قبل ثلاثة أعوام تقريباً، وقعت سلسلة حوادث في أصفهان وسط إيران إذ تعرضت عدة فتيات للرش بالأسيد على وجوههن. وقيل إن السبب يعود لعدم ارتدائهن الحجاب بالشكل المناسب، فأثارت القضية الرأي العام الذي لم ينسها حتى اليوم، ووجهت أصابع الاتهام لجهات عديدة وحاسب القضاء الكثيرين. لكن نتائج ما جرى وحوادث أخرى مشابهة منها ما يحمل أسباب انتقام شخصية، تركت آثاراً بالغة على وجوه وأجسام هؤلاء لا يمكن معالجتها بالكامل حتى بتكرار عمليات التجميل، وهو ما يتسبب بدفع بعض الضحايا نحو عزلة شبه كاملة عن الآخرين.
سبب مماثل دفع محسن مرتضوي البالغ من العمر 39 عاماً لرواية قصته وقصة فتيات ضحايا الأسيد في أصفهان في لوحات استخدم فيها فن التعريق على الخشب، صنعها بنفسه وشاركه فنانون آخرون، منهم من تعرض لحروق الأسيد. كذلك وبعضهم الآخر ممن قرروا دعم هؤلاء بلفت المجتمع لما حدث معهم، فكانت النتيجة معرض بعنوان "الهوية".
مرتضوي تعرض للرش بالأسيد قبل خمسة أعوام من قبل شخص يدعى فتح الله خجسته لأسباب يقول إنه لم يفهم طبيعتها حتى اليوم. المتهم قدم أقوالاً عديدة للقضاء، فذكر مرة إنه ارتكب فعلته هذه لأنه لم يحب محسن، ومرة قال إن السبب هو الغيرة، إذ كان في منصب أعلى منه بينما كانت مهنته عامل نظافة في إحدى الشركات. لكن محسن الذي بدا مرتاحاً خلال المعرض، يعرف أن من سبّب له كل الألم وأحرق وجهه كان صاحب سوابق قضائية وتعلم في السجن كيف يؤذي الآخرين كما قال.
عاش محسن مرتضوي ستة أشهر في المشفى قضاها في غيبوبة وفي تلقي علاجات مختلفة، فقد أصيب بحروق خطرة للغاية غيرت كل ملامحه. بعد هذه الفترة التي وصفها بالمعاناة، تعرف رويدًا رويدًا على أمثاله، وشاءت الصدفة أن يتعرف على مركز تعليمي للفنون. فقرر أن يقضي وقته هناك بعد أن خسر الكثير في حياته، فتعلم فن النحت والرسم وتعريق الخشب.
تأثر كثيراً بما حدث مع الفتيات في أصفهان، وأصبح مقرباً من كثيرات تعرضن لحوادث مشابهة. فقام وفنان آخر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو حسين مرداني بالتخطيط لمعرض "الهوية"، ونجحا معاً في عكس حياة وشكل ضحايا الأسيد. كما استطاع الحصول على دعم أطباء تجميل إضافة لأصحاب مؤسسات خيرية، فأسس جمعية دعم ضحايا الرش بالأسيد، والتي انضم إليها ستّون ضحية حتى الآن، وساعدتهم الجمعية في إجراء عمليات وستساهم في تقديم المساعدة لتسهيل الانسجام في المجتمع.
قال محسن لـ"العربي الجديد" إنّ ضحايا الرش بالأسيد يشبهون بعضهم بعضاً. وفي الكثير من الأعمال عكس وجه عدة أشخاص مقسوماً لنصفين، الأول قبل التعرض لحروق الأسيد، والثاني بعده. ويرى أن إعادة هؤلاء الأفراد لمسار حياتهم الطبيعية هو الأهم، لذا يجب تعريف الجميع بهم وبمشكلاتهم وبطبيعة حياتهم التي خسروها بالكامل في أقل من دقيقتين، حسب وصفه.
مرضية ابراهيمي هي إحدى فتيات أصفهان، واللوحة التي تجسد شكل وجهها هي الأساسية في المعرض، كان محسن مرتضوي قد تأثر كثيراً بقصتها، فهي التي كانت عائدة من موعد طبيب الأسنان حين رش أحدهم الأسيد على وجهها من نافذة سيارتها، فأصيبت بحروق غيرت ملامحها بالكامل. مرضية استمرت بحياتها وتزوجت منذ فترة وجيزة وانتشرت قصتها على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، وتغنى كثر بجمال روحها، لتكون مثالاً يحتذى للضحايا من أمثالها ولبقية أفراد المجتمع كذلك، وتستعد اليوم لتصبح أمّا كما قال محسن.
تلقت مرضية، البالغة من العمر 25 عاماً، لوحتها للمرة الأولى في المعرض بابتسامة عريضة، وشاركت كثرًا مثلها حضروا إلى هناك لتفقد اللوحات، قصتها ووجعها وكيف استطاعت التغلب على الألم بمساعدة من حولها.
