وقال لحشد من ضباط القوات الجوية الإيرانية في الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، اليوم الجمعة، بحسب ما نقل موقعه الإلكتروني الرسمي، "يجري الحديث هذه الأيام عن الأوروبيين ومقترحاتهم، إنّ نصيحتي هي ألا تثقوا بهؤلاء، مثلهم في ذلك مثل الأميركيين".
وتابع، وفق ما نقلت "رويترز"، "أنا لا أقول إنه يجب ألا تكون لنا علاقات معهم. المسألة تتعلق بالثقة".
وأطلقت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الأسبوع الماضي، آلية خاصّة للدفع مسماة "إنتكس"، بهدف إنقاذ الاتفاق النووي الذي وقّعته طهران والقوى العالمية عام 2015.
وتسمح الآلية لطهران بالقيام بعمليات تجارية مع شركات الاتحاد الأوروبي، على الرغم من العقوبات الأميركية التي أعادت فرضها واشنطن العام الماضي، بعد انسحابها من الاتفاق.
ورحّبت إيران بحذر بآلية "إنتكس" كخطوة "أولى"، لكنّ مسؤولين أميركيين قالوا إنّ الكيان المستحدث، لن يكون له أي أثر على الجهود المبذولة للضغط اقتصادياً على إيران.
وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/ أيار الماضي، من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع قوى عالمية عام 2015، وأعاد فرض عقوبات على طهران ما أضرّ بشدة بالاقتصاد الإيراني، فيما تحاول الدول الأوروبية الموقّعة على الاتفاق إنقاذه.
واتهم خامنئي أوروبا أيضاً بالنفاق في ما يتعلّق بحقوق الإنسان، منتقداً معاملة فرنسا متظاهري "السترات الصفراء".
وقال: "لديهم (شرطة مكافحة شغب) تهاجم المتظاهرين في شوارع باريس وتفقدهم النظر، وبعد ذلك يطالبوننا بكل جرأة باحترام حقوق الإنسان".
وعن الولايات المتحدة، قال خامنئي إنّ الإيرانيين سيرددون دائماً شعار "الموت لأميركا" ما دامت واشنطن مستمرة بسياستها "العدوانية"، لكن هذا الشعار غير موجه ضد الشعب الأميركي.
وقال، وفق ما نقلت "فرانس برس"، "لن تتخلى الأمّة الإيرانية عن هتاف (الموت لأميركا) ما دامت أميركا مستمرة في شرّها ضد إيران".
وأضاف أنّ "(الموت لأميركا) يعني الموت لترامب و(مستشار الأمن القومي) جون بولتون و(وزير الخارجية مايك) بومبيو. إنه يعني الموت لحكام أميركا... وليس موجهاً ضد الشعب الأميركي".
وتوعّدت الولايات المتحدة، الخميس، بمواصلة الضغط "دون هوادة" على إيران، لردع برنامجها الصاروخي، في أعقاب كشف طهران عن سلاح باليستي جديد، بعد أيام على تجربة صاروخ عابر.
وكشف الحرس الثوري الإيراني، الخميس، عن صاروخ باليستي جديد يبلغ مداه ألف كيلومتر، بحسب وكالة الأنباء التابعة لقوة النخبة في إيران. وتزامن ذلك مع إحياء إيران الذكرى الأربعين للثورة، ووسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو، في بيان، إنّ "تجاهل إيران الصارخ للأعراف الدولية ينبغي التصدي له". وأضاف: "يتعين علينا إعادة قيود دولية أكثر صرامة لردع برنامج إيران الصاروخي".
وتابع أنّ "الولايات المتحدة ستواصل دون هوادة حشد الدعم في أنحاء العالم، لمواجهة أنشطة النظام الإيراني الصاروخية الباليستية المتهورة، وسنواصل ممارسة الضغط الكافي على النظام من أجل أن يغير سلوكه المؤذي؛ ومنها التطبيق الكامل لعقوباتنا".
وغرّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في ساعة متأخرة الخميس، قائلاً إنّ "عملية إطلاق الصاروخ الأخيرة لإيران تثبت مجدداً أنّ الاتفاق الإيراني لا يقوم بشيء في وقف برنامج إيران الصاروخي".
Twitter Post
|
وقامت طهران بالحدّ من معظم برنامجها النووي بموجب اتفاق تاريخي عام 2015، لكنها واصلت تطوير تكنولوجيا صواريخها الباليستية. وكان ترامب برّر انسحابه من الاتفاق، وإعادته فرض عقوبات على إيران، بأسباب عديدة منها هذا البرنامج.
في المقابل، تكرر إيران أنّ برامجها الصاروخية تتعلق بمسألة الأمن القومي، وأنّ أهدافها "دفاعية" وتلتزم بالقرار الدولي. أما الاتحاد الأوروبي، ومع أنه يكثّف انتقاده لبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، فلا يزال ملتزماً في الوقت عينه بالاتفاق النووي.