يمرّ حكم الساحة الدولي الجزائري مهدي عبيد شارف، بأصعب الظروف خلال مشواره في مجال التحكيم، بسبب الهجوم الكاسح والانتقادات اللاذعة التي تعرض لها، بسبب إثارته الجدل عندما احتسب ركلتي جزاء لمصلحة فريق الأهلي المصري في مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الترجي التونسي، التي انتهت بفوز الفريق المصري بنتيجة (3 – 1) على ملعب برج العرب في مدينة الإسكندرية المصرية يوم الجمعة الماضي.
وتم توجيه سيل من الانتقادات والاتهامات الخطيرة للحكم الجزائري، وأبرزها اتهامه بتلقي رشوة من طرف النادي المصري، ومجاملة هذا الأخير خلال تلك المباراة المثيرة للجدل. كما تعرض الحكم أيضاً لهجوم من مسؤولي فريق الترجي التونسي وكذا وسائل الإعلام التونسية، فضلاً عن الجماهير التونسية وحتى الجزائرية التي بدت محبطة وغاضبة من أداء الحكم عبيد شارف، الذي تسبب بحسبها في هزيمة الترجي، بسبب الأخطاء التي ارتكبها خلال المباراة وخاصة في ما يتعلق بركلتي الجزاء اللتين احتسبهما لصالح الأهلي.
وكشفت مصادر قريبة من الحكم عبيد شارف لـ "العربي الجديد"، بأن الحكم تحت تأثير الصدمة حالياً، بسبب الإحباط الذي يتملكه منذ تلك المباراة. وبحسب المصادر نفسها فإن عبيد شارف، يرى أن الانتقادات التي طاولته من طرف نادي الترجي ومسؤوليه وجماهيره، وكذلك وسائل الإعلام التونسية، تبدو منطقية بسبب إحساسهم بجسامة الأضرار التي لحقت بهم خلال تلك المباراة.
لكنه صدم في المقابل، برد فعل الجماهير الجزائرية التي هاجمته ووصفته بأوصاف قبيحة. وأوضحت المصادر ذاتها بأن عبيد شارف مقتنع تماماً بأنه أدار المباراة بالطريقة المناسبة، ولم يتعمد أبداً إلحاق الضرر بأي فريق كان. وأشارت ذات المصادر، إلى أن الجدل يمكن أن يحوم فقط حول ركلة الجزاء الثانية، التي احتسبها بخطأ من القائمين على تقنية الفيديو، الذين لم يظهروا له شريط اللقطة كاملة، بل فقط لحظة سقوط مهاجم الأهلي المصري في منطقة الجزاء.
كما نقلت المصادر نفسها عن الحكم، بأنه يمكنه تقبل كل الانتقادات التي طاولته، إلا اتهامه بتعاطي الرشوة أو الاشتراك في مؤامرة لإلحاق الهزيمة بفريق الترجي. وأوضحت أن الحكم الشاب البالغ من العمر 38 عاماً أدى مشواراً تحكيمياً جيداً منذ امتهانه التحكيم، كما شارك في الكثير من البطولات القارّية والعالمية، ويُعد أحد الحكام العرب والأفارقة القلائل الذين يشاركون في هذه البطولات، أو الذين خاضوا عدة دورات تدريبية للتحكم في تقنية الفيديو.
كما أنه يشارك بانتظام في كل الدورات التدريبية التي تجريها مختلف الاتحادات الكروية. وختمت المصادر تقول، بأنه بعد كل هذا لا يمكن للحكم عبيد شارف أن يغامر بمشواره التحكيمي بالتورط في ممارسات غير لائقة، وخاصة أنه يستعد للمشاركة في بطولة العالم للأندية التي ستجرى الشهر المقبل في الإمارات، فضلاً عن نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019، وحتى مونديال قطر 2022.