اقــرأ أيضاً
أما حسين مرداني، الشريك الثاني في طرح وتطبيق فكرة "الهوية" فرأى في حديثه مع "العربي الجديد" أن المعرض كان موفقًا. واستطاع إيصال رسالة واضحة لكل من حضروا، سواء من الفنانين أو الهواة، وحتى من قبل الأطباء والشخصيات الإعلامية والمشهورة التي تمت دعوتها.
سبب مماثل دفع محسن مرتضوي البالغ من العمر 39 عاماً لرواية قصته وقصة فتيات ضحايا الأسيد في أصفهان في لوحات استخدم فيها فن التعريق على الخشب، صنعها بنفسه وشاركه فنانون آخرون، منهم من تعرض لحروق الأسيد. كذلك وبعضهم الآخر ممن قرروا دعم هؤلاء بلفت المجتمع لما حدث معهم، فكانت النتيجة معرض بعنوان "الهوية".
مرتضوي تعرض للرش بالأسيد قبل خمسة أعوام من قبل شخص يدعى فتح الله خجسته لأسباب يقول إنه لم يفهم طبيعتها حتى اليوم. المتهم قدم أقوالاً عديدة للقضاء، فذكر مرة إنه ارتكب فعلته هذه لأنه لم يحب محسن، ومرة قال إن السبب هو الغيرة، إذ كان في منصب أعلى منه بينما كانت مهنته عامل نظافة في إحدى الشركات. لكن محسن الذي بدا مرتاحاً خلال المعرض، يعرف أن من سبّب له كل الألم وأحرق وجهه كان صاحب سوابق قضائية وتعلم في السجن كيف يؤذي الآخرين كما قال.
عاش محسن مرتضوي ستة أشهر في المشفى قضاها في غيبوبة وفي تلقي علاجات مختلفة، فقد أصيب بحروق خطرة للغاية غيرت كل ملامحه. بعد هذه الفترة التي وصفها بالمعاناة، تعرف رويدًا رويدًا على أمثاله، وشاءت الصدفة أن يتعرف على مركز تعليمي للفنون. فقرر أن يقضي وقته هناك بعد أن خسر الكثير في حياته، فتعلم فن النحت والرسم وتعريق الخشب.
تأثر كثيراً بما حدث مع الفتيات في أصفهان، وأصبح مقرباً من كثيرات تعرضن لحوادث مشابهة. فقام وفنان آخر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو حسين مرداني بالتخطيط لمعرض "الهوية"، ونجحا معاً في عكس حياة وشكل ضحايا الأسيد. كما استطاع الحصول على دعم أطباء تجميل إضافة لأصحاب مؤسسات خيرية، فأسس جمعية دعم ضحايا الرش بالأسيد، والتي انضم إليها ستّون ضحية حتى الآن، وساعدتهم الجمعية في إجراء عمليات وستساهم في تقديم المساعدة لتسهيل الانسجام في المجتمع.
قال محسن لـ"العربي الجديد" إنّ ضحايا الرش بالأسيد يشبهون بعضهم بعضاً. وفي الكثير من الأعمال عكس وجه عدة أشخاص مقسوماً لنصفين، الأول قبل التعرض لحروق الأسيد، والثاني بعده. ويرى أن إعادة هؤلاء الأفراد لمسار حياتهم الطبيعية هو الأهم، لذا يجب تعريف الجميع بهم وبمشكلاتهم وبطبيعة حياتهم التي خسروها بالكامل في أقل من دقيقتين، حسب وصفه.
مرضية ابراهيمي هي إحدى فتيات أصفهان، واللوحة التي تجسد شكل وجهها هي الأساسية في المعرض، كان محسن مرتضوي قد تأثر كثيراً بقصتها، فهي التي كانت عائدة من موعد طبيب الأسنان حين رش أحدهم الأسيد على وجهها من نافذة سيارتها، فأصيبت بحروق غيرت ملامحها بالكامل. مرضية استمرت بحياتها وتزوجت منذ فترة وجيزة وانتشرت قصتها على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، وتغنى كثر بجمال روحها، لتكون مثالاً يحتذى للضحايا من أمثالها ولبقية أفراد المجتمع كذلك، وتستعد اليوم لتصبح أمّا كما قال محسن.
تلقت مرضية، البالغة من العمر 25 عاماً، لوحتها للمرة الأولى في المعرض بابتسامة عريضة، وشاركت كثرًا مثلها حضروا إلى هناك لتفقد اللوحات، قصتها ووجعها وكيف استطاعت التغلب على الألم بمساعدة من حولها.
أما حسين مرداني، الشريك الثاني في طرح وتطبيق فكرة "الهوية" فرأى في حديثه مع "العربي الجديد" أن المعرض كان موفقًا. واستطاع إيصال رسالة واضحة لكل من حضروا، سواء من الفنانين أو الهواة، وحتى من قبل الأطباء والشخصيات الإعلامية والمشهورة التي تمت دعوتها.