وتسلّم الحرس الجمهوري (التابع للرئاسة المصرية)، مقرّ البرلمان، أمس الجمعة، ومشّط ضباط كشف المفرقعات جميع القاعات الداخلية، والساحة الخارجية. كما انتشرت الكمائن الأمنية بشكل مكثف، وأُغلقت بعض مداخل شارع قصر العيني. فيما عزّزت القوات الأمنية من وجودها في ميدان التحرير، لمنع اقتراب أي مواطن من المقر النيابي، وأعلنت غلق محطة مترو "السادات"، يوم الخطاب.
في هذا السياق، تقول مصادر مسؤولة في المجلس التشريعي، لـ"العربي الجديد"، إنه "لن يُسمح سوى بدخول النواب من دون مرافقيهم، وأعضاء أمانة المجلس المسؤولين عن انعقاد الجلسة، وعدد محدود من الصحافيين المعتمدين (أقدم محرر من كل صحيفة)، مع منع كل الهواتف المحمولة، والسيارات الخاصة من دخول ساحة المجلس". وتضيف المصادر ذاتها، أنّه "سيتم حظر تجوال على الصحافيين داخل المجلس، واقتصار تواجدهم في المركز الإعلامي، ومنعهم من صعود الشرفة المخصصة لهم، التي جُهّزت مقاعدها للشخصيات العامة التي تحضر الخطاب".
وتشير المصادر أنفسها إلى تشكيل المجلس لجنة خاصة لدراسة خطاب السيسي عقب إلقائه، والذي يعلن فيه عن اكتمال ما يسمى "خارطة المستقبل"، التي وضعها الجيش بعد الانقلاب، الذي عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/تموز 2013، وتوجيهه الشكر لضحايا الجيش والشرطة والقضاة الذين ضحّوا من أجل إتمام عملية الانتخابات. وبحسب هذه المصادر، يتضمن خطاب السيسي الحديث عن مكافحة الدولة للإرهاب، والخطر المحيط بالبلاد، والمعوقات التي تواجه السلطة التنفيذية، وسبل مواجهة الغلاء، وضبط الأسعار، والمسؤولية التي تقع على عاتق النواب في تحقيق آمال وطموحات الشعب.
ويطالب السيسي النواب في خطابه، وفقاً للمصادر التشريعية، بضرورة تعاونهم مع الحكومة في حل الأزمات والتحديات التي تواجه المواطنين، وتمرير التشريعات، التي تساعدها على تنفيذ برنامجها. كما يعلن عن الإجراءات الاقتصادية التي ستتخذها الحكومة خلال الفترة المقبلة، في ظل تأزم الوضع الاقتصادي، واستمرار سياسة رفع الدعم عن المواطنين.
وأعاد عمال البرلمان طلاء أرضية الطريق الداخلي للمجلس، للمرة الثانية، وزراعة الورود في طريق سير الموكب الرئاسي. ووضعت أمانة البرلمان شاشات عرض جديدة بالبهو الفرعوني، حتى يتمكن النواب المتأخرون من متابعة الخطاب، في ظل العدد المحدود لمقاعد قاعة المجلس، والتي لن تكفي كل الحضور.
اقرأ أيضاً: البرلمان المصري يبلغ نوابه بزيارة السيسي في "رسالة نصيّة"