يجهل العالم الكثير من خبايا كوريا الشمالية، وكثيرون لا يتخيلون أن في البلاد فنانين أصلاً بسبب صور الصرامة والعسكرة التي تبثها قنوات دعاية النظام، لكن "بي بي سي" نشرت قائمة من المعلومات عن السينما الكورية التي يتابعها الشعب، رغم غرابة الظروف التي تأسست فيها واستخدامها كبوق ومنصة لغسل الدماغ بالنسبة للنظام الحاكم:
1. أفلام صنعها مخطوفون
لم يكن الرئيس الراحل كيم جونغ إيل راضياً عن نوعية الأفلام التي ينتجها أبناء بلده، لذا اختطف المخرج الكوري الجنوبي شين سانغ أوك عام 1978 وأجبره على صناعة أفلام لنظامه، واختطف كذلك زوجته السابقة، الممثلة تشوي إيون هي.
واستخدام شين الصيغ القديمة من الدعاية الكورية الشمالية، وحوّلها إلى أفلام عالية الجودة، ومن أبرز الأعمال "روناواي" الذي ينتهي بانفجار قطار و"بولغاري" الذي يحكي قصة وحش مستوحاة من "غودزيلا".
ونجا شين وتشوي خلال رحلة عمل في فيينا في عام 1986، وواصل المخرج مسيرته في صناعة الأفلام في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حتى وفاته في عام 2006.
2. الشرير الأميركي
تتطلب الدعاية الكورية أن تظهر وجوهاً غير كورية، خصوصاً لتجسيد الأميركي الشرير، لذا يطلبون من الأجانب المقيمين في البلاد المشاركة في الأفلام، وقد يكونون رياضيين أو مدربين أو أساتذة أو طلاباً، وفي العادة لا يرفضون، لكنهم لا يعرفون طبيعة الأفلام التي سوف يلعبون فيها أدواراً، كما يكونون ممثلين سيئين جداً.
ومن أشهر الأميركيين الذين شاركوا في هذه الأفلام: تشارلز جنكينز، لاري أبشير، جيري باريش، وجيمس دريسنوك، والذين رحلوا جميعاً إلى الشمال في الستينيات.
3. السينما تأتي إليك
ترجّح الروايات أن دُور السينما تحظى بشعبية في كوريا الشمالية بسبب الخيارات المحدودة للترفيه المسائي، لكن الأفلام لا تعرض في الدور فقط، بل في المصانع والمزارع ووحدات الجيش أيضاً، وعادة ما يكون مراقب حاضراً أثناء العرض ويطلب من الناس تقييم الفيلم، لذا يحرصون على رصد الرسالة السياسية من وراء العمل.
4. رسالة واحدة: تمجيد الزعيم
تتنوع الأفلام الكورية الشمالية لكنها تتشارك الرسالة نفسها: الترويج لكيم إيل سونغ أو كيم جونغ إيل أو الحزب الحاكم، بحيث تعرض مشاهد تقول إن الأوضاع في عهد كيم أفضل وأكثر ازدهاراً، ودائماً ما يكون الأشرار يابانيين أو أميركيين.
5. الزعماء مهمّون... لكنهم لا يظهرون
معظم الأفلام تشدد على أهمية كيم إيل سونغ وكيم جونغ إيل، لكن نادراً ما يتم تمثيلهما في الأفلام نفسها، وبدلاً من ذلك يُشار إليهما بشكل غير مباشر، مثل تلقي مكالمة منهما مثلاً.
6. الجيش يشارك في التمثيل
أفلام الحرب الملحمية هي جزء أساسي من استراتيجية كوريا الشمالية الدعائية، ويدير الجيش الكوري مركز إنتاج مخصصاً لصناعة أفلام الحرب، والتي تضم مئات الجنود.
7. نساء قويات ورجال عاديون
تصوّر السينما الكورية الشمالية المرأة على أنها شخصية قوية، رياضية وجندية وجاسوسة، وتروج الدعاية لصورة المرأة المستعدة للتضحية بنفسها من أجل قادتها. في المقابل يظهر الرجال ضعفاء يتعين على النساء تعليمهم كيف يكونون "أتباعاً جيدين".
ولا يريد القادة وجود منافسين أقوياء من الذكور، لذا لا يتم الترويج لبطل ذكر، ومهما كانت المرأة قوية فهي تتعلم في المجتمع الكوري أن مكانتها محدودة، وعادة ما تظهر المرأة في الأفلام وقد تزوجت في النهاية، ولا تكتمل الحياة السعيدة بدون ذلك بحسب الأفلام.
8. مهرجان دولي للسينما و"مستر بين"
تتحكم كوريا في وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت بشكل صارم، وتمنع الأفلام الأجنبية من دخول أراضيها، لكن يتم عرض الأفلام الأجنبية في مهرجان بيونغ يانغ السينمائي الدولي الذي يقام مرة كل سنتين.
وتضمنت الأفلام السابقة الأفلام البريطانية "إليزابيث: العصر الذهبي" و"مستر بين"، ويُعتقد أن "إفيتا" هو الفيلم الأميركي الوحيد الذي تم عرضه في كوريا الشمالية.
وخارج المهرجان، من النادر عرض أفلام أجنبية للكوريين الشماليين، لكن تم عرض الفيلم الكوميدي Bend it like Beckham على شاشة التلفزيون الكوري الشمالي في عام 2010، كجزء من جهود السفارة البريطانية في التواصل مع بيونغ يانغ.
9. محظورات غريبة
يلتزم المصورون بشروط صارمة تفرضها الرقابة، وبعض هذه الشروط غريب، مثل منع تصوير الناس وهم على الدراجات الهوائية أو الأشخاص ذوي أزرار قميص غير مضبوطة، وتجنب تصوير الكابلات الكهربائية في الشوارع. ويبدو أن السبب وراء ذلك هو أن يظهر المواطنون بمظهر مرتب وغير قذر.
10. قواعد صارمة لإطار اللقطات
يدقق المراقبون في كل اللقطات، حتى عندما يتعلق الأمر بإطار اللقطة، إذ لا يجب أن يظهر القادة غير مكتملين مثلاً، وإلا يتم حذفها وقد يضطر المخرج إلى إعادة تصويرها بالطريقة المقبولة من الرقابة.
(العربي الجديد)