ووصل السراج، مساء أمس الإثنين، إلى أبوظبي، في زيارة رسمية قادماً من شرم الشيخ، سيلتقي خلالها مسؤولين بدولة الإمارات لبحث الوضع السياسي في ليبيا، بحسب المتحدث باسم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، محمد السلاك.
وأوضح السلاك، في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، ليل أمس الإثنين، أن الزيارة "جاءت بدعوة من الإمارات للقاء قياداتها ومناقشة آخر تطورات الوضع السياسي والعلاقات الثنائية بين البلدين"، من دون الإشارة إلى ارتباط الزيارة بإمكانية لقاء السراج بحفتر.
من جهته، أكد البرلماني المقرب من قوات حفتر، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن اللقاء تقف وراءه فرنسا وتدعمه بقوة، وجاء كنتيحة لمشاورات عدة جرت بين ماري فيليبي، وهو المستشار الجديد لشمال أفريقيا والشرق الأوسط للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبين المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، اللذين زارا حفتر في الآونة الاخيرة في مقره العسكري في الرجمة، شرق بنغازي.
وسبق لفرنسا أن دعت على لسان سفيرتها في ليبيا، بياتريس دو هيلين، إلى ضرورة "التنسيق بين السراج وحفتر"، موضحة خلال لقائها عدداً من أعضاء المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أن التنسيق بين الرجلين "ضروري لتجنب أي صراع من الممكن أن يحدث".
وحول أهداف باريس، قال المصدر إن "كفة الميزان أوروبياً رجحت لفرنسا، بعد نجاحها في دعم حفتر للسيطرة على الجنوب، وتحديداً على حقول النفط، وبالتالي فهي تحشد جهوداً دولية من أجل وضع صيغة حلّ سياسية متفق عليها بين السراج وحفتر، لكن الأخير لا يزال يرفض"، مبيناً أن اللواء المتقاعد "بدأ يرفض كل الحلول، ولا يعول إلا على الحل العسكري، لا سيما بعدما بات على بعد خطوات من الغرب الليبي والعاصمة طرابلس".
من جهتها، استقبلت أبوظبي أيضاً رئيس المؤسسة الوطنية للنفط التابع لحكومة الوفاق، مصطفى صنع الله، ونشرت الصفحة الرسمية للمؤسسة، في ساعة متأخرة من ليل أمس، أن الأخير وصل إلى الإمارات لـ"الاجتماع بعدد من الأطراف الليبية والدولية" دون أن تحدد هويتها، مضيفاً أن الاجتماع يهدف إلى "مناقشة الإجراءات الأمنية الضرورية لإيجاد حل لأزمة حقل الشرارة"، وهو أكبر حقول النفط في جنوب ليبيا، الذي سيطر عليه حفتر أخيراً خلال عمليته العسكرية في الجنوب.
لكن المصدر البرلماني نفسه أشار لـ"العربي الجديد"، إلى أن "باريس استعانت بالإمارات التي تقف أيضاً إلى جانب حفتر، لحثه على ضرورة أن يتجنب المواجهات المسلحة في طرابلس ومحيطها، وأن يتجه إلى طاولة التفاهمات والحوار"، معتبراً أن الخطوة الفرنسية تعني معرفتها بصعوبة العمل العسكري بالقرب من العاصمة، لكثرة وجود المليشيات المعارضة له في المنطقة.
ورأى البرلماني أن "مساعي باريس لن تتوقف، وستنجح في إقناع حفتر بلقاء السراج، لأن خططها الجديدة لا تتوقف عند حدود الرجلين، بل تصل إلى حد التأثير على الخطة الأممية للحل في ليبيا، وإمكانية القفز على مرحلة الملتقى الوطني الجامع، والذهاب إلى الانتخابات مباشرة".
ولفت المصدر إلى أن المعلومات الواردة حتى الآن هي أن اللقاء بين حفتر والسراج مقرر أن يعقد صباح غد، الأربعاء، لكن حفتر لا يزال يرفض عقده، معتبراً أنه "بلا جدوى، بل إن السراج لا يملك سلطة فعلية على طرابلس، فكيف يتفق معه على شروط الدخول لطرابلس؟"، وفق المصدر نفسه.