وطلب حكمتيار من دول الجوار ألا تجند الأفغان إلى الحرب في سورية والعراق، مستغلين أوضاع بلادنا، وذلك في إشارة واضحة إلى إيران.
وقال، في خطاب له أمام اجتماع عقد ظهر اليوم في القصر الرئاسي الأفغاني، وشارك فيه كبار المسؤولين في الحكومة وزعماء الأحزاب الجهادية والسياسية وزعماء القبائل، إن المصالحة الشاملة هي مطلب الشعب الأفغاني برمته، وهي الحل الوحيد لحلحلة القضية، التي دامت سنوات طويلة، وتحصد أرواح الأفغان فقط.
كما طلب حكمتيار من حركة طالبان أفغانستان أن تعود إلى طاولة الحوار، إذ إن الخيار العسكري قد فشل وسيفشل مهما استمر ومهما طال، مشيرا إلى أن استمرار دوامة الحرب في البلاد يصب في مصلحة أعداء البلاد.
وشدد على أن عودة طالبان والجماعات المسلحة ستكون بداية للقضاء على الأسباب، التي من أجلها بقيت القوات الأميركية الدولية في أفغانستان.
وفي خطاب لإيران، قال حكمتيار: إني أطلب من الأحزاب المقربة من إيران أن نقف مع بعض ونطلب من طهران عدم التعاون مع الجماعات المسلحة بالأسلحة والعتاد، وألا ترسل أولادنا إلى الحرب في سورية والعراق.
وأضاف: "نطلب من باكستان ومن المقربين إليها أن لا ترى مصالحها في الحرب، بل أن تعمل مع أفغانستان لحلحلة كافة المشاكل التي تواجهها المنطقة بأسرها وليس أفغانستان".
كما ذكر حكمتيار أن القوات الدولية العاملة في أفغانستان غير قادرة على إحلال الأمن في بلادنا، لذا ندعو إلى التساند مع بعض لأجل إحلال الأمن في بلادنا.
بدوره، قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إن اليوم يوم تاريخي حيث يجمع قيادة البلاد في اجتماع عقد بمناسبة قدوم حكمتيار بعد أن نجحت المصالحة بين الحكومة والحزب، مشددا على أن أحباب بلادنا اليوم فرحون بهذه المناسبة، وأعداءها مستاؤون.
كما طلب غني من الشعب الأفغاني الوقوف مع الحكومة لأجل إنجاح المصالحة الأفغانية، وهنأ الشعب بهذه المناسبة التي وصفها بالتاريخية.
وأمس الأربعاء، أعلنت الحكومة الأفغانية أنها أطلقت سراح 55 سجينًا من عناصر الحزب الإسلامي، بموجب اتفاق السلام مع حكمتيار.
ودخل حكمتيار، اليوم، إلى كابول وسط حشود كبيرة وفي ظل إجراءات أمنية مكثفة في العاصمة الأفغانية وأطرافها. ويتوقع أن يلتقي بالرئيس الأفغاني في القصر الرئاسي بعد ظهر اليوم، ويناقش معه الوضع الراهن في البلاد. كما احتشد آلاف من أنصاره في العاصمة كابول، قادمين من مختلف الأقاليم الأفغانية.
وتقول مصادر رسمية إن الحكومة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن حكمتيار وأنصاره، وللترحيب به في القصر الرئاسي.
كما يتوقع أن يظهر حكمتيار في اجتماع كبير يوم غد، الجمعة، ويتوقع أن يشارك فيه نحو مليون شخص من أنصاره، وفق الناطق باسم الحزب، قريب الرحمن سعيد.
وزين أنصار حكمتيار شوارع العاصمة والطرق المؤدية إليها بلافتات وصور حكمتيار وأعلام الحزب وأفغانستان، فيما قام المعارضون له بتمزيق صوره ولافتات ترحب به الليلة الماضية.
وبثت عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر مجموعة من الشبان يقومون بحرق صور حكمتيار، ويتحدّون بأنهم معارضون له بحكم أنه كان أحد أطراف الحرب الأهلية في البلاد بعد هزيمة الروس.
في الأثناء، قالت مصادر أمنية أفغانية إن الاستخبارات الأفغانية أحبطت ثلاثة أعمال تفجيرية في مختلف مناطق العاصمة، وإنها اعتقلت أحد القياديين في شبكة حقاني الموالية لطالبان يدعى أحمد الله، المعروف في الأوساط الجهادية باسم علي.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، وقع حكمتيار اتفاق سلام تاريخيّاً مع الرئيس غني.
وفي أعقاب الاتفاق، عاد معظم أنصار حكمتيار الى البلاد، بمن فيهم نجله، حبيب الرحمن حكمتيار، بعد أن كانوا يقيمون بمخيمات اللاجئين الباكستانية.
ومنذ 14 عامًا، يقاتل "الحزب الإسلامي" الحكومة في مناطق مختلفة من أرجاء البلاد، ونفذ هجمات انتحارية استهدفت القوات الأفغانية والأجانب خاصة في كابول، قبل أن يبرم اتفاق سلام مع الحكومة العام الماضي.