03 مارس 2022
حنتوش الفلسطيني يهزم ميسّي
ليس رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، وحده الغاضب من النجم العالمي ليونيل ميسّي، فالطفلة الفلسطينية، صالحة حمدين، غاضبة من لاعب برشلونة الإسباني، وحارس المرمى الفلسطيني، حنتوش، غاضب أيضاً منه، والأهم أن كل الفلسطينيين غاضبون من إسرائيل التي تستغل الرياضة للتسلل وتسديد أهداف مزوّرة في مرمى الجغرافيا والتاريخ.
يوم الجمعة الماضي، عادت سيرة ميسّي مع الفلسطينيين إلى واجهة الأخبار، عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إيقاف الرجوب مدة عام، وتغريمه 20 ألف فرنك سويسري، بتهمة انتهاك القوانين الانضباطية المتعلقة "بالتحريض على الكراهية والعنف"، بعد مطالبته المشجعين بحرق قمصان ليونيل ميسّي وصوره، في حال لعب المنتخب الأرجنتيني مباراة ودّية أمام نظيره الإسرائيلي كانت مقرّرة في القدس المحتلة يوم التاسع من يونيو/ حزيران الماضي، استعداداً لمونديال روسيا. طبعاً ألغى المنتخب الأرجنتيني المباراة بفعل الاحتجاج الفلسطيني، ذلك أن إسرائيل كانت ستستغل الحدث الرياضي لترويج القدس عاصمة أبدية وموحدة لها.
أما صالحة حمدين، وهي طفلة بدوية من فلسطين، فغاضبة كذلك من ميسّي الذي وعدها، في آخر لقاء كروي جمع بينهما، بالحضور إلى فلسطين، واللعب ودياً مع فريق مدرسة القصب. نشأت العلاقة بين الطفلة وميسي في سطور قصة خيالية، بعنوان "حنتوش"، كتبتها صالحة، ونالت بها جائزة "هانز كريستيان الدولية للقصة الخيالية" من بين ألف ومائتي عمل من جميع أنحاء العالم. والقصة بكاملها من دون أي تصرّف:
اسمي "صالحة"، أنا من مدرسة (عرب الجهالين)، أعيش في خيمة صغيرة في (وادي أبو هندي)، عمري 14 سنة. في النهار أدرس في مدرسة القصب، وقد صنعوها من القصب، لأن الجنود أعلنوا أن أرضنا منطقة عسكرية مغلقة، حيث يتدرّبون على إطلاق النار في منطقة الزراعة. تعيش معنا في الخيمة سبعون نعجة، وأقوم أنا بحلبها، بعد أن أعود من المدرسة، وأصنع الجبن ثم أبيعه لأهل المدينة.
الطريق هنا وعرة، لأن الجنود يمنعوننا من تعبيدها، ويتدرّبون على إطلاق النار في الليل، وأنا أكره صوت الرصاص، أكاد أجنّ منه، فأهرب، نعم أهرب. لا يوجد لديّ دراجة هوائية، لأن الطريق وعرة، ولا سيارة عندي، ولا طيارة، لكن عندي شيء أستخدمه للهروب. اقتربوا، اقتربوا، سأوشوشكم سراً، عندي خروف يطير اسمه "حنتوش"، لونُه أسود، وأذناه طويلتان، له جناحان سرّيان يخبئهما داخل الصوف، ويخرجهما حين أهمس في أذنيه: يا حنتوش يا خروف، أطلع جناحيك من تحت الصوف. أغني في أذنيه، فيما يبدأ الجنود بالتدرّب على إطلاق الرصاص، وأركبه ويطير بي، والبارحة هربنا إلى برشلونة. سنقول لكم شيئاً، في (وادي أبو هندي) لا يوجد ملاعب أصلاً، لأن الأرض مزروعةٌ بالألغام. وفي (برشلونة) قابلنا "ميسّي" صاحب الأهداف الكبيرة، لعبنا معه لساعات طويلة، خروفي "حنتوش" كان واقفاً حارساً للمرمى، وأنا أهاجم"ميسّي" وفريقه، أدخلنا في مرماهم خمسة أهداف. أراد "ميسّي" أن يضمّني أنا و "حنتوش" إلى فريق (برشلونة)، لكننا رفضنا، نريد أن نعود إلى (أبو هندي)، لأن الأغنام هناك تنتظرني، فلا يذهب أحد غيري ليحلبها، فأبي في السجن منذ ست سنوات، وبقي له تسع عشرة سنة. سأقول لكم سرّاً: أخبرني "ميسّي" أنه سيزور (وادي أبو هندي) بعد سنتين. سنقيم مونديال 2018 في (وادي أبو هندي)، سننظف معاً الأرض من الألغام، وسنبني أكبر ملعبٍ في العالم، وسنسميه "ملعب حنتوش"، وسيكون الخروف شعار المونديال. وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في (وادي أبو هندي)، نحن جميعاً بانتظاركم.
.. انتهت قصة صالحة المُتخيلة مع ميسّي الذي يفضل اللعب مع "إسرائيل"، بدلاً من مواجهة منتخب مدرسة القصب. وانتهت كذلك قصة الرجوب مع ميسّي، على قساوة العقوبة التي أقرَّها "فيفا". أما قضية صالحة وأبيها المعتقل، وكل الفلسطينيين، مع إسرائيل، فلا تبدو لها نهاية قريبة، ما دامت جرّافات الاحتلال تقتلع خيمهم ومدارسهم، وتزرع ملاعبهم بالألغام، وتحيل أحلام أطفالهم إلى كوابيس.
