ويقول القيادي في إحدى العشائر المتصدية لتنظيم "داعش" في الأنبار، عمار العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "واشنطن أنزلت العشرات من قواتها في قاعدة الحبّانية العسكرية في الرمادي، استعداداً لخوض معركة تحرير المدينة من سيطرة داعش"، مبيّناً أنّ "القوات الأميركية عقدت اجتماعاً مع قادة الجيش العراقي والعشائر التي تقاتل التنظيم، لبحث خطة مشتركة لمهاجمة داعش". ويضيف المصدر نفسه أنّ "الخطة ركّزت أساساً على عدم مشاركة المليشيات في المعركة، وأنّ الجيش العراقي يقود المعركة برّاً وبإسناد العشائر، وطيران التحالف، فيما ستبقى القوات الأميركية قريبة من ساحة المعركة، ولن تتدخل إلّا عند الضرورة القصوى".
ويؤكّد أنّ "القادة الأميركيين مع قادة الجيش والعشائر، نفّذوا، أمس الخميس، طلعات استطلاعيّة على محيط الرمادي لوضع تفاصيل الخطة النهائية للهجوم، وتحديد منافذ الهجوم والإسناد، وطرق الانسحاب، وغيرها مما تتطلبها ساحة المعركة. كما حدّدوا خلال الطلعات الاستطلاعيّة مناطق قوّة داعش من مناطق ضعفه"، مشيراً إلى أنّ "توقيت المعركة وساعة الصفر، لم يحدّد بعد، لكنّه ليس بعيداً"، مرجّحاً "حسم المعركة خلال أيّام قليلة، بسبب التنسيق والتعاون الكبير بين القوات العراقية والعشائر والجيش الأميركي".
ويلفت النائب عن محافظة الأنبار، محمد العيساوي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "مدينة الرمادي والبلدات القريبة منها، تشهد منذ ثلاثة أيّام هدوءاً حذراً، إذ لم تقدم القوات العراقيّة على أيّ هجوم ضد داعش، فالعمليات متوقفة بشكل كامل، كما أنّ التنظيم لم يبادر هو الآخر، بأيّ تحرّك ميداني". ويوضح العيساوي أنّ "المعلومات المتوافرة لدينا، تؤكّد أنّ تنظيم داعش يعمل حالياً على تحصين نفسه في مواقعه الخاضعة لسيطرته، كما يزرع الألغام والعبوات الناسفة على الطرقات المؤديّة إليها. الأمر الذي يؤكّد تحوّل وضعه من هجومي إلى دفاعي، بعدما علم بالاستعدادات للهجوم عليه وبإسناد أميركي". ويؤكّد العيساوي أنّ "القوات الأميركية والعراقية والعشائر، تستعد هي الأخرى لشنّ الهجوم، وتدرس الخطة النهائية لمداهمة التنظيم"، مشيراً إلى أنّ "أهالي الرمادي ينتظرون بفارغ الصبر تنفيذ الهجوم لتحرير مدنهم".
اقرأ أيضاً خطة أميركية ضد "داعش": عزل الموصل عن الأنبار
من جهته، يؤكد عضو مجلس عشائر الأنبار، الشيخ، محمود الجميلي، أنّ "عشائر الأنبار سيكون لهم الدور الكبير في هذه المعركة، على عكس المعارك التي مضت، والتي حجّم دورهم فيها". ويقول الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عشائر الأنبار متلهّفة لقتال داعش، واستعادة دورها في المعركة، بعدما قتل التنظيم أبناءها وأخرجها من ديارها"، مبيّناً أنّ "التسليح الذي حظيت به العشائر من الجانب الأميركي جيد نسبياً قياساً بسلاح داعش". ويرجّح الجميلي أنّ "يبدأ الهجوم قريباً وأن يحسم لصالح قواتنا خلال وقت قياسي".
على الصعيد العسكري، يعتبر اللواء الركن المتقاعد، الخبير العسكري، عبد العظيم الشمري، أنّ "أساسيّات تحقيق النصر على ما يبدو أصبحت متكاملة وواضحة من خلال الاستعدادات لهذه المعركة". ويقول الشمري لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعارك التي قادتها مليشيات الحشد في الأنبار والتي انتهت بانسحاب معظم الفصائل منها، حسمت لصالح داعش وانتهت بخسائر أضيفت إلى الخسائر السابقة"، معيداً السبب في ذلك، إلى "عدم قياس قوة العدو والقدرة على تحقيق النصر عليه، إذ إنّ قادة الحشد لم يكونوا مؤهلين، لأنّهم لا يملكون خبرة عسكرية، ولم تكن لديهم رؤية ميدانية حقيقية لساحة المعركة، الأمر الذي صبّ بالتالي بصالح داعش".
ويضيف الشمري أنّه "من المعروف عسكرياً، أنّ داعش قوة لا يستهان به، ولديه من العتاد والعدد والخطط الاستراتيجيّة ما يؤهله لتحقيق تقدم وانتصارات كبيرة، وهذا ما لاحظناه في الموصل وبيجي والأنبار. والواضح من اجتماع القادة الأميركيين مع قادة الجيش وقادة العشائر، أنها خطوة صحيحة لتحقيق أساسيّات النصر".
ويشير إلى أنّ "واشنطن لا تضيّع الوقت والجهد، واعتمدت على الجيش والعشائر في الهجوم، وستسنده بضربات جويّة تنهك قوى داعش، واضعة جيشها في حالة استعداد لأيّ طارئ.
ووفقاً للمشري، فإن إشراك العشائر في المعركة ضد التنظيم "يثبت أنّها تسعى لضمان إمساك المناطق التي سيتم تحريرها، وحمايتها من أهلها وعدم إضاعتها كما حدث في السابق"، معتبراً أنّ "هذا التخطيط المنطقي، قائم على أساسيات ميدانية واقعية. كما أنّ واشنطن ستستخدم عنصر المباغتة ولا تحدّد ساعة الهجوم، كما كانت تفعل مليشيات الحشد الشعبي والقوات العراقية"، مرجّحاً "حسم المعركة لصالح العراق".
"لواء الأسد"
وكان قد أُعلن في الأنبار عن تشكيل "لواء الأسد"، المكوّن من أبناء العشائر لمقاتلة تنظيم "داعش". وقال آمر "لواء الأسد"، العميد عبد الرزاق الدليمي، في تصريح صحافي، إنّ "اللواء ضم 1100 مقاتل من أبناء عشائر البونمر والعبيد والكبيسات والبومحل في منطقة البغدادي"، مبيّناً أنّ "اللواء سيشارك القوات الأمنية باستعادة المدن والمناطق التي سيطر عليها داعش ومسك الأمن فيها بعد التحرير". كما لفت الدليمي إلى أنّ "مقاتلي اللواء يشاركون بعمليات عسكرية إلى جانب الجيش ضد داعش في مناطق جبة وبروانة وكبدوا التنظيم خسائر مادية وبشرية كبيرة، ولديهم خبرة كبيرة في القتال".
يشار إلى أنّ مليشيات "الحشد الشعبي" فشلت في حسم المعارك في الرمادي بسبب تفرّدها في القرار العسكري وإقصائها أبناء العشائر وهيمنتها على الجيش العراقي، الأمر الذي أجبرها على سحب أغلب فصائلها من ساحة المعركة.
اقرأ أيضاً شهران على معارك الأنبار: خسائر قاسية للجيش والحسم مفقود