كشفت مصادر حكومية وأخرى استخباراتية عراقية في بغداد، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، عن وجود خطة شاملة تهدف لإيجاد طريقة آمنة يتمكن عبرها أشخاص انضموا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من جنسيات أجنبية غالبيتها أوروبية، من العودة إلى ديارهم.
وتأتي الخطوة بعد ما وصفته المصادر ذاتها: "ندمهم على ترك بلدانهم والالتحاق بالتنظيم ووقوعهم ضحايا الأفلام الدعائية للتنظيم واكتشافهم حقيقة الوضع بعد وصولهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها".
ووفقا لمسؤولين في وكالة الاستخبارات الوطنية في بغداد، فإن "قادة عسكريين يعملون ضمن التحالف الدولي من جنسيات مختلفة، أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وألمانيا، يناقشون السبل التي تمكّن النادمين على الالتحاق بداعش من تسليم أنفسهم وطريقة ذلك".
وبحسب المصادر ذاتها، فإن اجتماعا جرى في بغداد في الثاني من يوليو/ تموز الجاري لمناقشة الموضوع بعد تلقي غرفة عمليات التحالف الدولي إشارات متصاعدة من أشخاص انضموا إلى "داعش" غالبيتهم أوروبيون يعربون فيها عن رغبتهم بالعودة وتسليم أنفسهم للسلطات في بلدانهم".
وأبدى هؤلاء ندمهم "على التحاقهم بالتنظيم، ويشرحون ظروف الحياة في مناطق داعش وردت غالبيتها من عوائلهم التي فاتحت سلطات بلادهم".
مصادر في مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكدت صحة التسريبات، موضحة أنها ما زالت قيد المناقشة "خاصة حول التطبيق الفعلي وصعوبة إيجاد طرق آمنة لهم مع وجود خطوط تماس محرّمة على الطرفين وسبل التواصل مع المغرر بهم".
وبيّنت المصادر أن "الشريحة المستهدفة في داعش ستكون مصدر معلومات كبير وبالوقت نفسه ضربة لشعبية التنظيم وتصيب ماكينة التجنيد لديه في مقتل وهي التي تعتبر شريان بقائه".
وبحسب المصادر ذاتها، فإنه "من غير المعروف ما إذا كان الموضوع يشمل الجناح السوري بتنظيم داعش أم لا ومعلوماتنا على قدر تعلق الأمر بالعراق".
في السياق أكد المسؤول ذاته أن "ضربات التحالف الدولي زادت بالعراق خلال يوليو/تموز الجاري عن الشهر السابق بواقع 30%".
وأضاف: "الحديث يجري الآن عن مخاطر الضغط على "داعش" وانتشاره كخلايا بدلا من بقائه محصورا في مناطق معروفة وهو ما تتم معالجته حالياً".