لعلّ الدراسة الأكثر أصالةً وتنويرًا حول موضوع التصوير الشمسيّ، هي تلك التي صاغتها أنامل الكاتبة الأمريكية سوزان سونتاغ، في كتابها "حول الفوتوغراف" وقد صدر مؤخّرًا عن دار المدى بترجمة عبّاس المفرجي.
بين ثنايا هذا السِّفر الذي يعجّ بالنهم المطلق للمرئي والأيقوني، نتعرّف إلى الحجر الأساس لمشروع سونتاغ "بإمكانية استيعاب العالم كلّه في أذهاننا كأنطولوجيا من الصور"، وهو المشروع الممتدّ الذي استكملته في ما بعد من خلال كتابين آخرين لقيا صدىً نقديًا واسعًا؛ "قصّة العين" و"الالتفات إلى ألمِ الآخرين".
تقود سونتاغ بصيرَتنا للدخولِ إلى كهف أفلاطون، تقدّم لنا أمريكا عبر صورِ الحربِ الداميّة على نحوٍ معتمٍ، تفكّك بطولة الرؤية ومواضيعها السوداويّة، تصنف الأناجيل الفوتوغرافيّة، وتضع موسوعةً موجزةً من الاقتباسات لكبار من تطلّعوا للقبضِ بمصوّبِ الكاميرا على الجمال أو البشاعة.
نستشفّ من الكتاب جوهر مقاربتها النظريّة والجماليّة والفلسفيّة لعالم الصورة، ففي تقديرها، تمدّنا الصورة الفوتوغرافية بالبراهين وهي أكثر دقّة من الواقع المرئي.
وعند ترسّخها في الذاكرة أو انتظامها في ألبوم، تغدو خزّانًا للحنين، يجعلنا ننظرُ إلى ما التقطناه بعدساتِنا على نحوٍ مختلفٍ وبشعورٍ جديد: "حين ينتابنا الخوف، نطلقُ الرصاص، لكن حين ينتابنا الحنين، نطلقُ الصور".
وبالاستناد إلى هذا التصوّر، فهي تعدّ التصوير الفوتوغرافيّ فنًا رثائيًا بامتياز، ينتمي إلى زمنِ الانحطاط، بمعناه الاستلابي حين "يمنح الناس استحواذًا متخيّلًا لماضٍ هو غير واقعي".
يستحيلُ التصوير الفوتوغرافيّ في عرفها، إلى موضوع ميلودرامي، قد يجمع بين التبصّص والخطر، وقد يختار الغرابة، يطاردها، يؤطّرها، يطوّرها، ويمنحها عنوانًا. تستعين سونتاغ في مقاربتها بالفن السابع، وتحيلُ على أفلام خالدة لجان لوك غودار، وألفريد هتشكوك وغيرهما.
ومن خلال هذه "النافذة الخلفية" تبيّن لنا أنّ التقاط صورةٍ أو تحقيق مشهدٍ سينمائي "مساهمةٌ في فناءِ شخصٍ أو شيءٍ آخر، في سرعة تأثّره، في قابليته للتحوّل. بالاختيار الدقيقِ لهذه اللحظة وتجميدها، فإنّ كلّ الصور تشهد على الذوبان الذي لا يلين للزمن".
بين ثنايا هذا السِّفر الذي يعجّ بالنهم المطلق للمرئي والأيقوني، نتعرّف إلى الحجر الأساس لمشروع سونتاغ "بإمكانية استيعاب العالم كلّه في أذهاننا كأنطولوجيا من الصور"، وهو المشروع الممتدّ الذي استكملته في ما بعد من خلال كتابين آخرين لقيا صدىً نقديًا واسعًا؛ "قصّة العين" و"الالتفات إلى ألمِ الآخرين".
تقود سونتاغ بصيرَتنا للدخولِ إلى كهف أفلاطون، تقدّم لنا أمريكا عبر صورِ الحربِ الداميّة على نحوٍ معتمٍ، تفكّك بطولة الرؤية ومواضيعها السوداويّة، تصنف الأناجيل الفوتوغرافيّة، وتضع موسوعةً موجزةً من الاقتباسات لكبار من تطلّعوا للقبضِ بمصوّبِ الكاميرا على الجمال أو البشاعة.
نستشفّ من الكتاب جوهر مقاربتها النظريّة والجماليّة والفلسفيّة لعالم الصورة، ففي تقديرها، تمدّنا الصورة الفوتوغرافية بالبراهين وهي أكثر دقّة من الواقع المرئي.
وعند ترسّخها في الذاكرة أو انتظامها في ألبوم، تغدو خزّانًا للحنين، يجعلنا ننظرُ إلى ما التقطناه بعدساتِنا على نحوٍ مختلفٍ وبشعورٍ جديد: "حين ينتابنا الخوف، نطلقُ الرصاص، لكن حين ينتابنا الحنين، نطلقُ الصور".
وبالاستناد إلى هذا التصوّر، فهي تعدّ التصوير الفوتوغرافيّ فنًا رثائيًا بامتياز، ينتمي إلى زمنِ الانحطاط، بمعناه الاستلابي حين "يمنح الناس استحواذًا متخيّلًا لماضٍ هو غير واقعي".
يستحيلُ التصوير الفوتوغرافيّ في عرفها، إلى موضوع ميلودرامي، قد يجمع بين التبصّص والخطر، وقد يختار الغرابة، يطاردها، يؤطّرها، يطوّرها، ويمنحها عنوانًا. تستعين سونتاغ في مقاربتها بالفن السابع، وتحيلُ على أفلام خالدة لجان لوك غودار، وألفريد هتشكوك وغيرهما.
ومن خلال هذه "النافذة الخلفية" تبيّن لنا أنّ التقاط صورةٍ أو تحقيق مشهدٍ سينمائي "مساهمةٌ في فناءِ شخصٍ أو شيءٍ آخر، في سرعة تأثّره، في قابليته للتحوّل. بالاختيار الدقيقِ لهذه اللحظة وتجميدها، فإنّ كلّ الصور تشهد على الذوبان الذي لا يلين للزمن".