وفي كلمة له خلال لقاء عقده مع طلاب إيرانيين، اليوم السبت، بمناسبة ذكرى اقتحام السفارة الأميركية التي توافق يوم غد، أضاف خامنئي أن "الهدف من عقوبات أميركا الاقتصادية التي تفرضها على إيران هو تدمير الاقتصاد وضمان تراجع البلاد، إنما ما حصل في الحقيقة هو التحرك بشكل أسرع نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الإنتاج المحلي".
واعتبر المرشد أن قدرة الولايات المتحدة تتجه نحو الضعف والأفول، بل إنها أصبحت أضعف بكثير من السنوات الماضية، ورأى أن الساسة في أميركا يدركون كذلك تراجع قدرة بلادهم الناعمة، وأن هذا الوضع كان على الشاكلة ذاتها في زمن الرئيس الأسبق باراك أوباما، لكن الرئيس الحالي دونالد ترامب فضح واشنطن وأفقدها ما تبقى من وجه التحررية الديمقراطية.
ووصف خامنئي الاقتصاد الأميركي بالمتراجع كذلك، إذ يعاني هذا البلد من العجز، بحسب تقديراته، موجها في جزء من خطابه رسائل للداخل، إذ دعا إلى تحقيق النظرية التي تسمى بالاقتصاد المقاوم، والتي تقوم على تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة الإنتاج المحلي، كما أوصى الشباب في إيران بالحيطة والحذر مما وصفه بـ"خديعة أعداء إيران"، قائلا إن "الولايات المتحدة الأميركية لطالما كانت معادية الشعب الإيراني، حتى قبل انتصار ثورته الإسلامية"، مضيفا أن كل عقوباتها تستهدف المدنيين، ووصفها بالدولة الكاذبة.
سقوط أخلاقي وأهداف غير مشروعة
وبعد الاتصالات التي أجراها وزير خارجية البلاد محمد جواد ظريف بمسؤولين أوروبيين لبحث ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي والضمانات التي على أوروبا منحها لطهران لتبقي على التزامها بتعهداتها النووية، أصدرت الخارجية الإيرانية اليوم السبت بيانا طويلا شجب حزمة العقوبات الأميركية الثانية التي ستدخل حيز التنفيذ العملي فجر يوم الاثنين، وفق إعلان الإدارة الأميركية.
ونقل بيان الخارجية أن فرض العقوبات مجددا "يمثل فشلا أخلاقيا وسياسيا كبيرا للإدارة الأميركية الحاكمة"، موضحا أن السلطات الإيرانية "لن تسمح لنظام ترامب وإدارته بتحقيق أهدافهم غير المشروعة"، على حد وصف البيان.
وأضافت الخارجية أن أميركا "أثبتت أنها غير أهل للثقة، فلم تنتهك الاتفاق النووي وحسب، بل أثبتت لشركائها أنها لا تلتزم بكل الاتفاقيات الدولية"، معتبرة أن واشنطن لا تتمتع بالاستقلالية السياسية وتطبق سياسة تلبي طلبات ورغبات كيانات خارجية.
ووصف بيان الخارجية الإيرانية الساسة في الإدارة الأميركية الحالية بـ"عديمي الخبرة"، فضلا عن وصف تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو بـ"الطفولية، كونه لم يدرك بعد أن كل العقوبات التي فرضتها بلاده طيلة السنوات الماضية لم تؤثر على الإيرانيين".
كذلك اعتبرت الخارجية أن "العقوبات تنعكس سلباً على الشارع الإيراني معيشياً واقتصادياً، وهو ما يتناقض والتصريحات الأميركية التي تدّعي دعم الإيرانيين، إلا أنها في الوقت ذاته لم تغيّر من إصرارهم على الوقوف بوجه التدخل والضغط الأجنبي".
ورحبت الخارجية الإيرانية بالمواقف الأوروبية والروسية والصينية الداعمة لاستمرار العمل بالاتفاق النووي، ورفض العقوبات على طهران، إلى جانب المساعي الرامية لإنشاء كيان وقناة تسمح بتصدير النفط الإيراني ونقل العائدات المالية لطهران، كذلك أشارت إلى أن إيران ستعتمد مستقبلا على علاقاتها بالأصدقاء وعلى قدراتها الداخلية لمواجهة الصعوبات المقبلة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى في مايو/ أيار الماضي، وأعاد فرض عقوبات بلاده الملغاة بموجب بنود الاتفاق، فوصلت حزمتها الأولى في أغسطس/ آب الفائت، ومن المفترض أن تدخل الثانية حيز التنفيذ العملي ليل 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، وهي التي ستكون أقسى وأشد، إذ استهدفت الأولى قطاعات الطيران المدني والسيارات والمعادن الثمينة، بينما تركز الثانية على النفط والتحويلات المالية.