استبعد خبراء عسكريون وناشطون سياسيون مصريون، إمكان استهداف مصر بتفجيرات، على غرار تلك التي أصابت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/ أيلول عام 2011، وذلك بعد تقارير صحافية مصرية تحدثت عن سيطرة عناصر مسلحة في ليبيا على 11 طائرة مدنية بمطار طرابلس الدولي، وتفخيخها بالمتفجرات تمهيداً لتنفيذ هجمات جوية في عدد من الدول العربية، أبرزها مصر.
وأوضح الخبير في الشؤون الاستراتيجية، صفوت الزيات، أن "هذه المعلومات عارية عن الدقة، ولا سيما أن معظم الطائرات في مطار طرابلس تعرضت للتلف جراء المواجهات التي اندلعت بين قوات قائد الانقلاب العسكري، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وثوار ليبيين".
وأضاف الزيات، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أن "عدداً كبيراً من هذه الطائرات قد تضرر ولم يعد صالحاً للاستخدام، فضلاً عن كونها طائرات مدنية لا يمكن استخدامها في تنفيذ مهام من هذا النوع".
ولفت الزيات إلى أن "المجموعات التي تواجه حفتر، تجيد القتال على الأرض، لكنها غير مدرّبة على تنفيذ أي مهام انتحارية، على غرار تفجيرات 11 سبتمبر، التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية". وأضاف: "جماعة "أنصار الشريعة" الأكثر تشدداً، والتي لا تملك كوادر أو طيارين أو فنيين قادرين، غير قادرة على القيام بمثل هذه العمليات".
ووضع الزيات نشر هذه النوعية من التقارير الصحافية في سياق "تشويه معارضي الانقلاب في ليبيا، واستمرار انحياز السلطة، التي حكمت مصر عقب الانقلاب العسكري، عبر أدواتها الإعلامية، من خلال دعم حفتر، مسؤول عملية الكرامة في ليبيا، والذي ترددت أنباء عن انتقاله وأسرته للقاهرة قبل أيام".
وتقود وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للانقلاب، بحسب الزيات، "حملة شعواء هدفها النيل من التيارات الإسلامية في ليبيا، والمعتدلة منها، على الرغم من تأييد القوى العلمانية الليبية لحراك التيارات الإسلامية المناهض لحفتر. إذ يخشون تكرار تجربة القذافي أو تكرار سيناريو الانقلاب العسكري في مصر في بلادهم، وعودة العسكر للسلطة مرة أخرى".
من جهته، أكد القيادي في جبهة "طريق الثورة"، محمد القصاص، أن "الهدف من وراء هذه الحملة الإعلامية، محاولة خلق فزاعة جديدة في الغرب، وإبعاد النظر عن العدو الحقيقي الموجود في الشرق، والمتمثل في الكيان الصهيوني".
وأوضح أن "ذلك يأتي في ظل الانتقادات التي طالت السلطة المصرية، لتخاذلها في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية، وتمسكها بإغلاق المعابر"، في إشارة إلى إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح البري في وجه الفلسطينيين.
كما لفت إلى أن "السلطة الحاكمة في مصر، تسعى لتبرير فشلها في ضبط الجُناة المتورطين في حادث مقتل المجندين بمنطقة الفرافرة أخيراً، القريبة من الحدود الغربية للبلاد، وإيهام الرأي العام بأن هناك خطراً يهدد البلاد قادم من حدودها الغربية مع ليبيا".
وكانت صحف مصرية قد نسبت إلى أجهزة استخباراتية أوروبية، معلومات تفيد بسيطرة عناصر مسلحة على 11 طائرة مدنية في مطار طرابلس الدولى، وتفخيخها بالمتفجرات، لتنفيذ هجمات جوية في عدد من الدول العربية، منها مصر والسعودية وتونس ودول خليجية أخرى، في سيناريو مشابه لهجمات 11 سبتمبر.