شهدت محافظة أبين، جنوبي اليمن، مساء الأربعاء، تصعيداً عسكرياً واسعاً بين القوات الموالية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً، بالتزامن مع معارك عنيفة بين الجيش اليمني والحوثيين في محافظة البيضاء، وسط البلاد.
وقال مصدر عسكري حكومي لـ"العربي الجديد" إن معارك هي الأعنف على الإطلاق شهدتها مناطق الطرية، الشيخ سالم، وادي حسان، قرن الكلاسي، بمحافظة أبين، بعد هجوم بري شنته القوات الانفصالية على مواقع القوات الحكومية.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن الأيام الماضية كانت جبهات أبين تشهد خروقات وتبادلاً للقصف المدفعي، لكن معارك عنيفة اندلعت اليوم وسط زحوفات برية هي الأولى من نوعها منذ تفعيل اتفاق الرياض، أواخر يوليو/ تموز الماضي.
وأعلنت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي، في تدوينة على حسابها بموقع "تويتر"، أن "القوات الجنوبية، تحولت من وضعية الدفاع الصلب إلى الهجوم الأشد فتكا"، بحسب تعبيرها، وذلك غداة الدفع بتعزيزات ضاربة إلى جبهة الشيخ سالم، شرق مدينة زنجبار، عاصمة أبين.
إلى ذلك، اتهم المتحدث العسكري للقوات الانفصالية بأبين، محمد النقيب، ما سماها بـ"مليشيا حزب الإصلاح"، بشن قصف مدفعي مكثف على مواقع قواتها في القطاع الأيمن بمحافظة أبين.
وقال المسؤول العسكري الانفصالي، في تدوينة على "تويتر"، إن القوات الجنوبية تعاملت مع هذا التصعيد بقوة وحزم، رغم تطبيقها لأقصى درجات ضبط النفس.
ويقول حلفاء الإمارات إن القوات الحكومية الموالية للشرعية، دفعت بـ4 تشكيلات عسكرية من مأرب والبيضاء، إلى محافظة أبين، بهدف تفجير الوضع عسكريا، وزعموا أن من بين تلك القوات عناصر من تنظيم القاعدة.
وقد يؤدي التصعيد العسكري الجديد إلى نسف الملف العسكري باتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، والذي من المفترض أن يتم تنفيذه بالتزامن مع مشاورات تشكيل حكومة التوافق المرتقبة.
ولم يصدر أي تعليق من لجنة التنسيق والارتباط السعودية التي وصلت عدن لتنفيذ الاتفاق خلال اليومين الماضيين. ووفقا لمصادر "العربي الجديد"، فإن اللجنة لم تحقق أي اختراقات بالملف العسكري، بعد أيام من زعم السفير السعودي، محمد آل جابر، بأنها باشرت مهامها في الإشراف على إعادة تموضع القوات المتنازعة بمحافظة أبين.
وأبدت مصادر حكومية تخوفها من مراوغة المجلس الانتقالي بالملف العسكري من اتفاق الرياض، وذلك بالذهاب إلى مهاجمة القوات الشرعية بمزاعم وصول تعزيزات لها من مأرب والبيضاء، اللتين تشهدان معارك عنيفة مع الحوثيين.
معارك البيضاء
وفي المحافظات الشمالية، تشهد البيضاء، وسط البلاد، معارك طاحنة بين الجيش الوطني الموالي للشرعية وجماعة الحوثيين التي أعلنت أمس الثلاثاء السيطرة على مديرية ولد ربيع، رغم النفي الحكومي.
وأعلن قائد محور البيضاء العسكري الموالي للشرعية، عبد الرب الأصبحي، أن قواته نفذت عدة عمليات عسكرية في جبهات "قانية" بهدف استنزاف الحوثيين، وزعم أن خسائر الجماعة لا حصر لها.
وتحدث المسؤول العسكري عن مقتل 60 عنصراً خلال الـ48 ساعة الماضية، فضلاً عن خسائر مادية، وذلك بنيران الجيش الوطني وغارات التحالف السعودي الإماراتي وفقاً لبيان نشرته وكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية .
ولم تعلن جماعة الحوثي رسمياً أي حصيلة لخسائرها في محافظة البيضاء، وعادة ما تتكتم على قتلاها في المعارك التي تدور على أكثر من جبهة مع القوات الحكومية.