قررت المنتجة الأميركية دون إلدر أن تقدم رسالة محبة للمطربة اللبنانية الراحلة صباح التي ربطتها بها علاقة صداقة منذ عام 1997، حيث استطاعت استعادة أغنية لا يعرف كثيرون عنها شيئاً.
والأغنية النادرة عمل ضخم قدمه المطرب العالمي ستيفي ووندر مع الراحلة صباح قبل نحو عشرين عاما، بعنوان "شعب واحد"، اشترك في كتابتها آنذاك عدد من الفنانين الأميركيين، ولحنها ستيفي ووندر الذي يعتبر من أهم المغنين في تاريخ الموسيقى العالمية.
وكانت صباح قد تولت كتابة الجزء العربي ومشاركة ووندر الغناء على مسرح ضم أكثر من مائة ألف متفرج في استعراض أسطوري، إلا أن الاستعراض تعرض للضياع، حيث لم يتم تسجيله ولم يتم العثور على كلماته الكاملة، ما جعله يظل لسنوات في أدراج النسيان رغم أهميته التاريخية.
وقررت إلدر إعادة الروح إلى الأغنية مجددا، كونها تتحدث عن التسامح والسلام، فطلبت من الشاعرة الجزائرية حنين عمر كتابة الجزء العربي الضائع، وتم تسجيله ثانية بصوت المغنية الأميركية ذات الأصل اللبناني ميسا، والتي شاركها الغناء الأميركي ماركوس ناند.
وأحيطت تفاصيل الأغنية بسرية كبيرة، حيث تم عرضها تجريبيا أول الشهر الجاري على مسرح قصر الإمارات في حفل ضم حضورا نخبويا، ومنع التصوير أو أخذ أجزاء منها لحين الإعلان الرسمي عنها، حيث من المنتظر أن تكون جزءا من حملة كبيرة لصالح قيم السلام.
اقرأ أيضا:متحف للشحرورة صباح في لبنان
وقالت المنتجة الأميركية لـ"العربي الجديد": "كان وما يزال بناء الجسر الإبداعي بين الإنسان الغربي والإنسان العربي على رأس اهتماماتي التي ناضلت من أجلها منذ تأسيس شركتي، وكانت الفنانة الراحلة صباح من أوائل من دعموا مسيرتي، بل إنها أول فنانة عربية أتعرف إليها وأعمل معها، حيث كنت أحضر مهرجانا فنيّا نحاول من خلاله تقريب ضفتي العالم وفتح باب المحبة والسلام بين الشعوب والأديان المختلفة، من أجل إرساء قيم التسامح والتعاون، واقترحنا اسم صباح لتكون رمزا للفن العربي.
وتضيف عن لقائها الأول بصباح: كنت في البداية متخوفة من ردّها لأن المهرجان كان مجانيا ولأهداف خيرية، ولم نكن نملك ميزانية لدفع أجر فنانة شهيرة مثلها، لكنني قررت أن أغامر وأعرض عليها الأمر وأنتظر جوابها الذي لم أكن أتوقعه. "قالت لي بمجرد أن اتصلت بها وعرضت عليها الفكرة وشرحت مشكلة الأجر "تكرمي".
وأوضحت أن الشحرورة لم تناقش قضية الأجر مثل أغلب الفنانين، "كانت كريمة ومؤمنة بالأهداف النبيلة التي تعد الأغنية ضمن توجهاتها، هي أغنية إنسانية تتحدث عن السلام والمحبة والخير والأمل في عالم أفضل".
وأضافت: "جاءت صباح وغنّت من دون أجر، بل دفعت من جيبها للموسيقيين الذين كانوا في فرقتها، فكيف لا يظل صوتها معنا في كل مكان هنا؟ وكيف لا نقوم بإحياء الأغنية من أجل ذكراها؟".
وأشارت إلدر إلى أن صباح أدهشت الأميركيين، "كانت تشبه ملكة تطل على شعبها، واجتمع في حفلها نحو مائة ألف متفرج وقفوا مندهشين وهي تغني على المسرح بفستانها الأبيض وشعرها الأشقر وصوتها الساحر، لهذا أعتبرها امرأة ملهمة بكل معنى الكلمة، لن أستطيع نسيانها مطلقا، ولن يستطيع أحد من أولئك الحاضرين نسيانها، لقد أخذت صباح قلوبنا إلى الأبد وآمل أن تكون هذه الأغنية جزءا بسيطا من تعبيرنا عن محبتنا لها".
اقرأ أيضا:
فنانون مصريون: صباح "حبيبة مصر" علمتنا الالتزام والتواضع
صباح المصريّة: عاشت...عملت...تزوّجت وغنّت في القاهرة
مطربة تجاوزت النماذج وتخطت الحدود