في حيّ طيني انتقل إليه قبل نحو 15 عاماً، تزوّج حوالدار خان. واليوم، بات لديه ستة أولاد، من دون أن يتمكن من الانتقال إلى مكان آخر، علماً أن البيت الذي يقطنه يفتقر إلى أبسط الاحتياجات ونظام الصرف الصحي والكهرباء. ما زال يتألم من جراء فقدان والديه في هذا المنزل في باكستان، وقد عاشا معه سنوات طويلة. في الوقت الحالي، أكثر ما يقلقه هو أن تجبر السلطات الباكستانية عائلته على الرحيل.
يقول حوالدار خان: "هذا المنزل المتواضع الذي لا يقي أسرتي من حر الشمس ولا من برد الشتاء، فيه الكثير من ذكريات حياتي. عشت فيه سنوات طويلة". بالنسبة إليه، فإن الخروج من باكستان، والعودة إلى بلد لا أمن فيه ولا رخاء، هو أمر مقلق تماماً. يمكنه تدبير معيشته ربما في مكان آخر، لكن ماذا عن الذكريات؟
حين كان في الخامسة من عمره، قدم مع والديه إلى باكستان، وتنقل في مخيمات عدة في شمال غرب البلاد، قبل أن ينتقل إلى العاصمة إسلام آباد، وتحديداً إلى هذه القرية الطينية، وهي عبارة عن مخيم للاجئين تعرف باسم كتشي أبادي. في البداية، عانى والده للحصول على عمل، كما شكلت اللغة عائقاً. ومع مرور الوقت، استقرّت الأسرة، وصار وشقيقه يساعدان الوالد في كل شيء.
بعدما تزوج، بدأ يعمل في سوق الفاكهة والخضار، إلا أنه ما زال يشكو من الغلاء وصعوبة العمل. ولأنه عجز عن تأمين الرسوم المدرسية لأولاده، اختار إبقاءهم في البيت. "كنت آمل أن يلتحق أولادي بالمدرسة، حالهم حال أطفال آخرين، خصوصاً أنني عشت حياة مريرة وأشقائي. أكثر من ذلك، كنت أحلم بأن يتمكنوا من متابعة الدراسات العليا، لكن ما باليد حيلة".
يوضح أن الأمر لا يتعلّق فقط بالرسوم، بل بالاحتياجات الأخرى، كالزي المدرسي والكتب وغيرها. يضيف أن اثنين من أبنائه الأربعة يرافقانه إلى سوق الخضار والفاكهة، ويعملان معه في السوق طيلة النهار. مع ذلك، بالكاد يستطيعون جميعهم توفير احتياجات الأسرة.
يقول خان: "نعيش في بيت لا مياه صالحة للشرب فيه. في الوقت نفسه، لا نستطيع أن نحفر بئراً بسبب الوضع المعيشي الصعب". ورغم كل هذه المشاكل التي يواجهها خان وأسرته، لا يحب العودة إلى أفغانستان. يوضح أنّ اللاجئين الذين ذهبوا إلى أفغانستان يعيشون ظروفاً أكثر صعوبة، لكن لم يعد في إمكانهم العودة إلى باكستان مجدداً بسبب الوضع الأمني، إضافة إلى خسارة عملهم. يختم: "عشنا حياتنا كلها تقريباً في باكستان، وسنموت فيها ولن نعود إلى أفغانستان".
اقــرأ أيضاً
يقول حوالدار خان: "هذا المنزل المتواضع الذي لا يقي أسرتي من حر الشمس ولا من برد الشتاء، فيه الكثير من ذكريات حياتي. عشت فيه سنوات طويلة". بالنسبة إليه، فإن الخروج من باكستان، والعودة إلى بلد لا أمن فيه ولا رخاء، هو أمر مقلق تماماً. يمكنه تدبير معيشته ربما في مكان آخر، لكن ماذا عن الذكريات؟
حين كان في الخامسة من عمره، قدم مع والديه إلى باكستان، وتنقل في مخيمات عدة في شمال غرب البلاد، قبل أن ينتقل إلى العاصمة إسلام آباد، وتحديداً إلى هذه القرية الطينية، وهي عبارة عن مخيم للاجئين تعرف باسم كتشي أبادي. في البداية، عانى والده للحصول على عمل، كما شكلت اللغة عائقاً. ومع مرور الوقت، استقرّت الأسرة، وصار وشقيقه يساعدان الوالد في كل شيء.
بعدما تزوج، بدأ يعمل في سوق الفاكهة والخضار، إلا أنه ما زال يشكو من الغلاء وصعوبة العمل. ولأنه عجز عن تأمين الرسوم المدرسية لأولاده، اختار إبقاءهم في البيت. "كنت آمل أن يلتحق أولادي بالمدرسة، حالهم حال أطفال آخرين، خصوصاً أنني عشت حياة مريرة وأشقائي. أكثر من ذلك، كنت أحلم بأن يتمكنوا من متابعة الدراسات العليا، لكن ما باليد حيلة".
يوضح أن الأمر لا يتعلّق فقط بالرسوم، بل بالاحتياجات الأخرى، كالزي المدرسي والكتب وغيرها. يضيف أن اثنين من أبنائه الأربعة يرافقانه إلى سوق الخضار والفاكهة، ويعملان معه في السوق طيلة النهار. مع ذلك، بالكاد يستطيعون جميعهم توفير احتياجات الأسرة.
يقول خان: "نعيش في بيت لا مياه صالحة للشرب فيه. في الوقت نفسه، لا نستطيع أن نحفر بئراً بسبب الوضع المعيشي الصعب". ورغم كل هذه المشاكل التي يواجهها خان وأسرته، لا يحب العودة إلى أفغانستان. يوضح أنّ اللاجئين الذين ذهبوا إلى أفغانستان يعيشون ظروفاً أكثر صعوبة، لكن لم يعد في إمكانهم العودة إلى باكستان مجدداً بسبب الوضع الأمني، إضافة إلى خسارة عملهم. يختم: "عشنا حياتنا كلها تقريباً في باكستان، وسنموت فيها ولن نعود إلى أفغانستان".