجهة الرباط سلا القنيطرة، و5 حالات بجهة سوس ماسة، و4 حالات بجهة الشرق.
ويأتي ارتفاع عدد الإصابات والوفيات والحالات الخطرة في وقت تابعت فيه السلطات المغربية عملية إغلاق بعض الأحياء السكنية في العديد من المدن (الدار البيضاء، الرباط، سلا...) بعد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في تلك الأحياء، كما تم تشديد المراقبة الأمنية للحد من تنقلات المواطنين، في محاولة لمحاصرة انتشار الفيروس.
وفي ظل الوضع الوبائي المتسم بتجاوز عدد الإصابات اليومية عتبة 1000 حالة في اليوم، باتت المنظومة الصحية المغربية مهددة بالانهيار، خاصة في ظل الارتفاع المتزايد في عدد الحالات الحرجة، والتي تحتاج لدخول غرفة الإنعاش، حيث تجاوزت تلك الحالات الطاقة الاستيعابية للمستشفيات في بعض الأقاليم والعمالات/المحافظات.
وفي محاولة لتفادي المزيد من الضغط على المنظومة الصحية، شرعت السلطات الصحية في اعتماد مراكز صحية مرجعية سيتم اعتمادها بمختلف الأحياء، لاستقبال الحالات المشتبه إصابتها والموجهة من طرف الأطباء في القطاع الخاص والأطباء العامين، والعاملين في الصيدليات المتواجدة على مستوى كل حي أو تلك المشخصة في ذات المراكز الصحية.
كما أقرت وزارة الصحة المغربية بروتوكولاً جديداً لعلاج بعض المصابين بفيروس كورونا في بيوتهم، وذلك وفق شروط معينة من أبرزها أن تكون الحالات دون أعراض ولا تمثل أية علامة سريرية، فضلاً عن غياب عوامل الخطر المرتبطة بكبر السن والأمراض المزمنة والحمل والرضاعة.
وكان مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، قد حذر، الخميس الماضي، من "أن يصير الوضع أكثر جدية إذا استمر هذا المنحى التصاعدي"، داعياً السلطات المغربية إلى أن تكون أكثر حزماً في الإجراءات التي تتخذها لمواجهة هذا الوضع.