يوم الجمعة الماضي، عادت سيرة ميسّي مع الفلسطينيين إلى واجهة الأخبار، عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إيقاف الرجوب مدة عام، وتغريمه 20 ألف فرنك سويسري، بتهمة انتهاك القوانين الانضباطية المتعلقة "بالتحريض على الكراهية والعنف"، بعد مطالبته المشجعين بحرق قمصان ليونيل ميسّي وصوره، في حال لعب المنتخب الأرجنتيني مباراة ودّية أمام نظيره الإسرائيلي كانت مقرّرة في القدس المحتلة يوم التاسع من يونيو/ حزيران الماضي، استعداداً لمونديال روسيا. طبعاً ألغى المنتخب الأرجنتيني المباراة بفعل الاحتجاج الفلسطيني، ذلك أن إسرائيل كانت ستستغل الحدث الرياضي لترويج القدس عاصمة أبدية وموحدة لها.
أما صالحة حمدين، وهي طفلة بدوية من فلسطين، فغاضبة كذلك من ميسّي الذي وعدها، في آخر لقاء كروي جمع بينهما، بالحضور إلى فلسطين، واللعب ودياً مع فريق مدرسة القصب. نشأت العلاقة بين الطفلة وميسي في سطور قصة خيالية، بعنوان "حنتوش"، كتبتها صالحة، ونالت بها جائزة "هانز كريستيان الدولية للقصة الخيالية" من بين ألف ومائتي عمل من جميع أنحاء العالم. والقصة بكاملها من دون أي تصرّف:
اسمي "صالحة"، أنا من مدرسة (عرب الجهالين)، أعيش في خيمة صغيرة في (وادي أبو هندي)، عمري 14 سنة. في النهار أدرس في مدرسة القصب، وقد صنعوها من القصب، لأن الجنود أعلنوا أن أرضنا منطقة عسكرية مغلقة، حيث يتدرّبون على إطلاق النار في منطقة الزراعة. تعيش معنا في الخيمة سبعون نعجة، وأقوم أنا بحلبها، بعد أن أعود من المدرسة، وأصنع الجبن ثم أبيعه لأهل المدينة.
الطريق هنا وعرة، لأن الجنود يمنعوننا من تعبيدها، ويتدرّبون على إطلاق النار في الليل، وأنا أكره صوت الرصاص، أكاد أجنّ منه، فأهرب، نعم أهرب. لا يوجد لديّ دراجة هوائية، لأن الطريق وعرة، ولا سيارة عندي، ولا طيارة، لكن عندي شيء أستخدمه للهروب. اقتربوا، اقتربوا، سأوشوشكم سراً، عندي خروف يطير اسمه "حنتوش"، لونُه أسود، وأذناه طويلتان، له جناحان سرّيان يخبئهما داخل الصوف، ويخرجهما حين أهمس في أذنيه: يا حنتوش يا خروف، أطلع جناحيك من تحت الصوف. أغني في أذنيه، فيما يبدأ الجنود بالتدرّب على إطلاق الرصاص، وأركبه ويطير بي، والبارحة هربنا إلى برشلونة. سنقول لكم شيئاً، في (وادي أبو هندي) لا يوجد ملاعب أصلاً، لأن الأرض مزروعةٌ بالألغام. وفي (برشلونة) قابلنا "ميسّي" صاحب الأهداف الكبيرة، لعبنا معه لساعات طويلة، خروفي "حنتوش" كان واقفاً حارساً للمرمى، وأنا أهاجم"ميسّي" وفريقه، أدخلنا في مرماهم خمسة أهداف. أراد "ميسّي" أن يضمّني أنا و "حنتوش" إلى فريق (برشلونة)، لكننا رفضنا، نريد أن نعود إلى (أبو هندي)، لأن الأغنام هناك تنتظرني، فلا يذهب أحد غيري ليحلبها، فأبي في السجن منذ ست سنوات، وبقي له تسع عشرة سنة. سأقول لكم سرّاً: أخبرني "ميسّي" أنه سيزور (وادي أبو هندي) بعد سنتين. سنقيم مونديال 2018 في (وادي أبو هندي)، سننظف معاً الأرض من الألغام، وسنبني أكبر ملعبٍ في العالم، وسنسميه "ملعب حنتوش"، وسيكون الخروف شعار المونديال. وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في (وادي أبو هندي)، نحن جميعاً بانتظاركم.
.. انتهت قصة صالحة المُتخيلة مع ميسّي الذي يفضل اللعب مع "إسرائيل"، بدلاً من مواجهة منتخب مدرسة القصب. وانتهت كذلك قصة الرجوب مع ميسّي، على قساوة العقوبة التي أقرَّها "فيفا". أما قضية صالحة وأبيها المعتقل، وكل الفلسطينيين، مع إسرائيل، فلا تبدو لها نهاية قريبة، ما دامت جرّافات الاحتلال تقتلع خيمهم ومدارسهم، وتزرع ملاعبهم بالألغام، وتحيل أحلام أطفالهم إلى كوابيس.