تنذر الخسائر الفادحة التي لحقت بالنظام السوري والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه في شمال حلب، في أعقاب إفشال المعارضة مخطط الهجوم عليها، بهزيمة كبيرة للنظام في هذه المنطقة، وهو ما قد يبرر إبلاغ دمشق المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، استعداد النظام تجميد القتال في ثاني أكبر المدن السورية.
وبدأت المعارضة، أمس الأربعاء، بتنفيذ عمليات تمشيط واسعة للمناطق التي كان قد تسلل إليها النظام والمليشيات العراقية والايرانية والأفغانية؛ فضلاً عن قوات حزب الله اللبناني، بعد أن تمكنت من إفشال هجومهم الرامي إلى فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، وكبّدتهم خسائر كبيرة في البلدات التي دخلوها فجر الثلاثاء في ريف حلب الشمالي، قاضية على معظم القوات التي تسللت.
وأفادت مصادر مقربة من المعارضة لـ "العربي الجديد" بتمكنها من تدمير دبابتين للنظام بصاروخين مضادين للدروع بالقرب من بلدة باشكوي، وبالقرب من منطقة الملاح الاستراتيجية؛ والتي حققت المعارضة فيها تقدماً نوعياً. وقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد عناصر النظام والمليشيات الذين قتلوا برصاص المعارضة أثناء الاشتباكات بنحو خمسة وتسعين قتيلاً، بينهم سبعون على الأقل تمكن المرصد من التأكد من مقتلهم.
من جهة ثانية، أوضح المرصد أن نحو ستين من عناصر النظام تمكنوا من الفرار نحو بلدة الزهراء؛ تاركين وراءهم جثث رفاقهم الذين قتلوا في بلدة رتيان التي استعادت المعارضة السيطرة عليها مساء الثلاثاء، بعد تكبيد النظام خسائر فادحة فيها.
على الجانب الآخر، نشر نشطاء محليون قوائم بأسماء أكثر من خمسين شاباً من مختلف بلدات وقرى ريف حلب الشمالي، قضوا في أثناء تصدي المعارضة للهجوم.
وقد تمكنت المعارضة، أمس الأربعاء، من فتح الطريق الذي يصل مدينة حلب بريفها الشمالي لقواتها، بعد أن قطعه النظام يوم الثلاثاء لساعات قليلة. لكن المعارضة لم تسمح للمدنيين باستخدام الطريق الاستراتيجي الذي يصل مدينة حلب بمدينتي إعزاز وتل رفعت بريفها الشمالي نتيجة الاشتباكات المستمرة في المنطقة، ليقتصر مستخدموه على قوات المعارضة فقط.
ورد النظام على تقدم المعارضة الميداني بقصف بلدات ومدن ريف حلب التي تسيطر عليها، إذ أفاد شهود عيان في مدينة الأتارب، أكبر مدن ريف حلب الغربي، لـ "العربي الجديد" بإصابة ثلاثة أطفال على الأقل إثر غارة جوية شنّتها طائرة تابعة للنظام على مدرسة ابتدائية وسط المدينة.
كما أكد الناشط حسن الحلبي لـ "العربي الجديد" قيام طائرة حربية من نوع "سوخوي" تابعة للنظام بقصف مبنى سكني في قرية المالكية التابعة لمدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، بصاروخ أدى انفجاره إلى إصابة عدد من سكان القرية. ويأتي هذا القصف الجوي في الوقت الذي تواصل فيه مدفعية قوات النظام قصفها بلدتي حيان وتل مصيبين القريبتين من المنطقة التي تشهد الاشتباكات في اليومين الأخيرين بين المعارضة والنظام.