تتسارع وتيرة الترتيبات الهادفة إلى تأمين دخول حكومة الوفاق الليبية، برئاسة فائز السراج، إلى العاصمة طرابلس، لتكون مقراً لها، على الرغم من التعقيدات السياسية والأمنية. ضمن هذا السياق، يرجّح الخبير الليبي، عز الدين العقيل، أن تنتقل حكومة الوفاق الى طرابلس بحلول يوم الأحد المقبل. يشير العقيل، بناء على ما توفر لديه من معطيات، في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنه "سيتمّ تنظيم مواكب احتفال بالحكومة في القاعدة البحرية بطرابلس"، مضيفاً أن "المشاورات مستمرة حول مقرّ عمل الحكومة، إما من القاعدة البحرية نفسها في منطقة سوق الجمعة، أو في منطقة النخيل السياحية، في جرزون. وهو خيار يدافع عنه أحمد معيتيق (رئيس حكومة طرابلس)". وكان السراج قد أكد أن دخول حكومته إلى طرابلس مسألة أيام فقط.
ويلفت العقيل إلى أن "مجموعة أخرى من الكتائب المسلّحة أصدرت أمس الخميس، بياناً داعماً لحكومة الوفاق"، مؤكداً أن "قوة الردع (من أبرز التشكيلات العسكرية في طرابلس) هي القوة الأساسية المساندة لحكومة الوفاق بزعامة فائز السراج، بالإضافة إلى تشكيلات مسلّحة أخرى".
ويرى بأن "السؤال الأهم هو سيناريو ما بعد دخول طرابلس". ويلفت إلى "وجود فرضيتين، تقضي الأولى في تحويل المليشيات إلى جيش نظامي"، على حد قوله. ووفقاً للعقيل فإنّ هذا "السيناريو كارثي، يروّج له الأميركيون، كما أنه هناك شخصيات في المجلس الرئاسي تدفع في اتجاه هذا الخيار". أما الفرضية الثانية، فيشير العقيل إلى أنها تقوم على "خطة ألمانية تقضي بتدريب قوات ليبية في تونس، على أن تدخل بعد ذلك إلى ليبيا، لأنه يستحيل القيام بذلك في ليبيا، بعد الاعتداءات المتكررة على مدارس التكوين (التأهيل) على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
ويُرجّح العقيل أن "تتوجّه الحكومة إلى طرابلس جواً عبر مطار معيتيقة، الذي يسيطر عليه رئيس لجنة الترتيبات الأمنية عبد الرحمان الطويل، المقرّب من مليشيات عدة". أما في شرق ليبيا، فيتوقّع العقيل أنه "سيتم التوصل إلى اتفاق مع (اللواء خليفة) حفتر".
اقرأ أيضاً طريق وعرة لحكومة السراج: كوبلر يسقط في أول امتحان
وتبدو الصورة في طرابلس غير مكتملة حول حجم التأييد العسكري للسراج وحكومته، في مقابل القوى التي أعلنت عن رفضها دخوله طرابلس. وأعلنت "كتائب ثوار ليبيا"، من مختلف المدن عن تشكيل غرفة عمليات موحّدة من جميع مناطق ليبيا، لمساندة الأجهزة الأمنية والعسكرية في حفظ الأمن والاستقرار داخل العاصمة وخارجها.
واجتمعت هذه الفصائل بمقرّ ديوان رئاسة الوزراء بمدينة طرابلس، يوم الأربعاء، وأصدرت بياناً يُشدّد على "رفض الفصائل أي محاولة لإدخال أي حكومة لم يتوافق عليها الليبيون، وتكوين قوة عسكرية مسلحة لفتح وتأمين الطرق وكل مؤسسات الدولة، ومصادر رزق الليبيين المتمثلة في الحقول والموانئ النفطية"، بحسب نص البيان.
ومن المتوقع أن تبدأ حكومة السراج، في حال تمكنها من الاستقرار داخل طرابلس، في محاولة معالجة ملفات عدة، أمنية وسياسية واقتصادية، وكلها شؤون مستعجلة، غير أنها لا تملك كل مفاتيحها، تحديداً السيطرة على الموارد الطبيعية والمالية والعسكرية. كما لا يُعرف كيف سيكون الدعم الدولي للسراج على أرض الواقع، مع بداية العدّ التنازلي لمهلة الأيام القليلة التي أعلنها الأخير مع المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر.
وللإشارة إلى حجم الفوضى السياسية المسيطرة على المشهد الليبي، وحجم اختلاف وجهات النظر حول مخرج الأزمة، دعا "حراك العودة للشرعية الدستورية" في إقليم برقة، يوم الأربعاء الماضي، إلى مبايعة الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي "ملكاً لليبيا".
