ليس لصيّادي الأسماك في مدينة صيدا (جنوب لبنان) رزق غير البحر. معظم هؤلاء لم يسعوا إلى تعلّم مهن أخرى. عدد كبير من هؤلاء ألِفوا البحر منذ ولادتهم، وقد ورِثوا مهنة الصيد عن أجدادهم وآبائهم. في السابق، كان البحر يدرّ على الصيّادين خيراً كثيراً. أمّا اليوم، فقد تغيرت الأحوال وقلّ الرزق في ظلّ عشوائية الصيد، وعدم حماية الدولة بذور الأسماك، كما يقول أحد صيّادي الأسماك في ميناء صيدا، خالد القرص.
القرص هو أحد أولئك الأشخاص الذين عشقوا البحر. ومنذ وقت طويل، امتهن الصيد حتّى إنّه علّم أولاده المهنة. يعمل في البحر منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأنجب ستة أولاد، ويعيش في منطقة تعمير عين الحلوة المجاورة للمدينة. يقول لـ "العربي الجديد": "منذ صغري، كنت أنزل مع والدي إلى البحر لاصطياد الأسماك. كانت هذه هوايتي المفضلة، وكنت أتابع الدراسة حتى إنّني وصلت إلى صف البكالوريا. إلّا أنّ المسؤوليات الحياتيّة باتت كثيرة خصوصاً بعد مرض والدي، ما اضطرني إلى ترك المدرسة والعمل. وكان الصيد خياراً جاهزاً، فقد عملت بحّاراً لمساعدته في تأمين مصاريف عائلتي. صرت أصطاد السمك وأبيعه".
ويوضّح القرص أنّ الرزق يكون جيّداً في فصل الصيف، بعكس فصل الشتاء، إذ عادة ما لا يستطيع الصيّادون الإبحار بعيداً ورمي شباكهم لصيد الأسماك. يقول إنّه من خلال هذه المهنة، استطاع تعليم أولاده، علماً أنّ اثنين منهم ما زالا في المدرسة.
رغم ذلك، يشير إلى أنّ وضع الصيّادين في لبنان سيّئ جداً في الوقت الحالي. "لا يتوفّر للصيّادين ضمان صحّي. وحين يتقدمون في السن أو يمرضون، ما من جهة توفر لهم العلاج والدواء، في وقت لا يستطيعون تأمينه بأنفسهم. أيضاً، لا يوجد ضمان شيخوخة يؤمّن لهم راتباً في المستقبل". يضيف أنه نادراً ما يتمكن الصيّادون من الدخول إلى المستشفى إذا ما احتاجوا إلى ذلك، نتيجة الفقر. وفي حال تعرّضوا لإصابة أثناء العمل، فليست هناك جهة تحميهم أو تقدم المساعدة لهم، علماً أنّ إصاباتهم قد تكون بليغة إلى درجةٍ يصبحون فيها عاجزين عن العمل. من هنا، يطالب الدولة اللبنانيّة بتأمين ضمانات للصيّادين، مشدّداً على أهميّة الضمان الصحي وضمان الشيخوخة.
أمّا عن بذرة الأسماك، وهي رزق الصيادين، فيقول: "قلّت الأسماك في البحر، وقلّ الرزق، نتيجة عشوائيّة الصيد في لبنان"، لافتاً إلى أنّ القوانين لا تحمي الأسماك. وفي الوقت نفسه، لا تهتمّ وزارة الزراعة ببذور الأسماك. ففي حال لم يعاقب الصيّادون الذين يجرفون الأسماك وبذورها، فلن تكبر ولن يستفيدوا منها في المستقبل. لكن المشكلة أنه لا رقابة على شباك الصيادين الذين يحميهم بعض رجال الدولة. لذلك، يجب على الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه العشوائيّة.
من جهة أخرى، فإنّ العديد من الصيّادين الكبار ما زالوا يستخدمون "التروبيل" خلال الصيد، ما يؤدي إلى قتل العديد من الأسماك الصغيرة. ويلفت إلى أنّ هذه العشوائيّة في الصيد تقتل الأسماك الصغيرة التي ستكبر لاحقاً، الأمر الذي أثّر على رزق الصيّادين. ويطالب المعنيّون بالاهتمام بقطاع الصيد البحري، خصوصاً أنّ العديد من الصيّادين يعتمدون على الأسماك لتأمين الرزق. ويطالب أيضاً باستيراد بعض بذور الأسماك من الخارج، لافتاً إلى أنّ هذا يساهم في زيادة نسبة الأسماك في البحر، ويسمح باصطياد هذه الأسماك في لبنان بدلاً من استيرادها من الخارج بسعر أعلى.
