خطاب الاستعمار نفسه

13 مارس 2015
بعض الروس يتبنى خطاب المستعمِر اليوم (يوري كادوبنوف/فرانس برس)
+ الخط -

"اشكروا مستعمريكم يا ناكري الجميل، فلولا الاستعمار لبقيتم بدائيين متخلفين، فما إن خرج مستعمركم حتى عدتم إلى همجيتكم وبداوتكم". هذا فحوى خطاب الاستعمار والاحتلال والانتداب، وخطاب فاقدي الثقة بأنفسهم وشعوبهم ومجتمعاتهم. وبصرف النظر عن أن يكون الروس قد استعمروا أم لم يستعمروا غيرهم من الشعوب السوفييتية، أثناء تشييد وإدارة ذلك البنيان الذي أُريدَ له أن يبدو شريراً، ولا أراه أو أراهم كذلك، إلا أن بعضهم يتبنى خطاب المستعمِر اليوم، ويعجب ذلك الملايين، من دون أن يدركوا فداحة هذا الخطاب، أم يدركون؟
الحديث يدور عن مقطع مصور على يوتيوب يحمل عنوان "أنا روسي محتل"، حصد خلال أسبوع واحد من نشره أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة.

يقول المقطع الذي كانت مجموعة "لا لجماعة الـ "أوكي" التي صممته تنوي نشره في عيد المدافعين عن الأمة، كما يسمى عيد الجيش في روسيا "السلام عليكم، أنا روسي محتل، هذه مهنتي، هكذا يقول التاريخ، ففي زمن ما احتليت سيبيريا والآن يستخرجون هناك النفط والغاز والألمنيوم وغيرها، وهناك اليوم مدن ورياض أطفال ومشاف، وما عادوا يبيعون المرأة هناك مقابل فروة كما كانت الحال قبل أن يأتي الروس. نعم أنا محتل، لقد احتليت دول البلطيق فبنيت محطات الكهرباء وأنتجت أجهزة الراديو المتطورة والسيارات والعطور، فطلبوا مني الخروج من هناك، فإذا بهم الآن يصطادون سمك الشبروتي، وجزء منهم ينظف دورات مياه الأوروبيين. نعم أنا محتل، لقد احتليت آسيا الوسطى، فبنيت القنوات في السهوب الجرداء، والمعامل وقواعد إطلاق صواريخ الفضاء والمشافي والملاعب، وصنعت هناك صواريخ الفضاء والطائرات وزرعت القمح والقطن لكل البلاد، فطلبوا مني الخروج من هناك، فإذا بالقروض الأميركية تنمو ومعها "الحشيش"، وإذا بجزء من السكان يعمل في البناء عند المحتلين السابقين. نعم أنا محتل، لقد احتليت أوكرانيا، فعمّرت مع الأوكرانيين محركات الطائرات والسفن والدبابات والسيارات، وطلبوا مني الخروج، وها هم الآن يدمرون كل ما بقي من المحتل ولا يبنون شيئاً جديداً سوى "ميدان" لا نهائي ودكتاتوريات. نعم أنا محتل، ولقد تعبت من الاعتذار عن ذلك..أنا محتل بالولادة..".

المساهمون