تنطلق في الدوحة، اليوم السبت، جلسات جديدة للحوار الأفغاني - الأفغاني بمشاركة جميع أطراف الأزمة الأفغانية، بمن فيهم ممثلون عن حركة طالبان (إمارة أفغانستان الإسلامية)، وأشخاص مقربون من الحكومة الأفغانية، فيما لم تتسن لـ "العربي الجديد"، معرفة هوية المشاركين في الحوار.
ووفق معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، فإن هذا الحوار الذي تنظمه منظمة "بغواش" وهي منظمة دولية محايدة مقرها في كندا ولها فروع في لندن وسويسرا، يجري في غرف مغلقة بعيداً عن وسائل الإعلام، وسيستمر لمدة يومين.
ويهدف الحوار إلى استطلاع رؤى ووجهات نظر مختلف الأطراف الأفغانية حول تحقيق المصالحة الوطنية في البلاد، والتأسيس لحوار وطني شامل، تشارك فيه مختلف الأطراف الأفغانية، بهدف إنهاء الحرب في البلاد.
وقال الناطق الرسمي باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان"، محمد نعيم، لـ"العربي الجديد"، إن "وفد الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان في الدوحة، شير محمد عباس ستانكزاي، والذي عين في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، خلفا لمحمد طيب اغا الذي استقال من منصبه بعد الإعلان عن وفاة زعيم الحركة الملا محمد عمر، سيشارك في الحوار، إلى جانب نائبه، عبد السلام حنفي، وعدد من أعضاء المكتب السياسي للحركة".
ولا يعرف إن كان سيشارك في الحوار الذي تعقده منظمة "بغواش" للمرة الثالثة في الدوحة، مسؤولون أميركيون، إلا أن الحوارات السابقة حضرها أكاديميون وخبراء في الأزمة الأفغانية، من مختلف الجنسيات بصفتهم الشخصية.
وكانت قطر قد أعلنت رسمياً في شهر مايو/ أيار من العام الماضي عن استضافتها حواراً وطنياً يجمع ممثلين عن حركة "طالبان" وبعض الشخصيات الأفغانية الفاعلة على الساحة الأفغانية.
وتسعى الدوحة من خلال تنظيم هذا الحوار إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف الأفغانية حول كافة القضايا والموضوعات التي تحقق الأمن والسلام والاستقرار للشعب الأفغاني.
وتشترط حركة "طالبان - أفغانستان" ضرورة "إنهاء الاحتلال الأميركي لأفغانستان، قبل الجلوس على طاولة التفاوض للحوار سواء مع الحكومة الأفغانية الحالية، أو ممثلين عن "حكومة الاحتلال الأميركي"، معتبرة تحقيق شرط إنهاء الاحتلال الأميركي الأساس لأي حلول مستقبلية في أفغانستان.
ولا يعرف تأثير وفاة زعيم الحركة الملا محمد عمر، والانقسام الذي حدث في الحركة بعد اختيار الملا أختر منصور زعيما لها، على رغبتها في التوصل إلى حل سياسي للأزمة الأفغانية، إلا أن الملا أختر منصور يؤيد إجراء مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية.
وكانت الدوحة قد قامت بوساطة ناجحة مطلع العام الماضي بين الإدارة الأميركية، وحركة طالبان، انتهت بالإفراج عن جندي أميركي أسير لدى حركة "طالبان" منذ خمس سنوات، مقابل الإفراج عن خمسة من قادة الحركة، كانوا في معتقل غوانتانامو. وجرى نقل معتقلي "طالبان" إلى قطر، حيث وضعوا تحت الرقابة. وقال حينها وزير الخارجية القطري خالد العطية إن "توسط بلاده للإفراج عن خمسة من عناصر (طالبان) من سجن غوانتانامو جاء بدوافع إنسانية".
اقرأ أيضاً: قادة بطالبان يشككون بكون الملا منصور ما زال حياً