أعلنت قوات اللواء الليبي خليفة حفتر مساء الأربعاء، التحرك باتجاه غرب ليبيا، لتبدأ منذ الساعات الأولى صباح الخميس بالتقدّم والسيطرة على مناطق قريبة من العاصمة الليبية، في ظل تساؤلات عن سرعة تقدّمها، قبل أن يعلن حفتر رسمياً عصر أمس الحرب على طرابلس، داعياً أهلها لإلقاء السلاح ورفع الراية البيضاء.
في المقابل، سارع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، لإعلان استنفار قواته للدفاع عن العاصمة، بالتوازي مع استعداد مجموعات مسلحة أخرى من خصوم حفتر في مصراتة للتصدي له، وذلك فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في العاصمة للتحضير للملتقى الوطني الجامع الذي كان يُفترض أن ينطلق منتصف الشهر الحالي لدفع الحل السياسي في البلاد. لكن تحرك قائد "عملية الكرامة" خليفة حفتر العسكري يقلب صورة الوضع بشكل كامل في ليبيا، ويقضي على أي فرص للتوافق مع خصومه، على الرغم من عدم وضوح إمكانية استمرار قوات اللواء الليبي في التقدّم وصولاً للعاصمة. على الرغم من ذلك، فإن حراك حفتر العسكري لا يمكن أن يكون قد انطلق من دون غطاء دولي، لا سيما من الإمارات وفرنسا، حليفتيه الأبرز، فيما كان البارز أن المعركة انطلقت بعد أسبوع من زيارة اللواء الليبي إلى الرياض ولقائه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وبعد فترة من الهدوء النسبي وفي ظل تحضيرات لعقد الملتقى الوطني الجامع، أطلق حفتر حربه ضد طرابلس، لتعلن قواته بعد ساعات قليلة السيطرة بالكامل على مدينة غريان الواقعة على بعد نحو 90 كيلومتراً جنوبي العاصمة، ثم السيطرة على منطقتي صرمان وصبراتة غرب طرابلس. وفيما كانت التوقعات تشير إلى أن حفتر سيتوقف عند ذلك، فإن اللواء الليبي أعلن في تسجيل مصور عصر أمس الحرب على طرابلس، إذ أمر قواته بالمضي في التقدّم نحو طرابلس، مطالباً سكان العاصمة بإلقاء السلاح ورفع الراية البيضاء لضمان سلامتهم.
في المقابل، كان رئيس حكومة الوفاق فائز السراج يصدر أوامره لآمري المناطق العسكرية التابعة له برفع درجة الاستعداد القصوى وإعادة تمركز وحداتهم، للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية لمن وصفهم بـ"الجماعات الإرهابية والمجموعات الإجرامية والخارجين عن الشرعية" في إشارة لقوات حفتر. كما كلف السراج، بحسب بيان نشره مكتبه الإعلامي، رئاسة الأركان الجوية بشكل عاجل بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة للتصدي لكل من يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، رفع حالة الطوارئ الى الدرجة القصوى، وأصدرت تعليماتها لكافة الأجهزة والوحدات الأمنية بالتصدي بقوة لأي محاولات تهدد أمن طرابلس، واتخاذ كافة التدابير الأمنية اللازمة. وحملت المسؤولية الكاملة للطرف المهاجم (في إشارة لحفتر) عن النتائج الوخيمة المترتبة على هذا الهجوم.
اقــرأ أيضاً
كما أعلن المجلس العسكري لمدينة مصراتة، عن استعداده لـ"صدّ قوات زحف حفتر" مطالباً السراج بـ"إعطاء أوامر العمليات الفورية ومن دون تأخير لكافة آمري المناطق في المنطقة الغربية لمواجهة تحركات التمرد لحفتر".
من جهتها، أعلنت قوة حماية طرابلس، وهي ائتلاف مسلح تشكّل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويضم أكبر أربع قوى مسلحة في طرابلس، عن "البدء الفعلي لانتشارها في طرابلس وحولها لبدء عمليات تأمين العاصمة تنفيذاً لأوامر المجلس الرئاسي بالنفير العام"، تزامناً مع إعلان مماثل لقوات "البنيان المرصوص" بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى سرت.
