كرسيّ مصنوع من الجلد وحقيبة مليئة بأدوات الحلاقة هي كلّ ما تبقى لأبو مازن من الصالون، الذي عمل فيه طوال واحد وعشرين عاماً. صالون ورثه عن أبيه مع المهنة التي أتقنها.
في كلّ صباح يضع الرجل الخمسيني الكرسيّ وعدة الحلاقة على الرصيف المقابل لحديقة الرازي، وسط مدينة حلب (شمال سورية)، وينتظر زبائنه من المارة ليحلق لهم في الهواء الطلق.
يحكي أبو مازن لزبائنه مصاعب الحياة اليومية، التي يعانيها وأسرته في مركز الإيواء في المدينة الجامعية. كذلك، يتعمد إظهار مهاراته في الحلاقة أمام المارة أملاً في تشجيع المزيد من الزبائن على الإقبال. يقول: "البعض يخجل من الحلاقة أمام أعين الناس، معظم زبائني من الفقراء والدراويش لأنّ أسعاري أفضل".
يقول عبد الله، وهو أحد زبائن أبو مازن: "أفضّل الحلاقة عنده لأنّ أسعاره منخفضة مقارنة بصالونات الحلاقة. هو يطلب ربع كلفة الحلاقة في الصالونات لا أكثر. هو أيضاً رجل لطيف".
نزح أبو مازن مع ولديه وزوجته إلى أحد مراكز النزوح في أحياء حلب الغربية، بعدما خسر محل الحلاقة ومنزله بالقصف عام 2013. بدأ البحث من أجل استئجار مكان يعمل فيه مجدداً، إلاّ أنّه لم يكن قادراً على دفع تكاليفه بسبب غلاء الإيجار. يقول: "طلب مني أن أدفع ستة أشهر مقدماً. وهو ما يفوق طاقتي. في يوم من الأيام وكنت قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من اليأس، فرأيت جاري السابق الذي كان يعمل عطاراً يبيع عطوراته على حافة أحد الأرصفة. فقررت أن أفعل مثله لأكسب رزقي".
أبو مازن واحد من عشرات الحلاقين الذين يعملون في الهواء الطلق في شوارع مدينة حلب وحدائقها، إلاّ أنّ عملهم يصبح أكثر صعوبة مع اقتراب فصل الشتاء الذي يقلّ فيه عدد الزبائن. في الأيام الماطرة ينصب أبو مازن مظلة بلاستيكية صغيرة ويعمل تحتها. يقول: "في الشتاء، أخبّئ العدة في الحقيبة بسبب المطر، وأفتحها وأغلقها كلّما جاء زبون جديد. وفي الأيام الباردة جداً لا يكون لدي أمل باستقبال الزبائن، لذا لا أخرج إلى العمل".
ظاهرة العمل في شوارع مدينة حلب انتشرت مع اضطرار الأهالي إلى النزوح من منازلهم ومحالهم التجارية، وتحولت الأرصفة إلى ما يشبه الأسواق المفتوحة. يقول غياث، وهو طالب جامعي يعيش في حلب: "يمكنك أن تجد أيّ شيء تحتاجه عند باعة الأرصفة، الأطعمة والألبسة والعطورات. هناك من يقدم خدمات متنوعة كحمل المياه وإصلاح الأعطال. بل هناك أيضاً من يقرأ لك القرآن مقابل المال".
اقــرأ أيضاً
في كلّ صباح يضع الرجل الخمسيني الكرسيّ وعدة الحلاقة على الرصيف المقابل لحديقة الرازي، وسط مدينة حلب (شمال سورية)، وينتظر زبائنه من المارة ليحلق لهم في الهواء الطلق.
يحكي أبو مازن لزبائنه مصاعب الحياة اليومية، التي يعانيها وأسرته في مركز الإيواء في المدينة الجامعية. كذلك، يتعمد إظهار مهاراته في الحلاقة أمام المارة أملاً في تشجيع المزيد من الزبائن على الإقبال. يقول: "البعض يخجل من الحلاقة أمام أعين الناس، معظم زبائني من الفقراء والدراويش لأنّ أسعاري أفضل".
يقول عبد الله، وهو أحد زبائن أبو مازن: "أفضّل الحلاقة عنده لأنّ أسعاره منخفضة مقارنة بصالونات الحلاقة. هو يطلب ربع كلفة الحلاقة في الصالونات لا أكثر. هو أيضاً رجل لطيف".
نزح أبو مازن مع ولديه وزوجته إلى أحد مراكز النزوح في أحياء حلب الغربية، بعدما خسر محل الحلاقة ومنزله بالقصف عام 2013. بدأ البحث من أجل استئجار مكان يعمل فيه مجدداً، إلاّ أنّه لم يكن قادراً على دفع تكاليفه بسبب غلاء الإيجار. يقول: "طلب مني أن أدفع ستة أشهر مقدماً. وهو ما يفوق طاقتي. في يوم من الأيام وكنت قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من اليأس، فرأيت جاري السابق الذي كان يعمل عطاراً يبيع عطوراته على حافة أحد الأرصفة. فقررت أن أفعل مثله لأكسب رزقي".
أبو مازن واحد من عشرات الحلاقين الذين يعملون في الهواء الطلق في شوارع مدينة حلب وحدائقها، إلاّ أنّ عملهم يصبح أكثر صعوبة مع اقتراب فصل الشتاء الذي يقلّ فيه عدد الزبائن. في الأيام الماطرة ينصب أبو مازن مظلة بلاستيكية صغيرة ويعمل تحتها. يقول: "في الشتاء، أخبّئ العدة في الحقيبة بسبب المطر، وأفتحها وأغلقها كلّما جاء زبون جديد. وفي الأيام الباردة جداً لا يكون لدي أمل باستقبال الزبائن، لذا لا أخرج إلى العمل".
ظاهرة العمل في شوارع مدينة حلب انتشرت مع اضطرار الأهالي إلى النزوح من منازلهم ومحالهم التجارية، وتحولت الأرصفة إلى ما يشبه الأسواق المفتوحة. يقول غياث، وهو طالب جامعي يعيش في حلب: "يمكنك أن تجد أيّ شيء تحتاجه عند باعة الأرصفة، الأطعمة والألبسة والعطورات. هناك من يقدم خدمات متنوعة كحمل المياه وإصلاح الأعطال. بل هناك أيضاً من يقرأ لك القرآن مقابل المال".