"مهرجان التسريبات للجميع"، يبدو أن هذا سيكون شعار المرحلة القادمة في مصر، فالتسريبات أصبحت كما يقول المثل الشعبي "على عينك يا تاجر".
بعد التوقف المؤقت "لكبير المسربين"، عبد الرحيم علي عن دوره في كشف خصوصيات المواطنين، ببرنامجه "الصندوق الأسود"، حمل عنه شقيقه في العمل للأجهزة الأمنية ورجال مبارك، اللواء أحمد موسى، حسب وصف كثيرين له.
بدأ الأخير، حربه على المخرج خالد يوسف، ونشر صوراً إباحية يزعم أنها له، وصاحب ذلك ضجة، وحرب تصريحات متبادلة بينه وبين خالد صلاح، رئيس تحرير موقع وجريدة "اليوم السابع". ثم فاجأ موسى، مشاهديه بحلقة جديدة من التسريبات، ولكن هذه المرة كانت محادثة هاتفية، وليست صورا إباحية.
وعرض تسريباً لزميله، محمد الغيطي، صاحب واقعة أسر قائد الأسطول السادس الأميركي، على خلفية تضامنه مع خالد يوسف وهجومه على موسى، ومطالبته بإيقاف برنامجه، واستعرض خلالها موسى عضلاته في فضح الجميع، وعن امتلاكه تسريبات للجميع في الوسط الإعلامي. حيث نشر محادثة، يمدح خلالها، محمد الغيطي، جماعة الإخوان، والقيادي فيها، عصام العريان، بعد ثورة يناير، ويعرض خلالها، عمله المسرحي الذي يمجد فيه دور الإخوان في الثورة، والشهيد الإخواني "كريم بنونة".
وتطرق الغيطي خلال المحادثة لإعجابه بجماعة الإخوان، وانفتاحها على الفن. وكان يدعو العريان لحضور العرض المسرحي، وفتح صفحة جديدة معه، عقب فترة من هجومه على العريان والإخوان من خلال مقالاته. وعرض على العريان تسليمه أحد ملفات أمن الدولة الخاصة به، حصل عليه الغيطي عبر مساعده، أثناء مشاركته في اقتحام مقرات أمن الدولة، عقب ثورة يناير الأولى، وقال: "الملفات دي تتحط في متحف للتاريخ، أكبر دليل على القهر والظلم والاستبداد".
بعد عرض المكالمة المسربة، رد الغيطي عبر تصريحاته للمواقع، فوصف موسى بالمخبر على زملائه من قبل أمن الدولة، وأنه يعمل لدى وزارة الداخلية، قائلا: "أحمد موسى إعلامي معروف بالصحافي المخبر الذي كان يرشد على زملائه، ويكتب فيهم التقارير لدى أمن الدولة، من أجل الحصول على مكانة أعلى".
كما زعم، أن المكالمة أخذت بعيدا عن سياقها، وسياق مواقفه المعروفة بعدائه للجماعة - التي ادعى مسؤوليتها عن ضياع الأندلس من قبل - مؤكدا أن أحمد موسى هو من طلب مقابلة القياديين خيرت الشاطر وحسن مالك، وقت أن كانت السلطة مع الإخوان، وحاول ترتيب أكثر من لقاء مع الإخوان وقتها.
منصات التواصل استقبلت تسريب الغيطي كحلقة جديدة من القاع الذي وصل له الإعلام الانقلابي، والذي يفاجئ الجميع دائما بمزيد من الانحطاط، فمحمود اعتبر التسريب دليلاً على صراع الأذرع وقال: "صراع الأذرع الإعلامية خلى أحمد موسى ينشر مكالمة بين محمد الغيطي وعصام العريان ويهدد الغيطي ويقوله اتلم والا هاخلي الناس تضربك بالجزمة".
وقال الصحافي عمرو بدر: "احمد موسى مستمر.. من الصور الفاضحة للمكالمات التليفونية... مش ممكن الشخص ده"، واعتبرت راندا المحادثة دليلاً على سذاجة الإخوان: "مكالمة محمد الغيطي مع عصام العريان دليل قاطع على أن أي عيل بيعمل بيبيه يقدر يضحك على الإخوان".
وسخرت منى: "ده على كدة كل الإعلاميين اللي بهددهم موسى كانوا بيتوددوا للإخوان"، وسخر محمود: "ده الغيطي قديم بقى.. بيشرف على أسر قائد الأسطول السادس الأميركي بالنهار وبيقتحم مقرات أمن الدولة بالليل".