هذه التطورات العسكرية جاءت في ظل وجود غوتيريس في طرابلس للتحضير للملتقى الجامع، وشدد في مؤتمر صحافي أمس على ضرورة وقف التصعيد العسكري، مشدداً على أن الحل يأتي عبر الحوار، معلناً أنه "لن يكون هناك مؤتمر وطني في ليبيا في مثل هذه الظروف"، في ما بدا إشارة إلى إمكان إلغاء الملتقى الوطني في غدامس من دون إعلان ذلك رسمياً.
كما قالت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، إنها تشعر بقلق عميق إزاء التحشيدات العسكرية والخطاب التصعيدي الذي قد يؤدي بشكل خطير إلى مواجهة لا يمكن السيطرة عليها. وحثّت في بيان لها أمس، جميع الأطراف الى تهدئة التوتر على الفور ووقف جميع الأعمال الاستفزازية، مؤكدة أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة الليبية. لكن لا يبدو أن الأوضاع تتجه إلى ما أكده غوتيريس، السبت الماضي من تونس، عن أن السراج وحفتر "قد يتوصلان لأول مرة إلى حل الخلاف بشأن قيادة الجيش"، بل تبدو أنها تتجه إلى نسف جهود السلام والتوافق التي تعمل عليها الأمم المتحدة من خلال لقاء غدامس. وكان المبعوث الأممي غسان سلامة قد ناشد الليبيين ألا يستقبلوا غوتيريس بـ"التصريحات العنترية والاستفزازات العسكرية".
وعلى الرغم مما يبدو إصراراً من قِبل حفتر للتقدّم نحو طرابلس، إلا أن عوامل عديدة قد تعيق طموحاته، أبرزها الحضور العسكري القوي للجماعات المسلحة المعارضة له، وصعوبة حسم المعركة. وقال أستاذ العلوم السياسية الليبي، عقيلة خليفة الحداد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن التكهن بخطوات وقرارات حفتر الفجائية أمر صعب "فهو عادة ما يستغل الظروف الضاغطة لتمرير قراراته"، مرجحاً أن حفتر عزم أمره بالسيطرة على طرابلس.
وعن الصعوبات التي سيواجهها من قبل مليشيات طرابلس، قال الحداد "لا أعتقد أن خطط حفتر تتجه للسيطرة على مناطق طوق طرابلس للوصول إلى العاصمة فهو يراهن أيضاً على خلايا داخل طرابلس طالما تحدث عنها في أكثر من مناسبة"، لافتاً إلى أن أنصاره موجودون أيضاً في ترهونة المحاذية شرقاً لطرابلس وفي ورشفانة غرب طرابلس.
كما رأى أن حفتر يمتلك نفساً طويلاً في الحروب، مضيفاً "أربع سنوات مدة حرب حفتر للسيطرة على بنغازي من دون كلل وعلى الرغم من الشجب الدولي والمطالب الداخلية لوقف الحرب إلا أنه لم يتوقف"، مضيفاً "واشنطن وغيرها من الدول لا يهمها من يسيطر إذا كان قادراً على حفظ مصالحها، وحفتر أثبت طاعته عندما حافظ على مواقع النفط في الجنوب ومنطقة الهلال النفطي".
في المقابل، سارع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، لإعلان استنفار قواته للدفاع عن العاصمة، بالتوازي مع استعداد مجموعات مسلحة أخرى من خصوم حفتر في مصراتة للتصدي له، وذلك فيما كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في العاصمة للتحضير للملتقى الوطني الجامع الذي كان يُفترض أن ينطلق منتصف الشهر الحالي لدفع الحل السياسي في البلاد. لكن تحرك قائد "عملية الكرامة" خليفة حفتر العسكري يقلب صورة الوضع بشكل كامل في ليبيا، ويقضي على أي فرص للتوافق مع خصومه، على الرغم من عدم وضوح إمكانية استمرار قوات اللواء الليبي في التقدّم وصولاً للعاصمة. على الرغم من ذلك، فإن حراك حفتر العسكري لا يمكن أن يكون قد انطلق من دون غطاء دولي، لا سيما من الإمارات وفرنسا، حليفتيه الأبرز، فيما كان البارز أن المعركة انطلقت بعد أسبوع من زيارة اللواء الليبي إلى الرياض ولقائه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.
