ردّت حركة "حماس" على مزاعم إسرائيلية نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حول تمويل الذراع العسكرية للحركة، تنظيم "داعش" في شبه جزيرة سيناء، معتبرة أنها "مجرد أكاذيب".
وقال القيادي في "حماس" والنائب عنها في المجلس التشريعي، يحيى موسى لـ"العربي الجديد"، المزاعم الإسرائيلية "مجرد أكاذيب، لا أساس لها من الصحة"، مؤكداً أنّ "أساس الإرهاب والجريمة هو الاحتلال الإسرائيلي".
ولفت موسى إلى أنّ "هذا صراع مفتوح مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو يحاول استخدام كافة أشكال الدعاية ليظهر وكأنه جزء من الحرب على الإرهاب وغيره الذي يضرب العالم، ويريد أنّ يستغل ما جرى في باريس وغيرها للترويج لنفسه وروايته".
وأضاف: "من الواضح أنّ هذا الترويج يهدف لتشديد الخناق على حركة "حماس"، وهو يبحث عن كل المبررات لتعزيز أكاذيبه"، مشيراً إلى أنّ "الدولة الصهيونية هي التي أنتجت التطرف الموجود في العالم والعدو الصهيوني هو منبع الإرهاب في العالم، وهو يتحدث عن ظواهر هي رد فعل على وجود هذا الاحتلال، والمقاومة ظهرت للدفاع عن الشعب الفلسطيني، وهي بغطاء أخلاقي والاحتلال يحاول إزاحة الإرهاب عن نفسه وتلفيقه للمقاومة الفلسطينية".
كلام موسى، جاء رداً على ما نشره المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان اليوم الأحد، واعتماداً على "أجهزة الأمن الإسرائيلية، حيث ادعى أن الذراع العسكرية لحركة "حماس"، يحتفظ بمنظومة اقتصادية مستقلة عن الجهاز المالي لحكومة "حماس" في قطاع غزة، ويقوم بتحويل أموال، لتمويل تنظيم "داعش" في شبه جزيرة سيناء بمساعدة تمويل يحصل عليه من إيران.
وبحسب مزاعم فيشمان، فإن "الجناح العسكري لحماس، حوّل بحسب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، عشرات آلاف الدولارات لتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء ضمن التعاون بين الطرفين، وذلك مقابل مساعدة داعش للذراع العسكرية في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة".
وطبقاً لتقرير "يديعوت أحرونوت"، فإن "تنظيم داعش، سلًم لحماس كميات كبيرة من المتفجرات التي تحتاجها لتصنيع الصواريخ والقذائف، ناهيك عن تمويل شراء وتهريب عتاد عسكري آخر تحتاجه لغرض بناء بنى تحتية عسكرية".
وادعت الصحيفة أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية تشير في هذا السياق إلى المفارقة في هذا التعاون بحجة أن التمويل يأتي من إيران التي تحارب داعش في سورية والعراق".
اقرأ أيضاً:"كتائب القسّام": قدرات تتنامى وتؤرق الاحتلال
ومرّرت الصحيفة ادعاءات النظام المصري، بأنه لولا المساعدات المهنية التي تقدمها حماس لتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء لما تحول مقاتلوه في سيناء من مجرد "بدو" يحملون أسلحة خفيفة إلى تنظيم عسكري مدرب ومسلح قوامه 800 عنصر.
وتشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أنه في حال اندلاع مواجهة جديدة مع الاحتلال فسيتحول تنظيم "داعش" في القطاع وفي سيناء إلى قوة مقاتلة في صفوف "حماس" ضد جيش الاحتلال.
وكانت مصادر وجهات عسكرية إسرائيلية مختلفة كانت قد أعربت في الأسابيع الأخيرة عن قلق إسرائيلي من اقتراب تنظيم "داعش" من الحدود الإسرائيلية، وخاصة في شبه جزيرة سيناء، وفي الجولان السوري المحتل.
هذه التصريحات تناسبت مع محاولات حكومة الاحتلال توظيف واستغلال اعتداءات باريس لضرب المقاومة الفلسطينية وانتفاضة القدس، بحجة أن منفذي العمليات في الانتفاضة، وإن كانوا أفرادا غير منظمين إلا أنهم مدفوعون بفعل التحريض الذي تمارسه "حماس" والسلطة الفلسطينية ، وخاصة بعد تأكيد الجانب الفلسطيني على محاولات الاحتلال تكريس تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى المبارك.
وفي هذا الشأن، تدعي إسرائيل أن "حماس"، تعتبر علاقتها مع "داعش" سيناء، "رافعة مهمة من شأنها أن تخفف من حدة الضغط المصري على قطاع غزة. وأن حماس تشكل في الحرب بين نظام الانقلاب في مصر وبين "داعش سيناء" عمقا استراتيجيا ولوجيستيا.
وقد قامت الحركة وفق الادعاءات الإسرائيلية مؤخرا بإيفاد أطقم طبية وسيارات إسعاف إلى عمق صحراء سيناء لمساعدة مقاتلي "داعش" الذين أصيبوا في العمليات الأخيرة، ولم يتمكن التنظيم من إدخالهم للقطاع لتلقي العلاج في غزة.
ويدعي الاحتلال أن حركة حماس تزود "داعش سيناء" ليس فقط بالأسلحة والعتاد وإنما أيضا بخبراء في التدريب العسكري، ناهيك عن تزويد التنظيم بصواريخ مضادة للطائرات قبل نحو نصف عام من طراز "كورنيت"، ومنصات لإطلاق قذائف من السيارات.
كما يزعم، وفق تقرير "يديعوت أحرونوت" أن "هناك علاقات بين قادة التنظيمين وأن زعيم تنظيم داعش في سيناء المطلوب للسلطات المصرية، شادي المنيعي يمكث في قطاع غزة منذ مطلع العام 2015، علما بأنه كان قائد كتائب "أنصار بيت المقدس" قبل انضمامه لـ"داعش".
اقرأ أيضاً:حماس تدعو أهالي القدس إلى تفعيل المقاومة فيها