ويلفت القرص إلى أنّه يملك "فلوكتين" في البحر. إلّا أنه لم يعد يعمل كثيراً بسبب قلّة الأسماك في البحر. في بعض الأحيان، يعمل في تنظيف وبيع الأسماك حتى يتمكّن من تأمين رزقه، موضحاً أنّ هذا هو حال عدد كبير من الصيادين. "لكننا لا نستطيع ترك البحر لأننا نشأنا معه وأحببناه، وبات مصدر رزقنا الوحيد". ويرى أنّ الحلّ يكمن في اهتمام الدولة بحالهم.
اقــرأ أيضاً
القرص هو أحد أولئك الأشخاص الذين عشقوا البحر. ومنذ وقت طويل، امتهن الصيد حتّى إنّه علّم أولاده المهنة. يعمل في البحر منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأنجب ستة أولاد، ويعيش في منطقة تعمير عين الحلوة المجاورة للمدينة. يقول لـ "العربي الجديد": "منذ صغري، كنت أنزل مع والدي إلى البحر لاصطياد الأسماك. كانت هذه هوايتي المفضلة، وكنت أتابع الدراسة حتى إنّني وصلت إلى صف البكالوريا. إلّا أنّ المسؤوليات الحياتيّة باتت كثيرة خصوصاً بعد مرض والدي، ما اضطرني إلى ترك المدرسة والعمل. وكان الصيد خياراً جاهزاً، فقد عملت بحّاراً لمساعدته في تأمين مصاريف عائلتي. صرت أصطاد السمك وأبيعه".
ويوضّح القرص أنّ الرزق يكون جيّداً في فصل الصيف، بعكس فصل الشتاء، إذ عادة ما لا يستطيع الصيّادون الإبحار بعيداً ورمي شباكهم لصيد الأسماك. يقول إنّه من خلال هذه المهنة، استطاع تعليم أولاده، علماً أنّ اثنين منهم ما زالا في المدرسة.
رغم ذلك، يشير إلى أنّ وضع الصيّادين في لبنان سيّئ جداً في الوقت الحالي. "لا يتوفّر للصيّادين ضمان صحّي. وحين يتقدمون في السن أو يمرضون، ما من جهة توفر لهم العلاج والدواء، في وقت لا يستطيعون تأمينه بأنفسهم. أيضاً، لا يوجد ضمان شيخوخة يؤمّن لهم راتباً في المستقبل". يضيف أنه نادراً ما يتمكن الصيّادون من الدخول إلى المستشفى إذا ما احتاجوا إلى ذلك، نتيجة الفقر. وفي حال تعرّضوا لإصابة أثناء العمل، فليست هناك جهة تحميهم أو تقدم المساعدة لهم، علماً أنّ إصاباتهم قد تكون بليغة إلى درجةٍ يصبحون فيها عاجزين عن العمل. من هنا، يطالب الدولة اللبنانيّة بتأمين ضمانات للصيّادين، مشدّداً على أهميّة الضمان الصحي وضمان الشيخوخة.
أمّا عن بذرة الأسماك، وهي رزق الصيادين، فيقول: "قلّت الأسماك في البحر، وقلّ الرزق، نتيجة عشوائيّة الصيد في لبنان"، لافتاً إلى أنّ القوانين لا تحمي الأسماك. وفي الوقت نفسه، لا تهتمّ وزارة الزراعة ببذور الأسماك. ففي حال لم يعاقب الصيّادون الذين يجرفون الأسماك وبذورها، فلن تكبر ولن يستفيدوا منها في المستقبل. لكن المشكلة أنه لا رقابة على شباك الصيادين الذين يحميهم بعض رجال الدولة. لذلك، يجب على الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه العشوائيّة.
من جهة أخرى، فإنّ العديد من الصيّادين الكبار ما زالوا يستخدمون "التروبيل" خلال الصيد، ما يؤدي إلى قتل العديد من الأسماك الصغيرة. ويلفت إلى أنّ هذه العشوائيّة في الصيد تقتل الأسماك الصغيرة التي ستكبر لاحقاً، الأمر الذي أثّر على رزق الصيّادين. ويطالب المعنيّون بالاهتمام بقطاع الصيد البحري، خصوصاً أنّ العديد من الصيّادين يعتمدون على الأسماك لتأمين الرزق. ويطالب أيضاً باستيراد بعض بذور الأسماك من الخارج، لافتاً إلى أنّ هذا يساهم في زيادة نسبة الأسماك في البحر، ويسمح باصطياد هذه الأسماك في لبنان بدلاً من استيرادها من الخارج بسعر أعلى.
ويلفت القرص إلى أنّه يملك "فلوكتين" في البحر. إلّا أنه لم يعد يعمل كثيراً بسبب قلّة الأسماك في البحر. في بعض الأحيان، يعمل في تنظيف وبيع الأسماك حتى يتمكّن من تأمين رزقه، موضحاً أنّ هذا هو حال عدد كبير من الصيادين. "لكننا لا نستطيع ترك البحر لأننا نشأنا معه وأحببناه، وبات مصدر رزقنا الوحيد". ويرى أنّ الحلّ يكمن في اهتمام الدولة بحالهم.