في المقابل، كان رئيس حكومة الوفاق فائز السراج يصدر أوامره لآمري المناطق العسكرية التابعة له برفع درجة الاستعداد القصوى وإعادة تمركز وحداتهم، للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية لمن وصفهم بـ"الجماعات الإرهابية والمجموعات الإجرامية والخارجين عن الشرعية" في إشارة لقوات حفتر. كما كلف السراج، بحسب بيان نشره مكتبه الإعلامي، رئاسة الأركان الجوية بشكل عاجل بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة للتصدي لكل من يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، رفع حالة الطوارئ الى الدرجة القصوى، وأصدرت تعليماتها لكافة الأجهزة والوحدات الأمنية بالتصدي بقوة لأي محاولات تهدد أمن طرابلس، واتخاذ كافة التدابير الأمنية اللازمة. وحملت المسؤولية الكاملة للطرف المهاجم (في إشارة لحفتر) عن النتائج الوخيمة المترتبة على هذا الهجوم.
من جهتها، أعلنت قوة حماية طرابلس، وهي ائتلاف مسلح تشكّل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويضم أكبر أربع قوى مسلحة في طرابلس، عن "البدء الفعلي لانتشارها في طرابلس وحولها لبدء عمليات تأمين العاصمة تنفيذاً لأوامر المجلس الرئاسي بالنفير العام"، تزامناً مع إعلان مماثل لقوات "البنيان المرصوص" بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى سرت.
كما قالت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، إنها تشعر بقلق عميق إزاء التحشيدات العسكرية والخطاب التصعيدي الذي قد يؤدي بشكل خطير إلى مواجهة لا يمكن السيطرة عليها. وحثّت في بيان لها أمس، جميع الأطراف الى تهدئة التوتر على الفور ووقف جميع الأعمال الاستفزازية، مؤكدة أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة الليبية. لكن لا يبدو أن الأوضاع تتجه إلى ما أكده غوتيريس، السبت الماضي من تونس، عن أن السراج وحفتر "قد يتوصلان لأول مرة إلى حل الخلاف بشأن قيادة الجيش"، بل تبدو أنها تتجه إلى نسف جهود السلام والتوافق التي تعمل عليها الأمم المتحدة من خلال لقاء غدامس. وكان المبعوث الأممي غسان سلامة قد ناشد الليبيين ألا يستقبلوا غوتيريس بـ"التصريحات العنترية والاستفزازات العسكرية".
وعلى الرغم مما يبدو إصراراً من قِبل حفتر للتقدّم نحو طرابلس، إلا أن عوامل عديدة قد تعيق طموحاته، أبرزها الحضور العسكري القوي للجماعات المسلحة المعارضة له، وصعوبة حسم المعركة. وقال أستاذ العلوم السياسية الليبي، عقيلة خليفة الحداد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن التكهن بخطوات وقرارات حفتر الفجائية أمر صعب "فهو عادة ما يستغل الظروف الضاغطة لتمرير قراراته"، مرجحاً أن حفتر عزم أمره بالسيطرة على طرابلس.
وعن الصعوبات التي سيواجهها من قبل مليشيات طرابلس، قال الحداد "لا أعتقد أن خطط حفتر تتجه للسيطرة على مناطق طوق طرابلس للوصول إلى العاصمة فهو يراهن أيضاً على خلايا داخل طرابلس طالما تحدث عنها في أكثر من مناسبة"، لافتاً إلى أن أنصاره موجودون أيضاً في ترهونة المحاذية شرقاً لطرابلس وفي ورشفانة غرب طرابلس.
كما رأى أن حفتر يمتلك نفساً طويلاً في الحروب، مضيفاً "أربع سنوات مدة حرب حفتر للسيطرة على بنغازي من دون كلل وعلى الرغم من الشجب الدولي والمطالب الداخلية لوقف الحرب إلا أنه لم يتوقف"، مضيفاً "واشنطن وغيرها من الدول لا يهمها من يسيطر إذا كان قادراً على حفظ مصالحها، وحفتر أثبت طاعته عندما حافظ على مواقع النفط في الجنوب ومنطقة الهلال النفطي".