كما أن العاصمة الليبية طرابلس شهدت خلال الأيام الأخيرة حملة إعلامية كبيرة، تنادي بعودة الشرعية الدستورية، وعُلّقت ملصقات إعلانية في شوارع المدينة، تدعو لعودة النظام الملكي في ليبيا. ويعتقد مساندو هذه الفكرة، أنها السبيل الوحيد للعودة إلى الدستور الأصلي وإنهاء حالة الانقسام.
من جهة أخرى، يواجه السراج مشكلة داخل مجلسه الرئاسي، إذ يصرّ العضوان المنسحبان، عمر الأسود وعلي القطراني على موقفيهما. وبعد رسالة الأسود، الأربعاء، وجّه القطراني الداعم لحفتر، رسالة إلى السراج، جاء فيها أنه "لم نر فيكم حرصاً ومحافظة على التوافق، ولم نر فيكم حرصاً على وحدة الوطن، ولم نر فيكم جدية لبناء دولة قوية تُبنى على جيش وشرطة نظامييْن محترفيْن". واتهم القطراني السراج ضمنياً بالانحياز لطرابلس.
اقرأ أيضاً لقاء الفرصة الأخيرة: جوار ليبيا يدعم السراج لتجنّب التدخّل
ويرى بأن "السؤال الأهم هو سيناريو ما بعد دخول طرابلس". ويلفت إلى "وجود فرضيتين، تقضي الأولى في تحويل المليشيات إلى جيش نظامي"، على حد قوله. ووفقاً للعقيل فإنّ هذا "السيناريو كارثي، يروّج له الأميركيون، كما أنه هناك شخصيات في المجلس الرئاسي تدفع في اتجاه هذا الخيار". أما الفرضية الثانية، فيشير العقيل إلى أنها تقوم على "خطة ألمانية تقضي بتدريب قوات ليبية في تونس، على أن تدخل بعد ذلك إلى ليبيا، لأنه يستحيل القيام بذلك في ليبيا، بعد الاعتداءات المتكررة على مدارس التكوين (التأهيل) على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
ويُرجّح العقيل أن "تتوجّه الحكومة إلى طرابلس جواً عبر مطار معيتيقة، الذي يسيطر عليه رئيس لجنة الترتيبات الأمنية عبد الرحمان الطويل، المقرّب من مليشيات عدة". أما في شرق ليبيا، فيتوقّع العقيل أنه "سيتم التوصل إلى اتفاق مع (اللواء خليفة) حفتر".
اقرأ أيضاً طريق وعرة لحكومة السراج: كوبلر يسقط في أول امتحان
وتبدو الصورة في طرابلس غير مكتملة حول حجم التأييد العسكري للسراج وحكومته، في مقابل القوى التي أعلنت عن رفضها دخوله طرابلس. وأعلنت "كتائب ثوار ليبيا"، من مختلف المدن عن تشكيل غرفة عمليات موحّدة من جميع مناطق ليبيا، لمساندة الأجهزة الأمنية والعسكرية في حفظ الأمن والاستقرار داخل العاصمة وخارجها.
واجتمعت هذه الفصائل بمقرّ ديوان رئاسة الوزراء بمدينة طرابلس، يوم الأربعاء، وأصدرت بياناً يُشدّد على "رفض الفصائل أي محاولة لإدخال أي حكومة لم يتوافق عليها الليبيون، وتكوين قوة عسكرية مسلحة لفتح وتأمين الطرق وكل مؤسسات الدولة، ومصادر رزق الليبيين المتمثلة في الحقول والموانئ النفطية"، بحسب نص البيان.
وللإشارة إلى حجم الفوضى السياسية المسيطرة على المشهد الليبي، وحجم اختلاف وجهات النظر حول مخرج الأزمة، دعا "حراك العودة للشرعية الدستورية" في إقليم برقة، يوم الأربعاء الماضي، إلى مبايعة الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي "ملكاً لليبيا".
كما أن العاصمة الليبية طرابلس شهدت خلال الأيام الأخيرة حملة إعلامية كبيرة، تنادي بعودة الشرعية الدستورية، وعُلّقت ملصقات إعلانية في شوارع المدينة، تدعو لعودة النظام الملكي في ليبيا. ويعتقد مساندو هذه الفكرة، أنها السبيل الوحيد للعودة إلى الدستور الأصلي وإنهاء حالة الانقسام.
من جهة أخرى، يواجه السراج مشكلة داخل مجلسه الرئاسي، إذ يصرّ العضوان المنسحبان، عمر الأسود وعلي القطراني على موقفيهما. وبعد رسالة الأسود، الأربعاء، وجّه القطراني الداعم لحفتر، رسالة إلى السراج، جاء فيها أنه "لم نر فيكم حرصاً ومحافظة على التوافق، ولم نر فيكم حرصاً على وحدة الوطن، ولم نر فيكم جدية لبناء دولة قوية تُبنى على جيش وشرطة نظامييْن محترفيْن". واتهم القطراني السراج ضمنياً بالانحياز لطرابلس.
اقرأ أيضاً لقاء الفرصة الأخيرة: جوار ليبيا يدعم السراج لتجنّب التدخّل