يوماً بعد يوم، تتضح فداحة كلفة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على الميزانية الإسرائيلية، وتظهر أسباب لجوء الحكومة الإسرائيلية إلى الإسراع بقبول المصالحة ووقف العدوان.
وطالب رؤساء الجامعات والكليات الإسرائيلية نتنياهو بالعدول عن تقليص مبلغ 175 مليون شيكل (نحو 50 مليون دولار) من ميزانية التعليم العالي، محذّرين إياه من النتائج "الكارثية" المترتبة على ذلك.
وبعث رؤساء الجامعات والكليات الإسرائيلية، واتحاد الطلاب الجامعيين، رسالة مشتركة، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، محذّرين من أن "هذا القرار سيؤدي إلى القضاء على التعليم العالي في إسرائيل"، واصفين إياه بالخطير، "ويأتي في وقت عصيب، في ظل جهود التعليم العالي لمواجهة دعوات المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، وفي ظل المتطلبات المتزايدة التي لا بد من توفيرها للطلاب ولأعضاء الطواقم الأكاديمية"، مؤكدين أن "تقليصاً من هذا النوع سيلحق أضراراً كبيرة بالمجتمع الإسرائيلي وبالدولة".
ولعب رؤساء المؤسسات الأكاديمية، في رسالتهم، على وتر الحصانة الداخلية للمجتمع الإسرائيلي، مشيرين إلى أن المساس بميزانية التعليم العالي في هذه الفترة، من شأنه تشكيل خطر إستراتيجي عليها، سيمتد تأثيره إلى سنوات طويلة، على الاقتصاد والمبادرات والتنمية والتشغيل.
وتلعب المعاهد العليا الإسرائيلية، وعلى رأسها معهد "التخنيون" للعلوم التطبيقية في حيفا، دوراً كبيراً في مجال التكنولوجيا والصناعات، ولا سيما الاختراعات الأمنية، ومنها "القبة الحديدية"، التي لعب باحثون في هذه المعاهد دوراً أساسيّاً في تطويرها.
رؤساء الجامعات والكليات الإسرائيلية، الذين قرروا توحيد الصف في مواجهة نتنياهو، أشاروا أيضا إلى أن التقليصات ستؤدي إلى إفشال مخططات وبرامج، تهدف إلى إعادة العلماء الإسرائيليين الموجودين في الخارج، وستمس بالبحث العلمي وبرامج تهدف إلى دمج اليهود "الحريديم" والعرب (من فلسطينيي الداخل- المحرر) في السلك الأكاديمي، على حد تعبيرهم.
وسبق أن قامت الحكومة بتقليص ميزانية التعليم العالي خلال العامين الماضيين، لكن بمبالغ مالية أقل بكثير ممّا أعلن عنه عقب العدوان، ويبقى التخوف الأكبر بالنسبة لرؤساء الجامعات والكليات الإسرائيلية أن يشهد عام 2015 تقليصاً كبيراً آخر.
وأشارت الرسالة أيضاً، إلى أن معاهد التعليم العالي في إسرائيل، شهدت استفاقة خلال السنوات الأربع الماضية، وتم تجنيد باحثين صغار، وإعادة تأهيل البنية التحتية للتعليم، محذّرة من أن التقليص سيؤدي إلى تراجع مؤسسات التعليم وتدميرها.
ولم يفت رؤساء الجامعات والكليات، تذكير نتنياهو أن "كسب ثقة الباحثين الذين هاجروا تتطلب سنوات من العمل، وأن خطوة من هذا النوع تقلص الثقة والأمل في استعادة النخبة العلمية، التي بجهودها تم تطوير الصناعات التكنولوجية وكذلك منظومة القبة الحديدية".